القائمة الرئيسية
الصفحة الرئيسية الصفحة الرئيسية
القران الكريم القران الكريم
أهل البيت ع أهل البيت ع
المجالس    المحاضرات
المجالس   اللطــــميات
المجالس  الموالــــــيد
الفيديو   الفــــــيديو
الشعر القصائد الشعرية
مفاهيم اسلامية
اسال الفقـــيه
المقالات المقـــــالات
القصص الاسلامية قصص وعبر
القصص الاسلامية
الادعية الادعيةوالزيارات
المكتبة العامة المكتبة العامة
مكتبة الصور   مكتبة الصور
مفاتيح الجنان مفاتيح الجنان
نهج البلاغة   نهج البلاغة
الصحيفة السجادية الصحيفة السجادية
اوقات الصلاة   اوقات الصلاة
 من نحــــــن
سجل الزوار  سجل الزوار
اتصل بنا  اتصــــل بنا
  مواقع اسلامية
خدمات لزوار الموقع
ويفات منوعة ويفات منوعة
ويفات ملا باسم الكلابلائي ويفات ملا باسم
ويفات ملا جليل الكربلائي ويفات ملا جليل
فلاشات منوعة فلاشات مواليد
فلاشات منوعة فلاشات منوعة
فلاشات منوعة فلاشات احزان
ثيمات اسلامية ثيمات اسلامية
منسق الشعر
فنون اسلامية
مكارم الاخلاق
كتب قيمة
برامج لكل جهاز


قليل من وقتك رشحنا لافضل المواقع الشيعية ان احببت شكر لكم

 

حديث الولاية

 

 

 

 

لقد اعترف جمهور علماء الإسلام من الفريقين: بأن النبي صلى الله عليه وآله في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة الحرام في العام العاشر من الهجرة النبوية عند رجوعه من حجة الوداع إلى المدينة المنوّرة، نزل عند غديرٍ في أرض تسمى «خمّ» وأمر برجوع من تقدَّم عليه وانتظر وصول من تخلّف عنه، حتى اجتمع كلّ من كان معه صلى الله عليه وآله وكان عددهم سبعين ألفاً أو أكثر، ففي تفسير الثعلبي وتذكرة سبط ابن الجوزي وغيرهما: كان عددهم يومئذ مائة وعشرين ألفاً وكلهم حضروا عند غدير خم.

فصعد رسول الله صلى الله عليه وآله منبراً من أحداج الإبل، وخطب فيهم خطبة عظيمة، ذكرها أكثر علماء المسلمين والمحدثين في مسانيدهم وكتبهم الجامعة، وذَكَرَ في شطرٍ منها بعض الآيات القرآنية التي نزلت في شأن أخيه علي بن أبي طالب سلام الله عليه، وبيّن فضله ومقامه على الأمة، ثم قال:

معاشر الناس! أَلَستُ أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى.
قال: من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه.
ثم رفع يده نحو السماء ودعا له ولمن ينصره ويتولاّه فقال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.
ثم أمر صلى الله عليه وآله، فنصبوا خيمة وأجلس علياً سلام الله عليه فيها وأمر جميع من كان معه أن يحضروا عنده جماعات وأفراداً ليسلِّموا عليه بإمرة المؤمنين ويبايعوه، وقال صلى الله عليه وآله: لقد أمرني ربّي بذلك، وأمركم بالبيعة لعلي سلام الله عليه.

ولقد بايع في من بايع أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير، فأقام ثلاثة أيام في ذلك المكان، حتّى تمّت البيعة لعلي سلام الله عليه، حيث بايعه جميع من كان مع النبي صلى الله عليه وآله في حجة الوداع، ثم ارتحل من خُم وتابع سفره إلى المدينة المنوّرة.

حديث الغدير في كتب علماء العامة

وقد روى هذا الحديث الكثير من العلماء الأعلام من أهل العامة وأشهر محدثيهم ومنهم:

1. الفخر الرازي في تفسيره الكبير مفاتيح الغيب.
2. الثعلبي في تفسيره كشف البيان.
3. جلال الدين السيوطي في تفسيره الدرّ المنثور.
4. الحافظ أبو نعيم في كتاب ما نزل من القرآن في علي سلام الله عليه – وحلية الأولياء -.
5. أبو الحسن الواحدي النيسابوري في أسباب النزول.
6. الطبري في تفسيره الكبير.
7. نظام الدين النيسابوري في تفسير غرائب القرآن.
كلهم ذكروا الحديث في تفسير الآية الكريمة: «يا أيّها الرسول بلّغ ما أُنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته».
8. محمد بن إسماعيل البخاري في تاريخه ج 1 / 375 .
9. مسلم بن الحجاج في صحيحه ، ج 2 / 325
10. أبو داود السجستاني في سننه.
11. محمد بن عيسى الترمذي في سننه.
12. ابن كثير الدمشقي في تاريخه.
13. الإمام أحمد بن حنبل في مسنده، ج 4 ، 281 و 371 .
14. أبو حامد الغزّالي في كتابه سرّ العالمين.
15. أبن عبد البر في الاستيعاب.
16. محمد بن طلحة في مطالب السؤل.
17. ابن المغازلي في «المناقب».
18. ابن الصباغ المالكي في كتابه الفصول المهمة: ص 24 .
19. البغوي في مصابيح السنة.
20. الخطيب الخوارزمي في المناقب.
21. ابن الأثير الشيباني في جامع الأصول.
22. الحافظ النسائي في الخصائص وفي سننه.
23. الحافظ الشيخ سليمان الحنفي القندوزي في ينابيع المودة.
24. ابن حجر في الصواعق المحرقة، بعدما ذكر الحديث في الباب الأول ص 25 ط الميمنية بمصر، قال – على تعصبه الشديد الذي اشتهر به -: إنه حديث صحيح لا مرية فيه وقد أخرجه جماعة كالترمذي والنّسائي وأحمد، وطرقه كثيرة جداً.
وذكر ابن حجر – الحديث – في كتابه الآخر «المنح الملكية».
25. الحافظ محمد بن يزيد المشهور بابن ماجة القزويني في سننه.
26. الحاكم النيسابوري في مستدركه.
27. الحافظ سليمان بن أحمد الطبراني في الأوسط.
28. ابن الأثير الجزري في كتابه أسد الغابة.
29. سبط ابن الجوزي في كتابه تذكرة خواص الأمة: 17
30. ابن عبد ربه في العقد الفريد.
31. العلامة السمهودي في جواهر العقدين.
32. ابن تيمية في كتابه مناهج السنّة.
33. ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب وفي فتح الباري.
34. جار الله الزمخشري في ربيع الأبرار.
35. أبو سعيد السجستاني في كتاب الدراية في حديث الولاية.
36. عبد الله الحسكاني في كتاب دعاة الهدى إلى أداء حق المولى.
37. العلامة العبدري في كتاب الجمع بين الصحاح الستة.
38. الفخر الرازي في كتاب الأربعين، قال: أجمعت الأمة على هذا الحديث الشريف.
39. العلامة المقبلي في كتاب الأحاديث المتواترة.
40.  السيوطي في تاريخ الخلفاء.
41. المير علي الهمداني في كتاب مودة القربى.
42. أبو الفتح النطنزي في كتابه الخصائص العلوية.
43. خواجه بارسا البخاري في كتابه فصل الخطاب.
44. جمال الدين الشيرازي في كتابه الأربعين.
45. المناوي في فيض القدير في شرح الجامع الصغير.
46. العلامة الكنجي في كتابه كفاية الطالب / الباب الأول.
47. العلامة النووي في كتاب تهذيب الأسماء واللّغات.
48. شيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين.
49. القاضي ابن روزبهان في كتاب إبطال الباطل.
50. شمس الدين الشربيني في السراج المنير.
51. ابو الفتح الشهرستاني الشافعي في الملل والنحل.
52. الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد.
53. ابن عساكر في تاريخه الكبير.
54. ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة.
55. علاء الدين السمناني في العروة لأهل الخلوة.
56. ابن خلدون في مقدمته.
57. المتقي الهندي في كتابه كنز العمال.
58. شمس الدين الدمشقي في كتاب أسنى المطالب.
59. الشريف الجرجاني الحنفي في شرح المواقف.
60. الحافظ ابن عقدة في كتاب الولاية.
هذه بعض المدارك والمصادر التي جاءت في الخاطر وحضرت في الذهن ولو راجعنا كل مصادر هذا الحديث لوصلت إلى ثلاثمائة مصدر من كبار أعلام العامة ومحدثيهم، رووه بطرق شتى عن أكثر من مائة صحابي من أصحاب النبي سلام الله عليه.
ولو جمعناها لاحتاجت إلى مجلّدات عديدة، كما أن بعض علمائهم قام بهذا الأمر الهام وألف كتاباً مستقلاً في حديث الولاية، منهم ابن جرير الطبري، المفسّر والمؤرخ المشهور من أعلام القرن الثالث والرابع الهجري، رَوَى حديث الولاية عن خمس وسبعين طريقاً في كتاب أسماه «الولاية».

والحافظ ابن عقدة أيضاً من أعلام القرن الثالث والرابع الهجري ألّف كتاباً في الموضوع، أسماه: «الولاية» جمع فيه مائة وخمس وعشرين طريقاً نقلاً عن مائة وخمسة وعشرين صحابياً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله مع تحقيقات وتعليقات قيّمة.

