ومن الحكومة
والفساد في بعض مشاريعها وخططها يضيع الحساب، فمن يحاسب لا
يحاسب على أساس الأصلاح بل على أساس تدمير الاخرين والتسقيط
السياسي وما أكثر الصفقات السرية بعدم كشف المستور فلكل واحدٍ
منهم فضيحة يمسكها على الأخر يتداولونها من حينٍ واخر للتسقيط
السياسي فقط وليس للمطالبة بحق الشعب...!
دماء شعبٍ
هُدِرت وأملاكٍ دُمِّرت ورعبٍ وتفجيراتٍ سادت وإنتشرت وشعبٍ
محبطٍ بائسٍ قضى عمره مكسور الخاطر حزيناً منكسراً حائراً بسبب
صراعات السياسيين ونشرهم للأحقاد والخوف وعدم الأستقرار بسببهم
ومن يسول لهم ذلك ويدعمهم من دولٍ ومنظماتٍ وشخصيات.
ضاع الوطن
والمواطن والوطنية في خضم الصفقات والمحاصصات والتوزيع الفئوي
والحزبي للمناصب حتى أصبحت شيئاً عادياً رغم فداحة هذه
السياسات البائسة.
في العادة تتهم
الراقصة بالعهارة ولكنها أنبل وأشرف من عاهرٍ قوادٍ سياسي
يتاجر بدماء بني جلدته.
هي أنبل وأشرف
من بعض الزعماء السياسيين والقيادات الحزبية والرموز الدينية
والتجمعات الجماهيرية ممن يحرقون بلادهم وشعبهم لأشباع
أهوائهم، والتنفيس عن غيضهم الطائفي وحقدهم السياسي.
أنت ترقصين بكل
صراحة ولا تكذبين ولا تنافقين وهواك على الوحدة ونص، ولكنهم لا
هوى لهم إلا النار والحرب والمؤامرات والرعب وعدم الأستقرار،
فهاهم يرقصون على جماجم الموتى مطالبين بحق المجرم لا حق
الضحية ويجرون بحبالهم رقاب الهمج الرعاع الأحياء الذين وضعوا
طوق الحبل بأيديهم حول رقابهم فصاروا يتبعونهم على وحدة ونص.
هم السياسيون
وصراعاتهم على مصالحهم أكثر من كونها مصالح الشعب الذي زاد
سوءه سوءاً أكثر كل يوم.
بعض دبلماسيينا
وسياسيينا لا يعرفون من الدبلماسية والسياسة إلا أنها عمل يدر
ربحاً ويجلب متعة ومكانة ويسد غيضاً ويستحصل مكاسباً فئوية
وحزبية على حساب مناوئين ومعارضين بغض النظر عن الشعب وهمومه
وتطلعاته...!
هو عمل يرفضون
به ويتقاتلون به ويحرقون به الأخضر واليابس، في الوقت الذي نرى
فيه الدبلماسية والسياسة فنون وصناعة ولم يزجوا بلدانهم
وشعوبهم لا بحروب ولا بفتن داخلية، فهم غنموا وسلموا والناس
بفضلهم غنموا وسلموا، وصاروا قبلة في السلام والحرية والعدالة.
بينما بعض
دبلماسيينا وسياسيينا غنموا وسلموا وعادوا على الناس بالويل
والثبور أنهم لم يقبلوا أن سياسييهم سرقوا الغنائم فلا غنم
الناس ولا منهم سلموا.
في الدبلماسية
والسياسة لا يوجد شيء إسمه (لا) فقال عنها فولتير مقولةَ
شهيرة: عندما يقول الدبلماسي (نعم) فهو يعني (ربما)، وعندما
يقول (ربما) فهو يعني (لا)، وعندما يقول (لا) فهو ليس
دبلماسي...!
فتبين لي أنهم
لا سياسيين ولا دبلماسيين، فهم أصحاب مبدأ (لا)، ليست تلك (لا)
للظلم والغبن وسرقة حقوق الشعب، بل (لا) لكل من يعارضني و(لا)
لكل من ينتقدني و(لا) لكل من يخالفني في الطائفة والجهة
الحزبية و(لا) لكل من لا يسير وفق هواي ومشتهاي و(لا) لمن قيل
لي أن أقول (لا) بوجههم فقد تم الدفع به لذلك، فعليه الأنصياع.
(القوادة) كلمة
عامية وتسمى باللغة العربية الفصحى (قيادة)...!