رحلة الولاء إلى سامراء كان لها الأثر البالغ
نصب ضريح مؤقت في الروضة العسكرية المطهرة وتأهيلها للزيارة

لأول مرّة منذ وقوع العدوان الآثم على الروضة العسكرية المطهرة في مدينة سامراء في الثالث والعشرين من شهر محرم الحرام 1427 للهجرة، وفي مبادرة فريدة وجريئة جاءت بإرشادات سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، وُفّقت (مؤسسة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله) ـ وهي إحدى المؤسسات التابعة لمرجعية السيد الشيرازي في مدينة كربلاء المقدسة ـ ، في إطلاق رحلة عزاء إلى سامراء سمّيت بـ(رحلة الولاء إلى سامراء) وذلك في ذكرى استشهاد مولانا الإمام الحسن العسكري صلوات الله عليه (8 ربيع الأول 1429 للهجرة) شارك في هذه الرحلة العشرات من المؤمنين من مدينتي كربلاء المقدسة والشطرة بإشراف وإدارة فضيلة الأخ السيد عارف نصر الله (الأمين العام لمؤسسة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله). وحينما وصل المشاركون في هذه الرحلة إلى سامراء توجّهوا إلى المرقدين المطهّرين للإمامين علي الهادي والحسن العسكري سلام الله عليهما وسط بكاء ونحيب وذهول لما شاهدوه من هول الفاجعة والجريمة التي طالت الروضة العسكرية الطاهرة بشكل مباشر ومؤثر.
كما شاهدوا أن دعاوى إعادة الإعمار التي أطلقت بين فترة وأخرى من قبل المسؤولين في الحكومة العراقيةكانت مجرد قضية إعلامية ليس إلاّ، فلم يشاهدوا ما يمكن تسميته بالإعمار، حيث كانت الأنقاض بمكانها.
وبعد تأديتهم مراسم العزاء وجّه المؤمنون المشاركون في هذه الرحلة رسالة إلى المراجع الأعلام وأتباع أهل البيت الأطهار صلوات الله عليهم وإلى الحكومة العراقية حول قضية إعمار الروضة المطهرة بسامراء، جاء فيها:
«رجاؤنا من المراجع الأعلام أن يضغطوا على المسؤولين في الحكومة العراقية من أجل التحرك الجادّ لحلّ هذه القضية، ونرجو منهم أن يبعثوا مندوبين أو وكلاء عنهم للاطلاع على ما يجري في سامراء.
ونرجو من الإخوة المؤمنين كافّة الذين يكنّون الولاء والحبّ لأهل البيت الأطهار صلوات الله عليهم أن يتوجهوا على شكل مواكب وحملات لزيارة المرقد الطاهر المهدّم للإمامين العسكريين صلوات الله عليهما في أسرع وقت ممكن وخصوصاً في المناسبات.
كما نطالب الإخوة المسؤولين عن ملف إعمار مرقد العسكريين سلام الله عليهما بتسليم ملف الإعمار وإدارة المرقد إلى الوقف الشيعي وإخراج قضية سامراء من الدائرة السياسية فهي قضية دينية وعقائدية. كما نطالب الحكومة بتأمين الطرق المؤدّية إلى مدينة سامراء، فهم قادرون على ذلك حسب تصريح قائد عمليات سامراء».
هذه الرحلة المباركة والشجاعة كان لها أثر بالغ ووقع كبير على قلوب المؤمنين والمؤمنات، فحفّزتهم في أن يقوموا بتكرار مثل هذه الرحلات للاطلاع على هول الفاجعة بشكل مباشر والمطالبة بتعجيل عملية الإعمار وتنفيذ ذلك بشكل جدّي وواقعي وملموس.
وقبل يومين أكد مصدر مسؤول في العتبة العسكرية المقدسة أن مدينة سامراء شهدت حضوراً لأساتذة متخصّصين من جامعة بغداد لتقديم دراسات علمية لعمليات الإعمار التي تشهدها العتبة العسكرية المطهرة الآن، وإن عملية رفع الركام ما زالت مستمرة على قدم وساق حيث تمت إزالة جميع الأنقاض المتراكمة على مرقدي الإمامين العسكريين صلوات الله عليهما ومرقدي السيدة حكيمة والسيدة نرجس عليهما السلام بشكل نهائي.
كما تمّ نصب ضريح مؤقت لحين إتمام الضريح الجديد، وأن الروضة العسكرية المطهرة الآن مهيّأة لاستقبال الزائرين. وإليكم جانب مصوّر عن ذلك: