من زارها وجبت له الجنّة

ملف خاص: بمناسبة ذكرى استشهاد مولاتنا فاطمة المعصومة سلام الله عليها

أعزاءنا زوّار الموقع الكرام !
يصادف اليوم العاشر من شهر ربيع الثاني ذكرى استشهاد كريمة أهل البيت، مولاتنا فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر الكاظم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
بهذه المناسبة أعددنا لكم ملفاً تحت عنوان (من زارها وجبت له الجنّة) وقد حوى المواضيع التالية:

مكانة السيدة المعصومة عليها السلام

الإمام الرضا سلام الله عليه يلقّبها بالمعصومة:
قال عليه السلام: «
من زار المعصومة بقم كمن زارني
» (1).
واللقب الآخر للسيدة المعصومة هو «كريمة أهل البيت»، وقد لُقّبت بهذا اللقب طبقاً لرؤيا صادقة لأحد العلماء وهي:
كان المرحوم آية الله السيد محمود المرعشي النجفي ـ والد آية الله السيد شهاب الدين المرعشي(رضي الله عنه) ـ يتمنى أن يتعرّف على محل مرقد الصديقة الطاهرة، فبدأ بذكر مجرّب وعمله أربعين ليلة. وفي الليلة الأربعين وبعد اتمامه للذكر والتوسّل رأى في عالم الرؤيا أنه تشرّف عند الإمامين الباقر والصادق سلام الله عليهما فقال له الإمام عليه السلام: «
عليك بكريمة أهل البيت»(2).
واعتقد السيد أن الإمام عليه السلام يقصد بذلك السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها فقال: فداك نفسي لقد قمتُ بأداء هذا الذكر لأتعرّف على مكان قبرها وأتشرّف بزيارتها.
فقال الإمام عليه السلام: «
أنا أقصد قبر السيدة المعصومة في قم».
ثم قال: لقد أخفى الله تعالى قبر السيد فاطمة الزهراء سلام الله عليها لحكمة يعلمها، وعليه فإن مرقد السيدة فاطمة المعصومة هو مظهر لتجلي قبر السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها. ولو قُدّر أن يظهر مرقد الزهراء ويكون له احترام وتجليل فإن الله تعالى قد أعطى هذا التجليل والتكريم لمرقد السيدة المعصومة. ولما استيقظ السيد المرعشي من نومه قرر السفر إلى ايران لزيارة السيدة المعصومة، فشدّ رحاله مع أسرته من النجف الأشرف قاصداً ايران لزيارة السيدة المعصومة سلام الله عليها (3).


1. ناسخ التواريخ 3/68 نقلاً عن كريمة أهل البيت ص 32.
2. زبدة التصانيف 6/159 نقلاً عن كريمة أهل البيت ص 3.
3. كريمة أهل البيت 43.

كرامات السيدة المعصومة

شفاء العين

نقل أحد أساتذة الأخلاق والوعاظ المشهورين في مدينة قم المقدسة الحكاية التالية:
ظهرت قبل سنين في عين ابنتي الصغيره بقعة بيضاء، فراجعنا طبيب العين المشهور في المدينة، وأوصى أنه يحب اجراء عملية جراحية لعينها، وعيّن لها موعداً خاصاً بحسب النوبة.
وكان علينا أن نخفّف من تأثير الخبر على نفسية البنت ونعزّز عندها الثقة بالنفس، إلاّ أنها وحالما سمعت بذلك بدأت بالبكاء وأحسّت بالخوف والاضطراب، الأمر الذي جعلنا نعيش الحالة نفسها.
ولّما حان موعد العملية الجراحية توجهنا بالبنت نحو عيادة الطبيب المعالج، وأثناء مرورنا في الطريق حانت التفاتة من البنت نحو القبّة المنوّرة والمرقد الطاهر للسيدة المعصومة فقالت: أبتاه! لنذهب إلى الحرم، وسأنال الشفاء لعيني من هذه السيدة! فأحسست بشعور غريب آنذاك وأخذتها إلى داخل الحرم، وما إن دخلنا حتى توجّهت البنت على عجل نحو الضريح المطهر وأخذت تمسح عينها به، وكانت تقول ـ وهي باكية:
يا سيدتي يا معصومة! أنا خائفة، يريدون اجراء عملية جراحية لعيني وربما يصيبني العمى!
وتعرفون ماذا يعني مثل هذا الموقف من بنت أمام أبيها، وعلى كل حال فبعد الزيارة احتضنتها وهي باكية وأخذتها إلى الصحن الكبير بجانب قبر القطب الراوندي (رضي الله عنه)، ووضعتها على الأرض لأُلبسها حذائها وبينما كنت أمسح دموعها وإذا بي لا أرى تلك البقعة البيضاء فيها!
أخذتها على عجل إلى الطبيب، فنظر إليها وصدّق ماحصل وقال: لا حاجة لإجراء العملية الجراحية فقد شفيت عينها والحمد لله.

هدية السيدة المعصومة (عليها السلام)

نقل أحد العلماء الأعلام من السادة الأجلاء في منطقة آذربايجان الشرقية ـ الحكاية التالية:
مرّت سنوات بطلاب العلم ـ قبل زعامة المرحوم آية الله العظمى البروجردي(رضي الله عنه) ـ كانوا فيها يعانون ظروفاً معيشية قاسية، إلى حد أنني ـ وحينما كنت مستأجراً لدار في منطقة خاكفرج ـ كنت قد اشتريت بعض الحاجيات من بقال المحلة نسيئة مما جعلني لا أخرج من بيتي خجلاً منه حين مروري عليه، فأخذت أفكر وأحدّث نفسي: ماهذه الحالة التي نحن فيها؟ وإلى متى الصبر على هذا؟
ولكني لم أصل إلى نتيجة في تفكيري! حتى قلت لنفسي أخيراً: لأذهب إلى حرم السيدة المعصومة عليها السلام فهي عمّة السادة وأنا سيد، ولأصرخ بكلماتي هذه وأقول مافي قلبي وليحصل مايحصل !
وضعت عباءتي على كتفي وأنا في حالة توتّر وانفعال وتوجّهت نحو القبر الشريف.
دخلت من الصحن الكبير وتوجهت نحو الصحن القديم، وتقدّمت خطوات في الدهليز الفاصل بين الصحنين ففوجئت بسيدة وقور تقترب منّي، وكانت تغطّي وجهها بالقناع، فناولتني ظرف رسالة وقالت: أيها السيد! هذا لك! وحيث كنت متوجهاً نحو الحرم بقصد آخر أخذت الظرف وتقدمت من دون شعور نحو المرقد خطوات، وتوجهتْ تلك السيدة نحو الصحن الكبير، فقلت في نفسي: لأنظر ماذا كتبت في هذه الرسالة؟ وما هي قصتها؟
فتحت الظرف ورأيت فيه ألفي تومان! فأخذت أسأل نفسي: ما يعني هذا؟ فتبعت السيدة لأسألها عن هذه النقود وبأي عنوان هي، ولأيّ مصرف؟ دخلت الصحن الكبير وفتشت عنها في غيره أيضاً ثم ذهبت إلى الأبواب الخارجية فلم أر لها أثراً!
فجأة أخذت أحدّث نفسي قائلاً: ربما كانت هذه هدية السيدة المعصومة عليها السلام، لا سيما وإن كلمات السيدة التي أعطتني الظرف كانت تومي إلى ذلك. فحصل في نفسي تغيّر عجيب وأخذت بالبكاء وجئت إلى الصحن القديم ودخلت الإيوان الذهبي إلا أنني لم أدخل الرواق الطاهر فأخذت أخاطب نفسي:
«أنت لست لائقاً بالدخول، قف هنا بجانب الباب، لقد كنت غضباناً وفاقداً لتوازنك ولكن السيدة أسرعت وألقت أمامك لقمة طعام لكي تهدأ ويذهب عنك الاضطراب!» وعلى كل حال فلقد بكيت كثيراً وأخذت أعتذر من سيدتي وعدت إلى بيتي.
وكان هذا السيد الجليل يحكي قصته وقد أخذه البكاء فأضاف قائلاً: لقد صار ذلك المبلغ مباركاً حيث تحسّنت ظروفي المعاشية بحيث لم أحتج إلى أحد بعد ذلك بحمد الله تعالى.

صيانة وحفظ الحوزة

يقول المرحوم آية العظمى الحاج السيد صدر الدين (رضي الله عنه):
تحمّلت بعد المرحوم آية الله العظمى الحائري (رضي الله عنه) مسؤولية أمور الحوزة العلمية لمدة، وكنت مسؤولاً عن توزيع الرواتب الشهرية لطلاب العلم، حتى كان أحد الشهور حيث لم يصل إلينا شيء من المال، فاضطررت إلى الاستقراض وصرفت الراتب الشهري، وهكذا حصل في الشهر الثاني، ولمّا حان موعد دفع الرواتب في الشهر الثالث صرت في موقف صعب فلم تطاوعني نفسي على الاستقراض.
جاء بعض الطلاب إلى بيتي حيث اضطرتهم الحاجة ليطالبوا بالراتب، فقلت لهم: ليس عندي أيّ مال وأنا الآن مدين بمبلغ كبير. فسألني بعض الطلاب: إذاً مانعمل؟ فلا أمان في المدرسة (حيث كانت حكومة رضاخان آنذاك تمارس ضغوطات كبيرة عليهم) ولايمكننا الرجوع إلى أوطاننا، فإذا اجتمع مع كل هذا فقدان الراتب الشهري فإن علماء وطلبة الحوزة العلمية سيصيبها الذل والهوان أمام الأعداء.
ثم تحدث آخرون بكلام طويل بكيت لسماعه، فقلت لهم: أيها السادة، تفضلّوا بالخروج وسأعمل غداً إن شاء الله على توفير الرواتب.
ذهب أولئك الطلاب وأخذت أفكر في الليل، إلاّ أنني لم أصل إلى نتيجة. وأخيراً استيقظت في السحر وتوضّأت وتوجهت نحو مرقد السيدة المعصومة عليها السلام، وكان خالياً من الزائرين. فصلّيت الصبح وقرأت بعض التعقيبات ثم توجهت نحو الضريح الطاهر بحالة من التوتر والغضب وتحدثت مع السيدة المعصومة عليها السلام قائلاً: أيتها العمّة! أهذا من تقاليد إكرام الضيف أن يموت جوعاً بعض جيرانك من طلاب العـلم: فإذا استطعت أن تدبـّري الأمور فاعمـلي وإلاّ حوّلي الأمر إلى أخيك المعظّم علـي بن موسـى الرضـا أو جدّك أمير المؤمنين سلام الله عليهما (كناية عن نقل الحوزة من قم إلى مشهد أو النجف الأشرف).
تفوّهت بهذه الكلمات بعصبية وخرجت من الحرم الطاهر ودخلت بيت المرحوم آية الله الصدر وجلست بين الغرفة والفناء، وفجأة سمعت طرقاً على الباب، فقلت للطارق: ادخل. ففتح الباب ودخل الخادم العجوز محمد وقال أيها السيد! هناك شخص يلبس قبّعة خاصة بمأموري الدولة وفي يده حقيبة، وهو يريد لقاءك حالاً ويقول بأنه ليس عنده وقت ليراك ثانية. فقلت له: لا أعلم هل عاد السيد من الحرم أم لا، فماذا تقول الآن يا سيدي؟
قلت للخادم: أدخله عليّ لعلّه يريحني مما أنا فيه (وذلك لأنّ الوقت كان أول الصباح، وكان الخادم العجوز يظن أن هذا الرجل من جلاوزة الحكومة وجاء ليلقي القبض على السيد).
وبعد لحظات عاد الخادم ومعه رجل وقور وهو يلبس تلك القبعة الخاصة ويحمل حقيبة بيده. وضع الحقيبة جانباً وخلع قبعته وسلّم عليّ. فرددت عليه السلام. تقدم نحوي وقبّل يدي ثم اعتذر قائلاً: آسف لازعاجك في هذا الوقت. وقال:عند مرورنا بالطريق الجبلي المتعرج وقع بصري على قبة السيدة المعصومة وأخذت أفكر فجأة بأنني في هذه السيارة أسافر في هذا الطريق المحفوف بالمخاطر فقلت لنفسي: إذا حصل لي حادث ومتّ وتلفت أموالي وبقي دَين الله وسهم الإمام بذمّتي فماذا سأفعل؟ (يبدو أنه في الوقت الذي كان المرحوم آية الله الصدر يعرض حاجته على السيدة معصومة (عليها السلام) مرّت هذه الأفكار في ذهن هذا الرجل المؤمن) ثم أضاف قائلاً: ولهذا فحينما وصلنا قم طلبت من السائق أن يتوقف قليلاً ليتمكن المسافرون من أداء الزيارة و أحضر أنا بخدمتك.
قال المرحوم السيد: فعدّ هذا الرجل أمواله وظهر أنّ عليه أن يدفع مبلغاً كبيراً كحقوق شرعية، ففتح حقيبته ودفع ما بذمته.
وقد استطعت علاوة على أداء الديون السابقة ودفع الرواتب لذلك الشهر أن أدفع الرواتب الشهرية للطلاب على مدى سنة كاملة.
توجهت نحو مرقد السيدة ودخلت إلى ضريحها عليها السلام وقدّمت إليها آيات الشكر.

شفاء المشلول

يذكر المرحوم آية الله الحاج الشيخ مرتضى الحائري أنه كان شخص اسمه السيد جمال يعرف بـ: «هژبر» مصاباً بألم شديد في رجليه بحيث كان إذا قصد الحضور في المجالس العامة فإنه يحتاج إلى شخص يستند إليه ويساعده على المشي. وفي يوم تاسوعاء من إحدى السنوات حضر السيد هژبر إلى مجلس عزاء في المدرسة الفيضية، كان المرحوم آية الله الحاج الشيخ عبدالكريم الحائري (رضي الله عنه)قد أقامه بهذه المناسبة.
ولما نظر إليه سيد علي سيف (خادم المرحوم الحائري) صاح به: ما هذه الحالة التي أنت عليها وقد زاحمت الناس بجلوسك، لو كنت سيداً حقاً اذهب إلى جدّتك واطلب الشفاء منها.
تأثّر السيد هژبر كثيراً من هذا الكلام، وفي ختام المجلس قال لمرافقه: خذني إلى الحرم الطاهر.
ولما وصل إلى الصحن الشريف قام بآداب الزيارة وتوسّل وطلب الشفاء بقلب منكسر فأخذه النوم، ورأى في المنام شخصاً يقول له: انهض. يقول هژبر: فقلت له: لا أستطيع النهوض. فقال ثانية: تستطيع، انهض. ثم أشار إلى بناية وقال: هذه البناية للحاج السيد حسين الذي يقيم مراسم العزاء لنا، اذهب هناك وأعطه هذه الرسالة.
وفجأة رأى السيد هژبر نفسه واقفاً وهو يقدّم الرسالة إلى صاحبها قائلاً: خفت إن لم أوصل الرسالة فإنّ ألم رجلي سيعود إليّ. وبالطبع فلم يعرف أحدٌ مضمون الرسالة حتى آية الله الحائري نفسه. ثم قال آية الله الحائري: لقد تغيّرت حال السيد هژبر منذ ذلك الحين فكأنما كان يعيش في عالم آخر، وغالباً ماكان صامتاً أو ذاكراً لله تعالى.

شفاء الطالب النخجواني

نقل أحد العلماء أنه: بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق واستقلال الجمهوريات المسلمة (ومنها جمهورية نخجوان) عزم شيعة نخجوان على إرسال بعض شبابهم إلى الحوزة العلمية بقم ليصبحوا مبلّغين إذا عادوا إلى بلادهم.
وبدأ الاستعداد لهذا الأمر بشكل كبير. واختير أخيراً ـ من بين 300 شخص ـ خمسون شخصاً حصلوا على امتيازات عالية تؤهلهم للالتحاق بالحوزة العلمية بقم. وفي هذه الأثناء كان من بين هؤلاء المختارين للذهاب طالب مصاب بعينه بعيب ظاهر مما أدّى إلى منعه من الذهاب مع هؤلاء، إلاّ أنّ اصرار أبيه على المسؤول ذي العلاقة جعله يوافق على إرساله معهم.
وكان المصوّر الذي يصوّر فلماً لتوديع هؤلاء الطلاب يركّز عدسة الكاميرا على العين المعيبة لهذا الشخص بحيث كانت تظهر جليّاً في هذا الفلم مما أدى إلى إلحاق الأذى بهذا الطالب وحزّ في مشاعره. وأخيراً توجّه هؤلاء نحو قم واستقروا في المدرسة المخصصة لهم. بعد ذلك قصد هذا الطالب المرقد الطاهر متوسّلاً بالسيدة المعصومة وهو في حالة من التوجّه والاخلاص، وبعد ذلك رأى حلماً، فلم يستيقظ من نومه إلاّ وقد ذهب ذلك العيب من عينه تماماً.
ولما وصل خبر هذه الكرامة إلى نخجوان أصرّ أهلها على أن يعود هذا الطالب الذي عوفي ونال السلامة في عينه ليكون هذا باعثاً على هداية الآخرين وعاملاً في تقوية الارتباط بالعقيدة الاسلامية.

