جزيرة عبد الباري عطوان

 علاء الخطيب – كاتب وإعلامي

منذ أن تدحرج رأس الرئيس التونسي زين الهاربين بن علي والبناء يعلو في جزيرة عبد الباري عطوان التي أسماها جزيرة الهاربين , هذا المشروع الذي يمول بأموال السعودية ويبنى بأيدي الشركات الأمريكية وتتندر به شعوب الدول العربية لخسة الحكام ودنائتهم .  هذه الجزيرة التي خصصت لتكون شاهدة على عصر حكام الغلبة والاستبداد من عديمي الشرف والرجولة وخونة الأوطان من الهاربين من سوط العدالة والحق. لقد سمعنا كثيرا ً عن المستبدين وعن نهاياتهم إما بالانتحار كهتلر ونيرون وغيرهم  أو بمواجهة  المصير المحتوم كشاوشيسكو داخل أوطانهم ولأنهم يمتلكون أدنى مستوى من الشرف والرجولة بقوا ولم يهربوا لكننا نسمع اليوم بثقافة الهروب من الاوطان والفرار من الشعب والاختفاء بالحفر وهي ثقافة إبتدعها الحكام العرب  .                                                                                           

  لم يجد هؤلاء المستبدين  غيرالهروب والتوجه الى جزيرة الاحلام السعودية , تاركين ورائهم الخراب والدمار وسيل الدماء , وكأنهم يشتركون بهواية واحدة وهي ان تكون نهاياتهم حمراء بلون الدم ويتلذذون بخراب بلدانهم, فلا مصلحة تعلو على مصلحة كرسي الرئاسة وكل الاثمان بخسة أمام الاحتفاظ بالاموال التي نهبوها من الشعوب المقهورة . لقد برهن الرئيس المصري أنه لا يكترث بالاصوات التي تدعوه الى التنحي ولا الى الدماء التي تسيل في الشوارع أو الى الدمار الذي أصاب مصر,فكل شئ هين مقابل بقاءه في الرئاسة لخدمة أسياده الصهاينة, فالمتابع للتصريحات الإسرائيلية يجد أن مبارك الذي يسمع  ملايين المصريين يطالبون برحيله لكنه لا يصغي إلا لصوت أسياده .  فعلى مايبدو ان سلامته مضمونة وهو متيقن من ذلك, وأن الجزيرة تنتظره كما تنتظر غيره وسوف يعلن عن إستقباله لأغراض إنسانية كما استقبل بن علي لذات الاغراض وسيوفر له ولعائلته الملاذ الآمن, فكم ستستقبل هذه الجزيرة من الحكام العرب الذين ينتظرون دورهم  ليحجزوا أماكنهم فيها, إنها مفارقات الأنظمة العربية المستبدة .                                            

 

فليس من المعقول أن يجد الظلمة مأوى وملجاً آمناً , وجزيرة خضراء وقصور فارهة , وهم يحرمون أبناء شعوبهم لذة الآمان والاستقرار ويضيقون الدنيا على معارضيهم حتى تتقاذفهم الدول  ويصبح المعارض يبحث عن عيش كريم له ولأسرته فلا يجده. ولم تتحرك الغيرة العربية ولا الإنسانية لدى من يوفرون الأمان للظلمة من أجل ملايين الجياع من العرب بل على العكس من ذلك فهم يحرضون وعاظهم لأصدار الفتاوى التي تحرم الخروج على الظلمة والمستبدين.                                                                                 

                                                                        

يرجى فتح الرابط للتأكد:                                                                

http://www.youtube.com/watch?v=Vy6NY_h8C4k

 

 فلا والف لا لهذه الجزيرة ولا والف لا لبناتها ورعاتها.وإذا كان لابد من إنشاء جزيرة لهؤلاء فلنسمها جزيرة الخنازير , على غرار جزيرة أم الخنازير في بغداد  و خليج الخنازير قرب كوبا و لتكن جزيرة الخنازير في جدة .                                             

علاء الخطيب

موقع يازهراء سلام الله عليها يهتم بكل جديد ينفع في خدمة أهل البيت سلام الله عليهم كي نرقى ونسمو في افكارنا وآراءنا فلا تبخلوا علينا في افكاركم وآراءكم