موقع يازهراء سلام الله عليها
القائمة الرئيسية
الصفحة الرئيسية الصفحة الرئيسية
القران الكريم القران الكريم
أهل البيت ع أهل البيت ع
المجالس    المحاضرات
المجالس   اللطــــميات
المجالس  الموالــــــيد
الفيديو   الفــــــيديو
الشعر القصائد الشعرية
مفاهيم اسلامية
اسال الفقـــيه
المقالات المقـــــالات
القصص الاسلامية
الادعية الادعيةوالزيارات
المكتبة العامة المكتبة العامة
مكتبة الصور   مكتبة الصور
مفاتيح الجنان مفاتيح الجنان
نهج البلاغة   نهج البلاغة
الصحيفة السجادية الصحيفة السجادية
اوقات الصلاة   اوقات الصلاة
 من نحــــــن
سجل الزوار  سجل الزوار
اتصل بنا  اتصــــل بنا
  مواقع اسلامية
خدمات لزوار الموقع
ويفات منوعة ويفات منوعة
ويفات ملا باسم الكلابلائي ويفات ملا باسم
ويفات ملا جليل الكربلائي ويفات ملا جليل
فلاشات منوعة فلاشات مواليد
فلاشات منوعة فلاشات منوعة
فلاشات منوعة فلاشات احزان
ثيمات اسلامية ثيمات اسلامية
منسق الشعر
فنون اسلامية
مكارم الاخلاق
كتب قيمة
برامج لكل جهاز

 


الرؤية المتعالية للموت

قراءة في قصيدة دعني اموت للشاعر الشهيد السيد حسن الشيرازي

الاستاذ علي حسين

 

الموت لغز وجودي حيّر الانسان وعجزت طاقاته العقلية عن تفسيره او الوصول الى اسراره وغوامضه منذ بدء الخليقة، وثمة من ينهزم امام جبروت الموت ويرتعب منه تحت سطوة غريزة الخوف والحفاظ على الروح لكن في المقابل هناك من بني الانسان من يقف بوجه الموت بقوة لا يتوقعها احد لدرجة ان الموت ينهزم امام ايمان الانسان وتحديه لجبروته الفتاك.

وفي رؤية الشاعر الشهيد السيد حسن الشيرازي رحمه الله نمط آخر للموت حيث تبزغ روح التحدي والنظر الى ماوراء الموت واللهفة الى الاعالي التي تترفع عن صغائر الدنيا، وتصل درجة التحدي عند شاعرنا لدرجة انه ينظر الى الموت بمثابة الحياة بالنسبة اليه حيث يقول في مطلع قصيدته (دعني اموت):

( دعني اموت.. ففي الممات حياتي       دعني .. فخير للحياة مماتي)

 

من هنا تتحول رؤية شاعرنا للموت الى علاقة تقارب وليس علاقة تضاد، وفي هذه الخطوة تحييد تام لسطوة الموت وجبروته، فعندما يعلن الشاعر انه لايخشى الموت مطلقا بل يعتبره مكسبا كبيرا له، هنا تنطفئ تماما اية سلطة مهما عظمت للموت على الانسان، ولنقرأ في البيت التالي كيف يتعامل شاعرنا الشهيد مع الموت اذ يقول في القصيدة ذاتها:

(الــموت أروع قفزة ثوريـــة      نحو الكمال .. وأعـمق اللّذات)

 

ان التضاد مع الاشياء سيقود الى صراع مرير او في اضعف الايمان سيخلق صراعا من نوع ما او بدرجة ما، لكن عندما تصطف الى جانب الضد وتلغي وجوده وسطوته وقوته فان انعكاسات التضاد تنتفي تماما وبالتالي تصل الى درجة القضاء على كل اسباب قوة الشيء المضاد الذي هو الموت في موضوعنا هذا، بعد ذلك تبدأ نبرة التعالي الكبير والترفع الذي يتميز به كبار النفوس من أفذاذ البشر عندما يعلن الشاعر بكبرياء رائعة مكانته المتميزة ونظرته الى الحياة من خلال الموت، فنجده يقول:

(أنا ما..اتخذت الارض معبد صخرة        تغفو بمرماها مدى السنــوات )

(بل جئت أتخذ المجرة سلّــــما        وأعيد- في الاجواء- رسم كرات)

 

وتعلو نبرة الترفع لتصل الى ذروتها عندما يقول الشاعر:

(بالارض ما لوثت خطوي- لحظة-       فمع المعاجز تلتقي خطواتـــي)

(فيد على كتف الزمان.. وخطـوة        فوق المكان .. وقفزة للآتـــي)

(أنا.. ما مررت ولا سمعت بعالم         في سخف دنياكم، مدى سفراتـي)

 

ثم يستحث شاعرنا الموت على المجيء اليه لأنه لا يرى في الحياة مقصدا يستحق العناء، فالدنيا تفسر نفسها بنفسها ومن معنى اسمها نتعرف على(دونيتها) ولذلك فلا يمكن ان تكون الحياة الاولى هي مقصد افذاذ الناس الدائم، فالديمومة الابدية هي في الدار الاخرى تلك التي تستحق من الانسان العناء والكد لكي يصل اليها ولكن ما هو الرابط بين الاولى والاخيرة، انه بلا ريب الموت الذي يعتبر حلقة الوصل بين الاثنين ولذلك يقول شاعرنا:

( دعني اموت فما الحياة بمقصدي        والموت مطمح صبوتي..وصلاتي)

(دعني فما أنا للحياة، وليس لـي         شيء أودعــه مـع الحسرات)

 

ثم يفصح الشاعر الشهيد في الابيات التالية عن هدفه بوضوح، وهذا الهدف يمثل رؤيته للموت ومدى تدخل الايمان في رسم هذه الرؤية للموت، اذ انه يرى في الموت لقاء مع الخالق القدير، فيقول الشاعر:

( أنا - خشية- أتحمل الدنيا..ولو       لاها رميت بها الى الظلمات)

 فالله خير لي.. وأكرم منكمو ...        وجنانه خير من القاصـات)

اذن هذه هي رؤية الشاعر الشهيد السيد حسن الشيرازي للموت وهكذا يتعامل مع هذه الظاهرة الوجودية التي حيرت الانسان وارعبته على مدى العصور، لكن الشهيد يرى في الموت خلاصا من دنيا (صغيرة) لا تستحق ان نتمسك بصغائرها واسمها يدل عليها ويبقى الموت كما يراه الشاعر الشهيد خطوة تقود الى اللقاء الخالد مع خالق الخلق سبحانه والمتحكم به الى الابد.

 

موقع يا زهراء سلام الله عليها لكل محبي الزهراء سلام الله عليها فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومساهماتكم وترشيحكم كي يعلو اسمها سلام الله عليها ونعلو معه