لمن يريد الحج...

 

 

قال الإمام جعفر الصادق(عليه السلام): إذا أردت الحجّ فجرّد قلبك لله من قبل عزمك من كل شاغل وحجاب كل حاجب، وفوّض أمورك كلّها إلى خالقك، وتوكل عليه في جميع ما يظهر من حركاتك وسكناتك، وسلّم لقضائه وحكمه وقدره، وودّع الدنيا والراحة والخلق، واخرج من حقوق تلزمك من جهة المخلوقين، ولا تعتمد على زادك وراحلتك وأصحابك وقوتك وشبابك ومالك، مخافة أن يصير ذلك عدوّاً ووبالاً، فإن من ادّعى رضا الله، واعتمد على ما سواه، صيره عليه وبالاً وعدوا، ليعلم أنه ليس له قوة ولا حيلة ولا لأحد إلا بعصمة الله وتوفيقه. واستعد استعداد من لا يرجو الرجوع، وأحسن الصحبة، وراع أوقات فرائض الله وسنن نبيه(صلى الله عليه وآله) وما يجب عليك من الأدب والاحتمال والصبر والشكر والشفقة والسخاوة، وإيثار الزاد على دوام الأوقات. ثم اغسل بماء التوبة الخالصة ذنوبك، والبس كسوة الصدق والصفاء والخضوع والخشوع، وأحرم من كل شيء يمنعك عن ذكر الله. ولبّ بمعنى إجابة صافية خالصة زاكية لله في دعوتك متمسكاً بالعروة الوثقى. وطف بقلبك مع الملائكة حول العرش كطوافك مع المسلمين بنفسك حول البيت. وهرول هرولة هرباً من هواك، وتبرياً من جميع حولك وقوتك. واخرج عن غفلتك وزلاتك بخروجك إلى منى، ولا تتمنّ ما لا يحل لك ولا تستحقه. واعترف بالخطايا بعرفات. وجدد عهدك عند الله بوحدانيته، وتقرب إلى الله واتقّه بمزدلفة، واصعد بروحك إلى الملأ الأعلى بصعودك إلى الجبل. واذبح حنجرة الهوى والطمع عند الذبيحة. وارم الشهوات والخساسة والدناءة، والأفعال الذميمة عند رمي الجمرات. واحلق العيوب الظاهرة والباطنة بحلق شعرك. وادخل في أمان الله وكنفه وستره وكلاءته من متابعة مرادك بدخولك الحرم. وزر البيت متحقّقاً لتعظيم صاحبه ومعرفة جلاله وسلطانه، واستلم الحجر رضاءً بقسمته وخضوعاً لعزته وودع ما سواه بطواف الوداع. وأصف روحك وسرك للقائه يوم تلقاه بوقوفك على الصفا، وكن ذا مروة من الله نقياً أوصافك عند المروة. واستقم على شرط حجتك هذه وفاء عهدك الذي عاهدت به مع ربك وأوجبت له إلى يوم القيامة، واعلم بأن الله تعالى لم يفترض الحج ولم يخصه من جميع الطاعات بالإضــــافة إلى نفــــسه بقوله(عزوجل): (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً). ولا شرع نبيه(صلى الله عليه وآله) سنة في خلال المناسك على ترتيب ما شرعه إلا للاستعداد والإشارة إلى الموت والقبر والبعث والقيامة.
---------------------------------- 
قال الإمام أميــر المؤمنيــن علـي بـن أبــي طالــب(عليه السلام)
* من نصب نفسه للناس إماماً فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، ومعلم نفسه ومؤدبها، أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم.
* لا يترك الناس شيئاً من أمر دينهم لاستصلاح دنياهم إلا فتح الله عليهم ما هو أضر منه.
* إن الله افترض عليكم فرائض فلا تضيعوها، وحد لكم حدوداً فلا تعتدوها، ونهاكم عن أشياء فلا تنتهكوها، وسكت لكم عن أشياء ولم يدعها نسياناً فلا تتكلفوها.
* والذي وسع سمعه الأصوات، ما من أحد أدخل على قلب فقير سروراً إلا خلق الله له من هذا السرور لطفاً، فإذا أنزلت به نائبة، جرى إليها لطف الله كالماء في انحداره حتى يطردها عنه.
* طوبى لمن ذل في نفسه وطاب كسبه، وصلحت سريرته، وحسنت خليقته، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من لسانه، وعزل عن الناس شره، ووسعته السنة، ولم ينسب إلى البدعة.
* سُوسُوا إيمانكم بالصدقة، وحصنوا أموالكم بالزكاة، وادفعوا أمواج البلاء بالدعاء.
* الراضي بفعل قومٍ كالداخل فيه معهم، وعلى كل داخلٍ في باطلٍ إثمان، إثم العمل به، وإثم الرضا به.
* قدر الرجل على قدر همته، وصدقه على قدر مروءته، وشجاعته على قدر أنفته، وعفته على قدر غيرته.
* كم من مستدرجٍ بالإحسان إليه، ومغرورٍ بالستر عليه، ومفتونٍ بحسن القول فيه، وما ابتلى الله أحداً بمثل الإملاء له.
* من أعطي أربعاً لم يحرم أربعاً، من أعطي الدعاء لم يحرم الإجابة، ومن أعطي التوبة لم يحرم القبول، ومن أعطي الاستغفار لم يحرم المغفرة، ومن أعطي الشكر لم يحرم الزيادة.
* مَنْ حاسب نفسه ربِح، ومَنْ غفل عنها خسِر، ومَنْ خاف أمِن، ومَنِ اعتبَر أبصَر، ومَنْ أبصَر فهِم، ومَنْ فهِم علِم.
* من أصلح ما بينه وبين الله، أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن أصلح أمر آخرته، أصلح الله له أمر دنياه، ومن كان له من نفسه واعظٌ، كان عليه من الله حافظٌ.
* قدر الرجل على قدر همته، وصدقه على قدر مروءته، وشجاعته على قدر أنفته، وعفته على قدر غيرته.
* كم من مستدرجٍ بالإحسان إليه، ومغرورٍ بالستر عليه، ومفتونٍ بحسن القول فيه، وما ابتلى الله أحداً بمثل الإملاء له.

موقع يازهراء سلام الله عليها يهتم بكل جديد ينفع في خدمة أهل البيت سلام الله عليهم كي نرقى ونسمو في افكارنا وآراءنا فلا تبخلوا علينا في افكاركم وآراءكم