والحافظ ابن حداد الحسكاني من أعلام القرن الخامس الهجري ألّف كتاباً أسماه: «الولاية» تطرّق فيه على الحديث وإلى واقعة الغدير بالتفصيل.

وذكر كثير من محدثيهم الأعلام: أن عمر بن الخطاب كان يظهر أو يتظاهر بالفرج ذلك اليوم فصافح علياً سلام الله عليه وقال: بخّ بخّ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة.

تأكيد جبرئيل بالبيعة للإمام علي سلام الله عليه

ذكر المير علي الهمداني (وهو فقيه شافعي من أعلام القرن الثامن الهجري) في كتابه مودّة القربى / المودّة الخامسة / روى عن عمر بن الخطّاب أنّه قال: نَصَب رسول الله صلى الله عليه وآله علياً علماً فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عادا واخذل من خذله وانصر من نصره، اللهم أنت شهيدي عليهم.

قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله! وكان في جنبي شاب حسن الوجه طيّب الريح، قال لي: يا عمر لقد عقد رسول الله صلى الله عليه وآله عقداً لا يحلّه إلا منافق.
فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيدي فقال: يا عمر! إنّه ليس من ولد آدم، لكنّه جبرائيل أراد أن يؤكّد عليكم ما قلته في علي سلام الله عليه!
هنا نسأل: هل كان يحقّ للصحابة أن ينقضوا ذلك العهد والميثاق الذي عهده الله تعالى لهم؟
وهل من الإنصاف أن ينكثوا بيعتهم لعلي سلام الله عليه التي عقدها خاتم النبيين صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين وسيد الوصيين ؟!
هل كان صحيحاً أن يهجموا على بيت علي وفاطمة سلام الله عليهما ويشعلوا النار عند بابه ويهتكوا حرمة فاطمة سيّدة النساء؟
هل كان يحقّ لهم أن يسحبوا علياً إلى المسجد ويهدّدوه بالقتل إن لم يبايع ابي بكر ويجرّدوا عليه سيوفهم؟!
وقد صدر كل ذلك منهم طلباً للدنيا ومتابعة للهوى... ليس إلاّ!!

ما معنى كلمة مولى

وقد يقول قائل: إن العامّة لا ينكرون واقعة الغدير وحديث الولاية، ولكن قضية الغدير ما كانت على النحو الذي تقول به الشيعة، وليس معنى المولى بأنّه الأولى بالتصرّف، وإنما المولى كما ثبت في اللغة بمعنى المحب والناصر والصديق الحميم، وحيث كان النبي صلى الله عليه وآله يعلم بأنّ ابن عمه علياً له أعداء كثيرون فأراد أن يوصّي به الأمة فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، أي من كان يحبّني فليحبب علياً، ومن كان ينصرني فلينصر علياً «كرم الله وجهه»، وقد قام النبي صلى الله عليه وآله بهذا العمل حتى لا يتأذّ عليّ من بعده من الأعداء.

في الجواب نقول: لنترك التعصّب لمذهب الأسلاف ودين الآباء، ولنراعي الإنصاف، وننظر إلى القرائن الموجودة في القضية والواقعة بدقة وإمعان حتّى نعرف الحقيقة، وأما القرائن:

القرينة الأولى

نزول الآية الكريمة: «يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس» وقد ذكر كبار علماء العامة وأعلامهم بأن الآية نزلت في يوم الغدير وبشأن تبليغ الولاية، ومنهم:

1. جلال الدين السيوطي في تفسير الدر المنثور: ج 2 ، ص 298 .
2. أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتابه الولاية.
3. الحافظ أبو عبد الله المحاملي في أماليه.
4. الحافظ أبو بكر الشيرازي في «ما أنزل من القرآن في علي سلام الله عليه.
5. الحافظ أبو سعيد السجستاني في كتابه الولاية.
6. الحافظ ابن مردويه في تفسيره الآية الكريمة.
7. الحافظ ابن أبي حاتم في تفسير الغدير.
8. الحافظ أبو القاسم الحسكاني في شواهد التنزيل.
9. أبو الفتح النطنزي في الخصائص العلوية.
10. معين الدين الميبدي في شرح الديوان.
11. القاضي الشوكاني في فتح القدير: ج 3 ، ص 57 .
12. جمال الدين الشيرازي في الأربعين.
13. بدر الدين الحنفي في عمدة القاري في شرح صحيح البخاري: ج 8 ، ص 584 .
14. الإمام الثعلبي في تفسير كشف البيان.
15. الإمام الفخر الرازي في التفسير الكبير: ج 3 ، ص 636 .
16. الحافظ أبو نعيم في «ما نزل من القرآن في علي سلام الله عليه.
17. شيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين.
18. نظام الدين النيسابوري في تفسيره: ج 6 ، ص 170 .
19. شهاب الدين الآلوسي البغدادي في روح المعاني: ج 2 ص 348 .
20. نور الدين المالكي في الفصول المهمة: ص 27 .
21. الواحدي في أسباب النزول: ص 150 .
22. محمد بن طلحة في مطالب السؤل.
23. المير سيد علي الهمداني في مودة القربى / المودة الخامسة.
24. القندوزي في ينابيع المودة / الباب 39 .
وغير هؤلاء المذكورين كثير من أشهر أعلام العامة قد كتبوا ونشروا بأن هذه الآية نزلت يوم الغدير، حتى أنّ القاضي فضل بن روزبهان المشهور بالتعصّب والعناد، كتب عن الآية: فقد ثبت هذا في الصحاح أنّ هذه الآية لما نزلت أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بكفّ علي بن أبي طالب وقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه.
وأعجب من هذا الكلام أنه قال وروى – كما في كشف الغمة – عن رزين بن عبد الله أنه قال: كنا نقرأ هذه الآية على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله هكذا:

«يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك» أن علياً مولى المؤمنين «وإن لم تفعل فما بلغت رسالته»!
ورواه السيوطي في الدرّ المنثور عن ابن مردويه.
وابن عساكر وابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري وعن عبد الله ابن مسعود وهو أحد كتّاب الوحي.
ورواه القاضي الشوكاني في تفسير فتح القدير كذلك.
والحاصل: إنّ تأكيد الله سبحانه لنبيه بالتبليغ وتهديده على أنه إن لم يفعل ما أمره تلك الساعة، فكأنّه لم يُبلغ شيئاً من الرسالة، هذه قرينة واضحة على أنّ ذلك الأمر كان على أهمية كالرسالة، فمقام الخلافة والولاية تالية لمقام النبوة والرسالة.

القرينة الثانية

وأما القرينة الثانية: الذي يؤيّد ويوضّح أنّ نزول آية إكمال الدين كانت بعد ما بلّغ رسول الله صلى الله عليه وآله رسالته وأمر ربه في ولاية الإمام علي سلام الله عليه هو قول الكثير من أعلام العامة ومنهم:

1. جلال الدين السيوطي في الدرّ المنثور: ج 2 ، ص 256 ، وفي الإتقان: ج 1 ، ص 31 .
2. الإمام الثعلبي في كشف البيان.
3. الحافظ أبو نعيم في ما نزل من القرآن في علي سلام الله عليه.
4. أبو الفتح النطنزي في الخصائص العلوية.
5. ابن كثير في تفسيره: ج 2 ، ص 14 .
6. المؤرّخ والمفسّر الشهير محمد بن جرير الطبري في كتابه الولاية.
7. الحافظ أبو القاسم الحسكاني في شواهد التنزيل.
8. سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة: ص 18 .
9. أبو اسحاق الحمويني في فرائد السمطين / الباب الثاني عشر.
10. أبو سعيد السجستاني في كتابه الولاية.
11. الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: ج 8 ، ص 290 .
12. ابن المغازلي في المناقب.
13. الخطيب أبو مؤيد موفق بن أحمد الخوارزمي في المناقب / فصل 14 ، وفي مقتل الحسين / الفصل الرابع.
وكثير من أعلامهم غير من ذكرنا أيضاً قالوا: بأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله بعدما نصب علياً ولياً من بعده وعرّفه للمسلمين فأمرهم وقال:
سلّموا على عليّ بإمرة المؤمنين. فأطاعوا وسلّموا على علي بن أبي طالب بإمرة المؤمنين وقبل أن يتفرّقوا من المكان نزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله بقوله تعالى: «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً».

فصاح النبي صلى الله عليه وآله: الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب برسالتي والولاية لعلي بن أبي طالب بعدي.
ولو أحببت توضيح القضية وكشف الحقيقة فراجع مسند أحمد ابن حنبل وشواهد التنزيل للحافظ الحسكاني فإنهما شرحا الموضوع أبسط من غيرهما. فلو أمعنت النظر ودقّقت الفكر في الخبر لعلمت ولايقنت أن النبي صلى الله عليه وآله ما قصد من كلمة المولى إلا الإمامة والخلافة والأولوية وذلك بالقرائن التي ذكرتها وبقرينة كلمة «بعدي» في الجملة.

