موقع يازهراء سلام الله عليها                          www.yazahra.org

تفجر احتجاجات بعد تفجير استهدف مرقد الامامين العسكريين عليهما السلام

تسبب هجوم وقع في الفجر وأدى الى تدمير قبة الامامين العسكريين عليهما السلام في مدينة سامراء العراقية يوم الاربعاء في تفجر الاحتجاجات في الشوارع وحدا بالحكومة الى اصدار نداء عاجل للحيلولة دون وقوع اعمال انتقام طائفية.

وتعرض مسجد سني على الاقل في بغداد لهجوم. واتخذ رجال ميليشيات شيعية مواقعهم في الشوارع فيما حث رجل دين شيعي بارز على ضبط النفس.

وقال الرئيس العراقي جلال الطالباني ان المهاجمين يريدون عرقلة جهود تشكيل حكومة وحدة وطنية. واتهم مسؤول أمني بارز ميليشيات سنية يشجعها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بتفجير المزار لدفع البلاد نحو حرب أهلية.

ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجوم.

وذكر مسؤولون كبار أن مسلحين اقتحموا المزار وهو واحد من أقدس أربعة مواقع لدى الشيعة في العراق وزرعوا متفجرات تسببت في تدمير قبته الذهبية وعمرها مئة عام.

واظهرت صورة جوية عرضها الجيش الامريكي القبة التي يبلغ عرضها 20 مترا وقد تحولت الى هيكل غائر. والحقت اضرار بالمباني المجاورة.

وذكر متحدث باسم وزارة الداخلية أن المهاجمين كانو يرتدون زي الشرطة وعمدوا الى توثيق حرس المسجد ثم زرعوا المتفجرات.

وأعلن رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري وهو شيعي الحداد ثلاثة أيام ودعا الجعفري الى وحدة صف المسلمين.

وأضاف الجعفري أن الحكومة المؤقتة أرسلت مسؤولين الى سامراء على بعد 100 كيلومتر شمالي بغداد. وقال سكان ان القوات الامنية أغلقت سامراء التي يغلب على سكانها السنة.

وقالت الشرطة انها اطلقت اعيرة نارية فوق رؤوس متظاهرين فيما كانوا يرددون شعارات دينية ومعادية لامريكا.

وذكرت وزارة الدفاع أنها تبحث نشر جنود في بغداد لمنع وقوع اشتباكات بين التجمعات المتناحرة. وقال الجيش الامريكي ان قواته لم تتخذ أي تحرك محدد.

وأدان ديوان الوقف السني أيضا الهجوم. ووصف الطالباني الهجوم بأنه "جريمة نكراء" قائلا "مايزيد من بشاعة هذه الجريمة انها ارتكبت في شهر محرم الحرام ما يؤكد ان الجناة لا يراعون المقدسات."

وخرج الاف الاشخاص في مسيرات ببلدات شيعية في جميع أنحاء البلاد وعبر العاصمة منددين بالهجوم.

وخرج افراد ميليشيا جيش المهدي الموالية لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في معاقل شيعية مثل مدينة الصدر في بغداد ومدينة السماوة.

ويضغط مسؤولون امريكيون على الجعفري لتشكيل حكومة تحظى بتأييد جميع العراقيين لدرء خطر نشوب حرب أهلية قد تحبط جهود واشنطن لسحب جنودها هناك وعددهم 130 ألفا.

وسامراء هي معقل للمسلحين من العرب السنة وخلال الايام الاخيرة وقعت هجمات استهدفت زوار المزار الذي يضم ضريحي الامامين علي الهادي والحسن العسكري.

وأفادت مواقع اخبارية شيعية أن التفجير اسفر عن الحاق أضرار باثار تخص الامامين بينها خوذه ودرع.

وفي مدينة النجف دعا المرجع الشيعي الاعلى اية الله علي السيستاني يوم الاربعاء للقيام باحتجاجات والى الحداد سبعة أيام.

لكنه أكد أيضا في بيان على ضرورة عدم اللجوء للعنف وتحديدا الرد بشن هجمات ضد مساجد سنية.

وخارج مكتب السيستاني حيث يلتقي الزعيم الشيعي بمعظم زعماء الشيعة الكبار ردد ألفا متظاهر هتافات مثل "الله اكبر.. ثوروا ايها الشيعة وخذوا بثأر الامام علي الهادي".

وقال حازم النعيمي وهو استاذ في العلوم السياسية بجامعة المستنصرية ببغداد ان الهجوم بالنسبة للشيعة هو اعتداء كبير يشبه التأثير الذي قد يحدثه وقوع هجوم على مكة على جميع المسلمين.

وأضاف "سنشهد حتما المزيد من التوترات الطائفية بعد هذا الهجوم..قد يدفع (الهجوم) البلاد الى حرب اهلية."

وشهدت مناطق أخرى احتجاجات أصغر نطاقا وعمد أصحاب المتاجر في المناطق الشيعية الى اغلاق متاجرهم خلال فترة الحداد.

