أحداث وتحديات...

 

روى ابن عمران عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: "اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا". قال: قالوا: "وفي نجدنا". قال: "هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان".
في الماضي خرج الخوارج عن طاعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (سلام الله عليه) وكفروه وكفروا المسلمين معه، فوجهوا جام وحشيتهم وحقدهم ضد المسلمين، فقتلوا الشيوخ والأطفال وبقروا بطون الحوامل من النساء المسلمات، وكان من ضحايا كفرهم وضلالهم أعظم إنسان بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أمير المؤمنين (سلام الله عليه) حيث ضرجوه بدمائه الطاهرة وهو ساجد لله في محرابه.
في العصر الحديث أي منذ ما يقارب القرنين تقريباً عاد الشيطان ليبث قرنه من جديد من المنطقة التي حذر منها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ألا وهي منطقة نجد تحت اسم "الوهابية" تارة و"السلفية" تارة أخرى، حيث برز مجدداً الذين يقرؤون القرآن ولكن لا يتجاوز حناجرهم. وساروا على خطى أسلافهم فكان جل ضحاياهم من المسلمين شيعة أو سنة، فهم لا يرقبون في مسلم إلاً ولا ذمة. ففي 22 نيسان 1802 م هجم الوهابيون فجأة على مدينة كربلاء المقدسة واستباحوها قتلاً ونهباً وتهديماً وسقط على أثر ذلك عدد كبير من الشهداء والجرحى من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال، ثم هجموا على صحن الإمام الحسين (سلام الله عليه) وعلى ضريحه وقتلوا كل من وجدوه أمامهم، ثم نهبوا المكان وأضرموا النار فيه، وكان ذلك في احتفال يوم "عيد الغدير" من تلك السنة. وبعد سنتين من تاريخ الهجوم على كربلاء، هجم الوهابيون على النجف الأشرف ومرقد الإمام علي (سلام الله عليه)، غير أن مقاومة أهل المدينة وبسالتهم أنقذت مدينتهم وكذلك ضريح الإمام علي (سلام الله عليه) من التهديم. وفي عام 1807 غزا الوهابيون كربلاء ثانية غير أنهم لم يستطيعوا دخولها لأن أهلها كانوا قد حصنوها تحصيناً جيداً بعد ما أصابهم منهم في الغزوة الأولى. واليوم عاد الأمويون الجدد من جديد لينتهكوا حرمة أهل بيت النبوة (سلام الله عليهم) وشيعتهم بشنهم مئات العمليات الإرهابية فيقتلون ويجرحون عشرات الآلاف من أتباع أهل البيت(سلام الله عليهم) ظلماً وعدواناً وهم (أي أولئك الوهابيون) يظنون أنهم يحسنون صنعاً.
إن هذا الخط الإرهابي ليس جديداً ولا متخيلاً، بل هو في التاريخ ومن الواقع، وقد أصبح خطره اليوم مهدداً للدين الحق وللقيم الإنسانية وعابثاً في أمن الشعوب واستقرار الدول، وقد حملت الأحداث الجارية اليوم مؤشرات لدخول المنطقة مرحلة جديدة تنبئ عن أخطار وتحديات. وأمام هذا الخطر العارم على العالم الحر ألا يبقى ينتظر هجمات وحشية تتفجر هنا وهناك وألا يكتفي بالدفاع عن نفسه في زمن بات القرف بأعلى درجاته من التكفير الإرهابي والفكر الإجرامي الذي يفجره. عن سويد بن غفلة: قال علي بن أبي طالب (سلام الله عليه): سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: "يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرية، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة".

موقع يازهراء سلام الله عليها يهتم بكل جديد ينفع في خدمة أهل البيت سلام الله عليهم كي نرقى ونسمو في افكارنا وآراءنا فلا تبخلوا علينا في افكاركم وآراءكم