لماذا جمع النبي المسلمين في غدير خم؟

ثم فكّر وأنصف هل الأمر بالمحبة والنصرة كان هامّا إلى ذلك الحدّ بأن يأمر النبي صلى الله عليه وآله الرّكب والقافلة وهم مائة ألف أو أقل أو أزيد، فينزلوا في ذلك المكان القاحل وفي ذلك الحرّ الشديد، ثم يأمر برجوع من سبق ولحوق من تأخّر وينتظر حتى يجتمع كلّ من كان معه وتحت حرارة الشمس حتّى أن كثيراً من الناس مدّ رداءه على الأرض تحت قدميه ليتّقي حرّ الرّمضاء وجلس في ظلّ ناقته ليتّقي أشعة الشمس، ثم يصعد النبي صلى الله عليه وآله المنبر الذي صنعوه له من أحداج الإبل ويخطب فيهم ويبيّن فضائل ومناقب ابن عمه علي بن أبي طالب كما ذكرها الخوارزمي وابن مردويه في المناقب والطبري في كتاب الولاية وغيرهم، ثم يبقى صلى الله عليه وآله ثلاثة أيام في المكان الذي ما كان معهوداً بنزول القوافل وما كان قبل ذلك اليوم منزلاً للمسافر، ويتحمل هو والمسلمون الذين معه مشاقاً كثيرة، حتّى بايع كلّهم علياً سلام الله عليه بأمر رسول الله.. فهل كان من المعقول أنّه صلى الله عليه وآله كان يريد من كل ذلك ليبيّن للناس أن يحبّوا علياً ويكونوا ناصريه!!

مع العلم أنّه صلى الله عليه وآله قبل ذلك كان بيّن للمسلمين كراراً ومراراً أنّ حبّ علي من الإيمان وبغضه نفاق، وكان يأمرهم بنصرته وملازمته، فأي حاجة إلى تحمّل تلك المشاق ليبيّن ما كان مبيناً ويوضّح ما كان واضحاً للمسلمين!! فإذا في تلك الظروف الصعبة التي كانت في قضية الغدير لم نقل بتبليغ الولاية والخلافة من بعده ونقول بما يقوله الحافظ وبعض العلماء من أهل السنّة والجماعة، لكان عمل النبي صلى الله عليه وآله مع تلك الظروف سفهاً ولغواً – والعياذ بالله من هذا القول – بل النبي منزّه من اللغو والسفاهة وأعماله كلها تكون على اساس العقل والحكمة.

فنزول هذه الآيات التي ذكرناه في الغدير وتلك التشريفات الأرضية والسماوية، كلها قرائن دالة عند العقلاء والعلماء بأن الأمر الذي بلّغه خاتم الأنبياء هو أهم من أمر النصرة والمحبّة، بل هو أمر يساوي في الأهمية أمر الرسالة بحيث إذا لم يبلّغه رسول الله صلى الله عليه وآله لأمته في تلك الساعة فكأنّه لم يبلّغ شيئاً من رسالة الله عزّ وجل، فهذا الأمر ليس إلا الإمامة على الأمة بعد النبي صلى الله عليه وآله وتعيين رسول الله خليفته المؤيّد من عند الله والمنصوب بأمر من السماء، وتعريفه للناس، لكي لا تبقي الأمة بلا راعي بعده ولا تذهب أتعابه أدراج الرياح.

ولقد وافق بعض أعلام أهل السنة والجماعة الشيعة في معنى كلمة المولى وأنّ المقصود منها – يوم الغدير – الأوْلى.
منهم سبط ابن الجوزي في كتابه تذكرة خواص الأمّة / الباب الثاني / ص 20 فذكر لكلمة المولى عشر معاني وبعدها قال: لا يطابق أي واحد من هذه المعاني كلام رسول الله صلى الله عليه وآله والمراد من الحديث الطاعة المحضة المخصوصة فتعيّن الوجه العاشر وهو الأولى ومعناه: من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به.. ودلّ عليه ايضاً قوله سلام الله عليه: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟

وهذا نص صريح في إثبات إمامته وقبول طاعته.
قد يقول أحد: لا شك أن لكلمة المولى معاني متعددة وأنتم الشيعة تعترفون بهذه الحقيقة، فلماذا تخصّصون معنى الأولوية للمولى؟ وهذا تخصيص من غير مخصص.
وجوابه: لقد أتّفق العلماء في علم الأصول بأنّ الكلمة التي يُفهم منها أكثر من معنى، وكان أحد المعاني حقيقياً فالمعاني الاُخر تكون مجازية، والمعنى الحقيقي مقدم على المجاز إلا أن يتضح بالقرائن أنّ المراد من الكلمة معناها المجازي.
أو كان للكلمة معاني مجازية متعدّدة، فنعيّن المراد منها بالقرينة.
ونحن نعلم أن المعنى الحقيقي لكلمة المولى إنما هو الأولى في التصّرف، والمعاني الأخرى تكون مجازية.
فمعنى وليّ النكاح = الأولى في أمر النكاح.
وولي المرأة زوجها = أي الأولى بها.
وولي الطفل أبوه = أي هو الأولى بالتصرّف في شأن الطفل.
وولي العهد =هو المتصرف في شؤون الدولة بعد الملك، أي في غيابه، وأكثر استعمال كلمة الولي والمولى جاء في هذا المعنى في اللغة العربية وفي الكتابات والخطابات.