فداها أبوها

لا شك أن من أجمل ذكريات أهل البيت وبالخصوص مولانا الإمام الكاظم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين في شهر ذي القعدة الحرام هي حينما شعّ هلال ولادة السيدة فاطمة المعصومة، فغطّت بأنوارها حياة الإمام سلام الله عليهما.
لقد عاشت المعصومة ولم تفترق عن شمس الإمامة لحظة واحدة، واكتسبت من بحر علم أبيها الكاظم وأخيها الرضا عليهما السلام. وبلغت المعصومة في مقتبل عمرها مقاماً مكّنها أن تجيب عن الأسئلة الفقهية والعقائدية لأهل المدينة المنوّرة، وأن تحظى أجوبتها برضا أبيها وإعجابه. نقل المرحوم الحاج السيد نصر الله المستنبط (صهر المرحوم آية الله الخوئي قدس سره) رواية عن بعض الثقات عن الكتاب القيّم «كشف الثاني» أن جمعاً من الشيعة وردوا المدينة وجاؤوا برسالة تحوي عدداً من الأسئلة إلى الإمام الكاظم سلام الله عليه فوجدوه مسافراً، كما أن الإمام الرضا لم يكن بالمدينة. فقرّر هؤلاء العودة إلى وطنهم في حالة من الحزن والغم لأنهم لم يحظوا برؤية الإمام، فتأثرت لذلك المعصومة سلام الله عليها التي لم تكن آنذاك قد بلغت سن التكليف، فما كان منها إلاّ أن أخذت الرسالة وأجابت عن أسئلتهم، فترك هؤلاء الشيعة المدينة مسرورين، والتقوا الإمام الكاظم سلام الله عليه خارج المدينة وحكوا قصّتهم له وأروه خط السيدة المعصومة ففرح الإمام بذلك وقال: «
فداها أبوها».
نقل المرحوم المستنبط هذه القصة عن كتاب «كشف الثاني» للعالم الشيعي «ابن العرندس» المتوفى بحدود سنة 840 هـ. ولم يطبع هذا الكتاب لحد الآن وله نسخة خطية في مكتبة الشوشتري في النجف الأشرف.

لتباهي بفاطم أرض قم

للشاعر الخطيب الشيخ محمد باقر الإيرواني:

هـلّل الشعر في المديح وكبَّرْ

مـلأ الــكــون بــالثـــناء المعـطــَّر

طفحت موجة الشعور انطلاقاً

مـن صــميــم الولاء أصلاً ومصـدرْ

فـبـذكر الإلــه يشـدو لـساني

كــــــلّ آن أقـــول الله أكـــــبـــر

وبـطـه وفـــاطــم وعـــلــــيًّ

وبــــآل الـــنبي مــازلــت أفـــخر

إلى أن قال:

ولْــتبـــاهــي بــفــاطم أرضُ قــــمٍّ

ولـــها الـــفخـــر والـــثنــاءُ الـمكرّر

أصــبحتْ جــنة الــحياة وتــدعــــى

عــشّ آل الرسول في الدهر تُذكر

حـوزة العلم في حمــاها تــجـــلّت

بالأســاطين والــمراجــع تــزخــر

قــبـــرهــا صــار مــوئــــلاً ومـــلاذاً

وبــها كــلّ مُــعـــسـر يــتـــيسّــر

وهــي تُــدعــى كــريمةٌ دون شكًّ

وعلــى فــضلــها الـكـريمةُ تُشكرْ

شـــأنــها قــد ســما جـــلالاً وقدراً

واجــتباهــا الإلــه مــن عالم الذر

فـــبــذي قــــعـــدة بـــأوّلِ يـــــوم

وُلــدت والــبشــير صـــاح وبـــشـّر

هي أختُ الرضا علي بن موسـى

وأبــوهــا الإمام موسى بن جعفر

موقع يازهراء سلام الله عليها يهتم بكل جديد ينفع في خدمة أهل البيت سلام الله عليهم كي نرقى ونسمو في افكارنا وآراءنا فلا تبخلوا علينا في افكاركم وآراءكم