قال الرسول
الأعظم (ص)
*
أيها الناس إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة
والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل
الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات. هو
شهر دُعيتُم فيه الى ضيافة الله، وجُعلْتُم فيه من أهل
كرامة الله. أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم
فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب. فسألوا الله ربكم بنيات
صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه، وتلاوة كتابه، فإن
الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم. واذكروا
بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه، وتصدّقوا على
فقرائكم ومساكينكم، ووقّروا كباركم، وارحموا صغاركم، وصلوا
أرحامكم، واحفظوا ألسنتكم، وغضّوا عما لا يحل النظر إليه
أبصاركم، وعما لا يحل الاستماع إليه أسماعكم، وتحننوا على
أيتام الناس يُتحَنن على أيتامكم، وتوبوا إليه من ذنوبكم،
وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم، فإنها أفضل
الساعات ينظر الله (عز وجل) فيها بالرحمة الى عباده،
يُجيبهم إذا ناجوه، ويُلبيهم إذا نادوه، ويستجيب لهم اذا
دعوه.
*
يقول الله تعالى: كل حسنة يعملها ابن آدم تُضاعف له من
عشرة الى سبعمائة ضعفاً إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به،
يدع شهوته وطعامه وشرابه من أجلي.
*
أربعة لا تُرَد لهم دعوة، وتفتح لها أبواب السماء وتصير
الى العرش: دعاء الوالد لولده، والمظلوم على مَنْ ظلمه،
والمعتمر حتى يرجع، والصائم حتى يفطر.
*
الصوم جُنةٌ من آفات الدنيا وحجاب من عذاب الآخرة، فإذا
صمت فانو بصومك كف النفس عن الشهوات وقطع الهمة عن خطوات
الشيطان، وأنزل نفسك منزلة المرضى لا تشتهي طعاماً ولا
شراباً، وتوقَّع في كل لحظة شفاك من مرض الذنوب، وطهِّر
باطنك من كل كذب وكدر وغفلة وظلمة يقطعك عن معنى الإخلاص
لوجه الله تعالى.
* قال (ص) لجابر بن
عبد الله: "يا جابر هذا شهر رمضان، مَنْ صام نهاره، وقام
ورداً من ليله، وعف بطنه وفرجه، وكفَّ لسانه خرج من الذنوب
كخروجه من الشهر". قال جابر: يا رسول الله (ص)، ما أحسن
هذا الحديث، فقال رسول الله (ص): "يا جابر وما أشد هذه
الشروط"!.
|