ثم هذا الاشكال يردّ على من أشكل على الشيعة حيث إنّ لكلمة المولى معان متعددة، فلماذا يخصصونها في معنى المحب والناصر وهذا تخصيص بلا مخصّص على حد زعمهم، فإلتزامهم بهذا المعنى يكون باطلاً من غير دليل.

وأما نحن إذا خصّصنا كلمة المولى بالمتصرّف والأولى بالتصرّف، فإنما خصصناها للقرائن الدالة على ذلك من الآيات والروايات وأقوال كبار علماء العامة مثل سبط ابن الجوزي ومحمد بن طلحة الشافعي، كما مرّ.

وقد ذكروا في تفسير الآية الكريمة: «يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك» أي في ولاية علي وإمامة أمير المؤمنين، وقد ذكر أحاديث كثيرة بهذا المعنى والتفسير، العلامة جلال الدين السيوطي في ذيل الآية الشريفة في تفسيره المشهور، الدرّ المنثور في تفسير القرآن بالماثور.

إحتجاج الإمام علي سلام الله عليه بحديث الغدير

لقد ذكر المؤرخون والمحدّثون بأنّ الإمام علي سلام الله عليه احتج على خصمائه بحديث الغدير في مواطن متعددة، يريد بذلك إثبات خلافته للنبي صلى الله عليه وآله مباشرة، ويستدل به على إمامته على الأمة بعد رسول الله. فنفهم من احتجاجه سلام الله عليه بجملة «من كنت مولاه فعلي مولاه» أن المستفاد والمفهوم من المولى، الإمامة والخلافة وهي التصرّف في شئون الأمّة والدولة الإسلامية.

ذكر كثير من أعلام العامة احتجاجه سلام الله عليه بحديث الغدير في مجلس الشورى السداسي الذي شكّله عمر بن الخطاب لتعيين خليفته وكان يريد باحتجاجه على القوم إثبات أولويته بمقام الخلافة والإمامة، وأنّه أوْلى من غير بإمرة المؤمنين وإمامة المسلمين.

منهم: الخطيب الخوارزمي في كتابه المناقب: ص 217 .
وشيخ الإسلام الحمويني في كتابه فرائد السمطين / باب 58 .
والحافظ ابن عقدة في كتابه الولاية.
وابن حاتم الدمشقي في كتابه الدرّ النظيم.
وابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة: 6 ، ص 168 ، ط دار إحياء التراث العربي.
وقد ناشد سلام الله عليه مرة أخرى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله في رحبة مسجد الكوفة فقال: أنشدكم الله! من سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه فليشهد!
فشهد قومٌ؛ وفي بعض الأخبار فشهد له ثلاثون نفراً من الصحابة، وفي رواية بضعة عشر رجلاً من الصحابة.
روى خبر مناشدته في الرحبة: أحمد بن حنبل في مسنده: ج 1 ص 119 و ج 4 ، ص 370 .
وإبن الأثير الجزري في أسد الغابة: ج 3 ، ص 307 ، و ج 5 ، ص 205 و 276 .
وابن قتيبة في معارفه: ص 194 .
والعلامة الكنجي الشافعي في كفاية الطالب.
ابن أبيالحديد في شرح نهج البلاغة: ج 4 ، ص 74 ، ط إحياء التراث العربي.
والحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء: ج 5 ، ص 26 .
وابن حجر العسقلاني في الإصابة: ج 2 ، ص 408 .
والمحب الطبري في ذخائر العقبى: ص 67 .
والنسائي في الخصائص: ص 26
والعلامة السمهودي في جواهر العقدين.
وشمس الدين الجزري في أسنى المطالب: ص 3
والعلامة القندوزي الحنفي في ينابيع المودة / الباب 4 .
والحافظ ابن عقدة في كتابه الولاية أو الموالاة.
وغير هؤلاء الأعلام الأكابر رووا خبر احتجاج الإمام علي سلام الله عليه – في رحبة مسجد الكوفة – بحديث الغدير وناشد الحاضرين قائلاً:
أنشدكم الله! من سمع منكم رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الغدير يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، فليقم وليشهد!

فقام ثلاثون رجلاً وشهدوا، وكان إثنا عشر نفراً منهم ممن حضر بدراً، كلّهم شهدوا لعلي سلام الله عليه وقالوا: نحن رأينا النبي صلى الله عليه وآله يوم غدير خم وسمعناه يقول للناس: أتعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم، قال صلى الله عليه وآله: من كنت مولاه فهذا علي مولاه الخ.

