الإعلام .. وزيارة الأربعين

 

قضية الإمام الحسين؟ع؟، لو كان من الممكن أن تُمحى بالقوة، لمحاها الطغاة والسفاحون والذباحون، و إن الشعائر
الحسينية بكل أشكالها، وخاصة «زيارة الأربعين » باعتبارها الشعيرة الأبرز والأضخم، ليس عند الشيعة فقط بل على مستوى العالم، انتشرت
وتنتشر في ربوع الأرض، فإن قضية الحسين؟ع؟ قضية لا يدرَك غورها أبدًا، فهي قضية استثنائية ولها أسرارها.
في زيارة الأربعين للعام الماضي، كان عدد الزائرين «في مدينة كربلاء » أ كثر من عشرين مليوناً، فضلاً عن أن الشيعة يحرصون على إحياء هذه
الزيارة العظيمة الشأن والبركات، أين ما كانوا، وبأي عدد كانوا، وبذلك فإن زيارة الأربعين حدث استثنائي على أ كثر من صعيد، وفي أ كثر من
تفصيل. لكن مع كل تلك الاستثناءات لزيارة الأربعين فإن إعلام الآخر، دأب على تغييبها، يقول المرجع الشيرازي « : ☮ مسيرة المشاة إلى
كربلاء يشارك فيها الملايين، وهي ظاهرة فريدة، ولا نظير لها على وجه الكرة الأرضية أبدًا، لكن القنوات الفضائية - طبعاً عدا الشيعية وهي قليلة جدًا -
لا تذكر عن مسيرة المشاة شيئاً، ولا تبث عنها حتى بمقدار ثانية واحدة، وكذلك لا تنبس ببنت شفة، حول جرائم التفجير التي يتعرّض لها زوّار كربلاء،
في حين إذا جرح أو قتل شخص ما في إحدى زوايا العالم، فإنهم يذكرون خبره عشرات وعشرات المرات .»
إن الإعلام الذي يغيّب زيارة الأربعين، وفيها أ كبر حشد بشري يشرق بالقيم الإنسانية والأخلاقيات النبيلة، هو الإعلام نفسه الذي يبرر العمليات
الإرهابية ضد الشيعة ويغيّب ضحاياها، و إن كانوا من الأطفال والنساء قضوا تفجيرًا أو حرقاً أو ذبحاً، وهو نفس الإعلام الذي يرمي الشيعة
بالقبح والسوء، و إن الهدف من ذلك هو تغييب ثقافة أهل البيت؟عهم؟، وعلى وجه الخصوص تغييب عاشوراء، لما لهذه الواقعة من أثر إنساني
في الوجدان، ومن جهة أخرى، للإمعان في تشويه صورة الإسلام الحقيقي، فلا يُعقَل أن هناك من لا ينفر من دين قادته معاوية ويزيد وهارون
والمتوكل والأيوبي والزرقاوي والبغدادي، الذين دأب إعلام الآخر على ذكرهم، يقول المرجع الشيرازي « : ☮ تبذل وسائل إعلام الأعداء، اليوم،
قصارى طاقاتها وقدراتها لنشر ثقافة أموية ومضادّة لثقافة عاشوراء، إذًا فلماذا لا يستفيد الشيعة من الإعلام في إيصال ثقافة عاشوراء إلى البشرية
كافة، بمختلف لغاتهم، وعلينا ألا ننسى بأن العمل الإعلامي هو نصف القضية، والنصف الآخر هو الدفاع والحماية « .» وقل اعملوا

موقع يازهراء سلام الله عليها يهتم بكل جديد ينفع في خدمة أهل البيت سلام الله عليهم كي نرقى ونسمو في افكارنا وآراءنا فلا تبخلوا علينا في افكاركم وآراءكم