وفشلت الهجمات ذات الطابع الطائفي التي تشنها جماعات مثل تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بقيادة الاردني أبو مصعب الزرقاوي حتى الان في اندلاع هجمات انتقامية شاملة رغم أن بعض السنة يتهمون الحكومة التي يغلب عليها الشيعة برعاية فرق اغتيالات داخل الشرطة.

وبدا أن الهجوم على المزار أثار احتجاجات أكثر عنفا من الهجمات الاخرى التي استهدفت شيعة.

وأثار العنف امتعاض الشيعة. وقالت ورود كاظم (29 عاما) وهي خبيرة كمبيوتر في وسط بغداد "من فعلوا هذا ليسوا بشرا. انهم ادنى من الحيوانات."

وجاء هجوم يوم الاربعاء في أعقاب تفجيرات وقعت في بغداد خلال اليومين المنصرمين أسفرت عن مقتل قرابة 40 شخصا وبددت حالة الهدوء النسبي خلال الشهر الماضي.

وسارع موفق الربيعي مستشار الامن القومي العراقي وهو شيعي بالقاء مسؤولية الهجوم على مسلحين سنة يشجعهم تنظيم القاعدة لكنه دعا للهدوء وقال في حديث مع قناة العربية التلفزيونية الفضائية ان من وراء الحادث سيفشلون في جر الشعب العراقي الى حرب اهلية كما فشلوا من قبل.

ونقل تلفزيون العراقية الرسمي عن الربيعي قوله في وقت لاحق ان السلطات اعتقلت عشرة مشتبه بهم في سامراء.

وفي مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية شرق بغداد تظاهر الاف العراقيين الذين ارتدوا الملابس السوداء وحملوا صور الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر للاحتجاج على الاعتداء. ودعا الصدر العراقيين الى "ضبط النفس وعدم مهاجمة المساجد السنية" حسبما ذكر التلفزيون العراقي.

من ناحيته دعا آية الله السيستاني الى التهدئة وعدم مهاجمة المساجد السنية حسبما ذكر مسؤول في مكتبه. وقال المسؤول نفسه ان "اية الله علي السيستاني يدعو الى التهدئة وعدم التعرض الى المساجد والمقامات السنية (...) وحرم الاعتداء على المساجد السنية وخاصة مسجدي +ابو حنيفة+ و"الكيلاني" اكبر مسجدين سنيين في بغداد.

واوضح المسؤول ان "السيستاني يطالب الناس بالاجماع بادانة هذه الجريمة بالطرق السلمية وضبط النفس". وكان المسؤول نفسه قال في وقت سابق ان "اية الله السيستاني اعلن حالة الحداد سبعة ايام وطالب العراقيين بالتظاهر لادانة هذا العمل كل في محافظته".

وتظاهر آلاف من اهالي مدينة سامراء تعبيرا عن احتجاجهم بعد الهجوم الذي ادى الى تدمير جزء كبير من قبة ضريح الامام علي الهادي عاشر الائمة المعصومين لدى الشيعة.

وتجمع الآلاف من اهالي مدينة سامراء في الساحة المحيطة بالمرقد وحوله بعد وقت قصير من الانفجار للاحتجاج على الاعتداء. وقد رفعوا عمامة الامام علي الهادي وسيفه ودرعه التي كانت محفوظة في احد سراديب المرقد وهم يهتفون "بالروح بالدم نفديك يا امام".

وقال الشيخ احمد ضايع امام وخطيب مسجد الرسالة في سامراء وعضو هيئة علماء المسلمين (السنة) ان "هذا العمل الارهابي الذي استهدف مرقدا مقدسا للمسلمين يهدف الى زرع الفتنة الطائفية بين العراقيين".

وحمل الشيخ ضايع القوات الاميركية "المسؤولية عن الحادث". ورفع المئات من المتظاهرين اعلاما عراقية ورايات اسلامية وسط حطام المرقد.

وذكر مراسل فرانس برس ان مساجد المدينة السنية تبث عبر مكبرات الصوت "الله اكبر" و"الموت لاميركا" و"اميركا هي من جلب الارهاب الى العراق". وقال الشيخ احمد عبد الغفور السامرائي رئيس ديوان الوقف السني لوكالة فرانس برس ان "الاعتداء على مرقد الامام علي الهادي عمل اجرامي وجبان".

وفي مدينة النجف (160 كلم جنوب بغداد) دان آية الله علي بشير النجفي الهجوم. وقال نجله ان "والدي تأثر تأثرا كبيرا (...) بالاعتداء الآثم على صميم الاسلام والعراق ومحاولة لخلق الطائفية".

وقال سكان في المدينة ان جزءا من القبة المغطاة بالذهب انهار بعد تفجير العبوتين بفارق ثلاث دقائق بينهما. واضافوا ان المهاجمين لاذوا بالفرار.

ويشكل ضريح الامام علي الهادي (827-868) الذي يضم ضريح الحسن العسكري (845-872) الامام الحادي عشر للشيعة مزارا للشيعة في هذه المدينة التي يشكل السنة غالبية سكانها.

 

 

موقع يا زهراء سلام الله عليها لكل محبي الزهراء سلام الله عليها فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومساهماتكم وترشيحكم كي يعلو اسمها سلام الله عليها ونعلو معها