ولم يشهد بعضهم وكتم منهم أنس بن مالك وزيد بن أرقم. فدعا عليهما الإمام علي سلام الله عليه فعمى زيد وأصيب أنس بالبرص في جبهته بين عينيه لأن عليا سلام الله عليه قال: اللهم أرمه بيضاء لا تواريها العمامة.
فاحتجاج أمير المؤمنين سلام الله عليه بحديث الغدير على خصومه لإثبات خلافته وإمامته على الأمة، هو أكبر دليل على أن المقصود من كلمة المولى في حديث النبي صلى الله عليه وآله الأولوية والتصرّف في شئون الأمة والدولة الإسلامية.

القرينة الثالثة

وأما القرينة الأخرى التي تدلّ على أنّ معنى المولى في كلام رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الغدير هو الأولوية في التّصرف في شئون الأمّة والدولة، قوله صلى الله عليه وآله: ألستُ أولى بكم من أنفسكم؟ يشير صلوات الله وسلامه عليه إلى الآية الشريفة: «النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم».

فقال الحاضرون كلهم: بلى يا رسول الله! فقال حينئذ: من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه. فسياق الكلام واضح والمرام أوضح وهو تثبيت ولاية علي سلام الله عليه وأنّه أولى بالمؤمنين من أنفسهم كما أنّ النبي أولى بهم.
إن الذين ذكروا جملة: «ألست أولى بكم من أنفسكم» عن لسان رسول الله غير قليلين، إضافة إلى جمهور علماء الشيعة ومحدثيهم وإجماعهم على ذلك. وأما أعلام العامة الذين ذكروا هذه الجملة من حديث النبي صلى الله عليه وآله وخطبته يوم الغدير فكثير منهم:
1. سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمّة: ص 18 .
2. أحمد بن حنبل في المسند.
3. ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة.
4. الحافظ أبو بكر البيهقي في تاريخه.
5. أبو الفتوح العجلي في الموجز في فضائل الخلفاء الأربعة.
6. الخطيب الخوارزمي في المناقب الفصل 14 .
7. العلامة الكنجي الشافعي في كفاية الطالب، الباب الأول.
8. الحافظ الشيخ سليمان القندوزي في ينابيع المودة، الباب 4 .
نقله من مسند الإمام أحمد ومشكوة المصابيح وسنن ابن ماجة وحلية الأولياء للحافظ أبي نعيم ومناقب ابن المغازلي الشافعي وكتاب الموالات لابن عقدة، وكثير من أعلام العامة غير من ذكرنا أسماءهم، كلهم ذكروا فيما رووا عن النبي صلى الله عليه وآله يوم الغدير أنه قال: ألست أولى بكم من أنفسكم؟

فقالوا: بلى! قال: من كنت مولاه فعلي مولاه... الخ.
وإليك نص ما رواه إمام صاحب الحديث أحمد بن حنبل في مسنده: ج 4 ، ص 281 .
أخرج بسنده عن البراء بن عازب قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في سفره فنزلنا بغدير خم ونودي فينا بالصلاة جامعة فصلّى الظهر وأخذ بيد عليّ فقال: ألستم تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: ألستم تعلمون أنّي أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال له: هنيئاً لك يابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.

رواه المير علي الهمداني الشافعي في مودة القربى / المودة الخامسة.
ورواه الحافظ القندوزي في ينابيع المودة / الباب الرابع.
رووه مع اختلاف يسير في ألفاظه والمعنى واحد.
وروى ابن الصباغ المالكي في كتابه الفصول المهمة عن الحافظ أبي الفتح ما نصه، فقال صلى الله عليه وآله: أيها الناس! إن الله تبارك وتعالى مولاي وأنا أولى بكم من أنفسكم، ألا ومن كنت مولاه فعلي مولاه.

وروي ابن ماجة في سننه والنسائي في خصائصه في باب ذكر قوله النبي: من كنت وليه فهذا وليه.
أخرج بسنده عن زيد بن أرقم أنّه صلى الله عليه وآله... فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ألستم تعلمون أنّى أولى بكل مؤمن من نفسه؟
قالوا: بلى نشهد، لأنت أولى بكل مؤمن من نفسه.
قال: فإني من كنت مولاه فهذا مولاه، وأخذ بيد علي سلام الله عليه.
ونقل ابن حجر خطبة النبي في يوم الغدير وذكر فيها قول النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال: أيها الناس! إنّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا مولاه – يعني علياً – اللهم وال من والاه وعاد من عاداه / الصواعق المحرقة 25 / ط / المطبعة الميمنية بمصر.

وأخرج الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي المتوفّى 463 هجرية في تاريخه: ج 8 / 290 / بسنده عن أبي هريرة أنه قال: من صام يوم ثمان عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً، وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي صلى الله عليه وآله بيد علي بن أبي طالب فقال: ألست وليّ المؤمنين؟ قالوا: بلى يا رسول الله.

