سماحة المرجع الشيرازي دام ظله:
المجتمع السليم لا سجين فيه ولا إدارة فاسدة

كالسنوات السابقة، قامت جموع كثيرة من النساء الفاعلات في المجالين الديني والثقافي بالتوافد على بيت المرجعية الشيرازية بمدينة قم المقدسة، وقمن بزيارة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، في مساء يوم الجمعة الحادي عشر من شهر رمضان العظيم1437للهجرة (17/6/2016م)، واستمعن إلى كلمته القيّمة.
في هذه الكلمة القيّمة، أشار سماحة المرجع الشيرازي دام ظله إلى آيات من القرآن الكريم والروايات الشريفة، وبيّن موارد مهمة، حول مقام مولاتنا السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها وما قدّمته من تضحيات لأجل الدين ومولانا نبيّ الإسلام صلى الله عليه وآله.
كما بيّن سماحته جوانب من مسؤوليات المرأة في إصلاح المجتمع.
إليكم جوانب من أهم ما جاء في هذه الكلمة:
ذكرت العديد من الروايات الشريفة أن رسول الله صلى الله عليه وآله كانت دموعه تنهمر كلما ذكر اسم السيدة خديجة سلام الله عليها. وكان صلى الله عليه وآله يقول: أين مثل خديجة.
هذا الكلام، وكما يقول علماء العربية، هو استفهام استنكاري، أي لا يوجد مثل خديجة. وكان صلى الله عليه وآله يقول هذا الكلام وله زوجات اخرى.
قبل بعثة النبيّ الكريم صلى الله عليه وآله، وقبل أن تتزوّج منه صلى الله عليه وآله، كانت السيدة خديجة سلام الله عليها لها مكانة اجتماعية واقتصادية مرموقة في الحجاز، وهذا ما يدلّ على انه كان لها مقاماً قديراً ومنزلة خاصة في الحجاز.
هذا المقام وهذه المنزلة ضحّت بهما السيدة خديجة سلام الله عليها من أجل الإسلام ومن أجل نبيّ الإسلام صلى الله عليه وآله. فراجعوا التاريخ واقرأوا عما حدث في شعب أبي طالب، فستعرفوا كم ومستوى تحمّل وحلم وصبر السيدة خديجة سلام الله عليها. فهي سلام الله عليها، كان لها مقاماً وثروة، ولكنها عاشت في شعب أبي طالب كسائر المسلمين الذين عانوا المقاطعة، وكانوا يعانون من الأّذى والجوع والعطش ليلاً ونهاراً. وهي سلام الله عليها غضّت الطرف عن كل ما كان لها من ثروة وعن الراحة، وتحمّلت المصاعب والصعوبات.
إذن أليس من الحق وحقاً أن يقول النبيّ صلى الله عليه وآله: أين مثل خديجة؟
لقد كان للسيدة خديجة سلام الله عليها مكانة خاصّة، بحيث وردت هذه المكانة في متون زيارات الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم، ومنها: السلام عليك ياابن خديجة الغراء. فعلى المرأة أن تجعل السيدة خديجة سلام الله عليها قدوة وأسوة، وأن تسعى في طريق سعادة البشرية. وعلى المؤمنين والمؤمنات، رجالاً ونساء، أن يتعلّموا التضحية من السيدة خديجة سلام الله عليها، وأن يصلحوا المجتمع بالتضحية.
أوصي الجميع، رجالاً ونساء، بأن لا تجعلوا جل اهتمامكم للراحة والرفاه في العيش، ولا تصرفوا أعماركم لمثل هذه القضايا الصغيرة. وهذا من الضروري أن يلتزم به الرجل والمرأة في حياتهما. بلى توجد صعوبة في هذا الأمر ولكن يمكن نيله بالعزم والتصميم بجديّة. فصلاح المجتع مسؤولية الجميع، ولا تستثنى المرأة من هذه المسؤولية. فالمرأة يمكنها أن تربّي المجتمع تربية صحيحة بتحمّلها للصعوبات وصبرها عليها وبحلمها، وهذا ما سيكون مؤدّاه إصلاح المجتمع.
إن المجتمع الذي حكمه مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله لم يوجد فيه حتى سجين سياسي واحد، وهذا يدل على سلامة ذلك المجتمع، والإدارة الصحيحة له. وإيصال وتعريف مثل هذه الخصيصة وسائر خصائص حكومة النبيّ والإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليهما وآلهما، إلى العالم كلّه، هي مسؤولية الجميع. ويجب في هذا المضمار ولتعريف الإسلام الحقيقي الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة.
كما بالعزم الجدي والقاطع، والتعلّم من تضحيات السيدة خديجة كبرى سلام الله عليها يمكن أن نعرّف الإسلام الحقيقي إلى العالم.
جدير بالذكر، اننا سنوافيكم بتفاصيل هذه الكلمة تباعاً، إن شاء الله تعالى.

موقع يازهراء سلام الله عليها يهتم بكل جديد ينفع في خدمة أهل البيت سلام الله عليهم كي نرقى ونسمو في افكارنا وآراءنا فلا تبخلوا علينا في افكاركم وآراءكم