س: يقول الله (سبحانه وتعالى) في سورة الزمر: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب). فما الحكمة من قوله: (أجرهم)، ولَمْ يقل: (أجورهم)؟

ج: لعل الحكمة في ذلك هو أن(الأجر) يقال لما تمحّض في الفائدة والثواب، بينما (الأجور) يحتمل أنه جمع الأجر بمعنى الجزاء، وهو يقال لما هو أعم من الثواب، فيشمل العقاب أيضاً، وذلك كما في قوله تعالى في سورة آل عمران: 185: (كل نفس ذائقة الموت، وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار، وأدخل الجنة فقد فاز..). أي: تعطون جزاء أعمالكم، ومعلوم أن الجزاء يشمل الثواب والعقاب معاً. هذا مضافاً إلى أنّ كلمة (الأجور) تكون جمعاً للأجرة أيضاً، والأجرة هي الكراء وليست الثواب.

س: هل هناك خلق قبل آدم؟ وإن لم يكن هناك خلق فكيف عرفت الملائكة بأن ابن آدم سيفسد في الأرض كما في سورة البقرة آية30؟
ج: ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): (إن قبل آدمكم هذا لألف ألف آدم). وفي تقريب القرآن للإمام الشيرازي (رحمه الله): (ولعلهم إنما علموا بذلك لما كانوا يدركون من كدرة الأرض وثقلها الموجبة للفساد أو التكدر أو لما رأوا من فعل بني الجان سابقاً). التقريب ج1 ص 56 – 57.

س: كنت قد صمت قبل شهر رمضان يومين، فهل يكفي هذان اليومان عما أفطرته في شهر رمضان أم لا؟
ج: الأيام التي صمتها قبل شهر رمضان لا تغني عن القضاء للأيام التي أفطرتها أثناء الشهر إلا إذا نويت بها القضاء عن تلك الأيام.

س: أتعرض في العمل للغبار وأنا صائم، فتارة يكون غليظاً وأخرى خفيفاً، وأتحاشاه بالتلثم، وبتغطية الأنف والفم، فهل يكفي ذلك؟
ج: يجب التحفظ عن وصول الغبار الغليظ إلى الحلق على الأحوط، فإذا كان الغطاء المذكور يمنع من وصول الغبار الغليظ إلى الحلق فلا إشكال.

س: ما هي حدود الاستطاعة التي بها يجب الحج على المكلف؟
ج: حدود الاستطاعة هي أن يملك الشخص مقداراً من المال يستطيع أن يحج به ويرجع إلى بلده قادراً على مواصلة معيشته (أي إدارة نفسه وأهله بالفعل أو بالقوة)، مضافاً إلى القدرة الجسدية، وتفصيل ذلك مذكور في (مناسك الحج).

س: أنا أدرس في الجامعة ولا أعمل، ولكنني أتمكن من ادخار بعض المال في حسابي في البنك، فهل يجب علي الخمس في هذه الأموال؟ وفي حالة وجوب الخمس فما الذي يجب أن أفعله، علماً بأنني قد جمعت بعض المبالغ التي فات عليها _ربما_ أكثر من حول؟
ج: يجب عليك أن تخمّس كل ما تملك من النقود ونحوها كالأمتعة والأثاث والملابس غير المستخدمة بعد، فإذا كان المجموع ألفاً مثلاً كان خمسه مائتين ومخمسه ثمانمائة، وفي أول السنة الثانية اجمع ما عندك، فإن كان زائداً على الثمانمائة أعط خمس الزائد، وأضف مخمّسه إلى الثمانمائة، وهكذا تخمّس كل سنة ما زاد على مخمّسك في السنة الماضية. وأما مؤونتك فتصالح عليها الحاكم الشرعي أو وكيله.

س: أنا طالب جامعي، لم أكن أخمّس ظناً مني أنه لا خمس للذي لا مدخول له، ووفقني الله، وحصلت على بعثة دراسية، فقمت بتحديد رأس سنة، ولكني لم أخمس جميع ممتلكاتي لجهلي بالأمر، فقد قمت بتخميس أموال البعثة فقط، والآن هل يجب عليّ تخميس جميع ممتلكاتي بما فيها الأغراض التي اشتريتها بأموال البعثة؟
ج: يجب عليك الخمس أو التصالح في ممتلكاتك عدا التي اشتريتها بالمال المخمّس.

س: أنا أعلم بأن الغناء حرام، أنا بحمد الله لا أستمع إلى الأغاني، ولكن في هذا الزمان لا يخلو مكان من الأغاني، فهل الذهاب إلى السوق والمطاعم وما شابههما من التجمعات جائز مع أنه لا يخلو واحد من هذه الأمكنة من الغناء؟
ج: الإمام الراحل (أعلى الله درجاته): لا يجوز الاستماع ولا السماع، وإذا كانت هنالك ضرورة للذهاب فاقتصر على مقدار الضرورة.
السيد المرجع (دام ظله): يحرم الاستماع دون السماع.

صوت الجوال

س: في هذه الأيام نشهد تطوراً كبيراً في عالم الاتصالات، ونرى أن الهاتف النقال أو ما يُعرف بـ (الجوال) قد غزا بلادنا، وأصبح الكل أو الأكثر يستعمله، ولا يخلو واحد من الأجهزة من صوت موسيقى، وأصل هذه الموسيقى من الغناء، فما حكم مثل هذه الأصوات مع أن البعض يقول: إنها مجرد موسيقى لا يمكن التعبير عنها بالغناء؟
ج: إذا لم يعدها العرف موسيقى فلا إشكال فيها وإلا كانت حراماً.

س: هناك لعبة شعبية منتشرة عندنا واسمها (الدومنة) أو(الديمينو)، وهي عبارة عن قطع مستطيلة الشكل وصغيرة تحتوي على نقاط تمثل أعداداً، ما حكم اللعب بهذه اللعبة؟ علماً بأننا لا نلعبها بشكل قماري؟
ج: لا يجوز اللعب بها مطلقاً.

س: بعض الأطعمة التي تأتي من البلدان غير الإسلامية تحتوي على الجيلاتين، هل يجوز أكلها أم لا؟ وماذا عن الدعوى القائلة بأنه تتم الاستحالة في الجيلاتين؟
ج: الإمام الراحل (أعلى الله درجاته): إذا علمنا بكون الجيلاتين الموجود في الطعام المستورد من الخارج حيوانياً فهو نجس إذا كان من حيوان ذي دم دافق وحرام، إلا إذا فرض استحالته، وأما لو لم نعلم بأنه حيواني فلا بأس به.
السيد المرجع (دام ظله): إذا كان الجيلاتين قد أخذ من العظم المجرد عن اللحم فيحذر أكله مطلقاً حت وإن كان مستورداً من بلاد غير إسلامية

س: ماذا يقول سماحة السيد (دام ظله العالي) في ولاية الفقهاء؟
ج: في الشؤون الشخصية يرجع إلى مرجع التقليد الجامع للشرائط، وأما الأمور العامة وإدارة البلاد والعباد فأمرها راجع إلى شورى الفقهاء.