قال: من كنت مولاه فعليّ مولاه الخ.
أظن أنّه يكفي ما ذكرناه في خصوص قول رسول الله صلى الله عليه وآله: «ألست أولى بكم من أنفسكم»؟ فلما أقرّوا له قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فهذه الجملة بعد ذلك الإقرار، دليل واضح على أن المراد من المولى الأولوية الثابتة للنبي صلى الله عليه وآله بنص القرآن الحكيم.

القرينة الرابعة

لقد أثبت المؤرخون وسجّل المحدّثون أن حسان بن ثابت الأنصاري أنشأ أبياتاً في محضر رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الغدير بعد أن نصب علياً بالخلافة والإمامة وشرح ذلك الموقف الخطير في شعره الشهير بمناسبة الغدير.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله كما ذكر سبط ابن الجوزي وغيره: يا حسان لا تزال مؤيّداً بروح القدس ما نصرتنا أو نافحت عنا بلسانك.
وقد ذكر ذلك كثير من أعلامهم منهم:

الحافظ ابن مردويه أحمد بن موسى المفسر والمحدّث الشهير في القرن الرابع الهجري المتوفى سنة 352 في كتابه المناقب.
وصدر الأئمة الموفّق بن أحمد الخوارزمي في المناقب والفصل الرابع من كتابه مقتل الحسين سلام الله عليه.
وجلال الدين السيوطي في كتابه «رسالة الأزهار».
والحافظ أبو سعيد الخركوشي في «شرف المصطفى».
والحافظ أبو الفتح النطنزي في الخصائص العلوية.
والحافظ جمال الدين الزرندي في نظم درر السمطين.
والحافظ أبو نعيم في ما نزل من القرآن في علي.
وشيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين / باب 12 .
والحافظ أبو سعيد السجستاني في كتابه الولاية.
وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص / 20 .
والعلامة الكنجي الشافعي في كفاية الطالب / الباب الأول.

حسّان بن ثابت ينشد في الغدير

وغير هؤلاء الأعلام من علماء العامة ومؤرخيهم ذكروا عن أبي سعيد الخدري أنّه قال: أنّ حسان بن ثابت قام بعدما فرغ رسول الله صلى الله عليه وآله من خطابه يوم الغدير، فقال: يا رسول الله! أتأذن لي أن أقول أبياتاً؟

فقال له النبي صلى الله عليه وآله: قل على بركة الله تعالى.
فصعد على مرتفع من الأرض وارتجل بهذه الأبيات:

يناديـهم يـوم الـغـديـر نبيهم

بخمٍّ فاسـمع بالـرسـول منادياً

وقال: فمن مولاكم ووليكم؟

فقالوا: ولم يبدوا هناك التّعاميا

إلـهـك مـولانـا وأنـت ولـيُّـنـا

ولم تلف منا في الولاية عاصياً

فقـال له: قم يا علي فإننّي

رضيتك من بعدي إماماً وهـادياً

مـن كـنـت مـولاه فهذا وليه

فكونوا له أنصـار صـدق مواليـا

هـنا دعا: اللـهـم وال ولـيـه

وكن للـذي عادى عـلـياً معادياً

فيتضح – لكلّ منصف – من هذه الأبيات: أنّ الأصحاب والحاضرين في يوم الغدير فهموا من حديث النبي صلى الله عليه وآله وخطابه وعمله أنّه صلى الله عليه وآله نصب علياً سلام الله عليه إماماً وخليفة على الناس، وأن رسول الله لم يقصد من كلمة المولى سوى الولاية والأولوية والتصرّف في شئون العامة. فلذا صرّح بذلك حسّان في شعره بمسمع منه صلى الله عليه وآله ومرايً.

فقال له: قم يا علـي فإنني

ضيتـك من بعدي إمامـاً وهادياً

ولو كان النبي صلى الله عليه وآله يقصد غير ما قاله حسّان لأمر بتغير شعره ولكنّه صلى الله عليه وآله أيّد شعر حسّان وقال له: لا تزال مؤيداً بروح القدس. وفي بعض الأخبار: لقد نطق روح القدس على لسانك! وهذا البيت يؤيّد ويصدّق ما رواه الطبري في كتابه الولاية من خطبة النبي صلى الله عليه وآله في يوم الغدير فقال فيما قال صلى الله عليه وآله:

اسمعوا وأطيعوا فإن الله مولاكم وعلي إمامكم ثم الإمامة في ولدي من صلبه إلى يوم القيامة.
معاشر الناس هذا أخي ووصّي وواعي علمي وخليفتي على من آمن بي وعلى تفسير كتاب ربّي.

 


مقتطفات من كتاب ليالي بيشاور / السيد محمد الموسوي الشيرازي طاب ثراه/ بقليل من التصرف.
 

 

موقع يا زهراء سلام الله عليها لكل محبي الزهراء سلام الله عليها فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومساهماتكم وترشيحكم كي يعلو اسمها سلام الله عليها ونعلو معه