موقع يازهراء سلام الله عليها                          www.yazahra.org

الهجوم على مرقد العسكريين (ع) يكشف عن ان السياسيين السنة يتغاضون عن أعمال المسلحين

يرى محللون أنه في حكم المؤكد تقريبا أن يفاقم الهجوم الذي وقع في العراق يوم الاربعاء واستهدف مزارا مقدسا لدى الشيعة الانقسامات في بلد يعاني من أعمال العنف الطائفية وقد يدفع البلاد الى شفا حرب أهلية.

والمزار في سامراء هو واحد من أقدس أربعة مواقع لدى الشيعة في العالم.

وارتفعت اصوات مسؤولين عراقيين من التجمعات الطائفية والعرقية لادانة الهجوم الذي نفذه مسلحون بتفجير شحنات ناسفة داخل المسجد الذي يعتقد أن اثنين من ائمة الشيعة الاثني عشر دفنا فيه.

لكن محللين يقولون ان من المؤكد أن يؤجج الهجوم التوترات بين السنة والشيعة التي ظهرت على السطح منذ الغزو الامريكي للعراق في عام 2003.

وقال حازم النعيمي استاذ العلوم السياسية بجامعة المستنصرية ان الائمة مقدسون بالنسبة للشيعة ومن وجهة نظرهم فان ما حدث هو اعتداء كبير يقارن بتعرض مكة لهجوم بالنسبة لجميع المسلمين.

وأضاف "سنشهد حتما المزيد من التوترات الطائفية بعد هذا الهجوم.سيثير هذا الكثير من المشاكل وقد يدفع البلاد الى شفا حرب اهلية."

واتهم رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر مسلحين من العرب السنة بالهجوم على المزار وتوعد بالثأر.

وقال شهود ان عشرات من رجال الميليشيا المسلحين ببنادق وقذائف صاروخية سيطروا على شوارع حي مدينة الصدر في بغداد.

ولا يبدو أن احدا أصيب في الهجوم لكنه أثار بالفعل غضب الشيعة أكثر من الهجمات التي قتلت العشرات منهم في الماضي.

وفي أكثر الهجمات دموية عام 2004 قتل 171 شيعيا على الاقل في هجومين ببغداد وكربلاء بينما كانوا يحيون ذكرى عاشوراء.

وتزايدت التوترات الطائفية منذ ذلك الحين وشهد العراق تفجيرات انتحارية في مناطق شيعية واتهامات سنية بأن الشيعة ينفذون هجمات انتقامية.

وقال جوست هيلترمان المحلل بمجموعة ادارة الازمات الدولية التي اكملت في الاونة الاخيرة تقريرا عن الانقسامات الطائفية في العراق "المزار في سامراء له اهمية رمزية ضخمة لدى الشيعة في العراق وفي كل مكان."

وأضاف "الهجوم الذي شهدناه هذا الصباح سيؤثر على الشيعة أكثر من اي هجوم على أشخاص أو مسجد. هذا الهجوم سيلهب المشاعر الطائفية بشدة مثلما كان سيؤججها أي هجوم على النجف أو كربلاء."

ولم يكن هجوم يوم الاربعاء هو الاول على مساجد الشيعة التي تضررت منذ غزو العراق والاطاحة بنظام صدام حسين.

ففي عام 2004 أسفر قتال بين القوات الامريكية وميليشيات شيعية عن الحاق أضرار بمزار الامام علي في النجف.

لكن محللين يرون أن هجوم يوم الاربعاء قد يزيد من قوة شكوك الشيعة الذين يسيطرون على الحكومة ووزارة الداخلية بأن السياسيين السنة الذين يخوضون محادثات للانضمام الى حكومة ائتلافية يتغاضون عن أعمال المسلحين.

وقال هيلترمان "ما شهدناه هو سلسلة من الهجمات والهجمات الانتقامية يقول البعض انها حرب أهلية بينما يرى اخرون أنها قد تتحول الى حرب اهلية."

بدوره قال الرئيس العراقي جلال الطالباني يوم الاربعاء ان توقيت الهجوم على ضريح المرقد الديني الشيعي في مدينة سامراء يهدف الى تعطيل العملية السياسية وعرقلة مسيرة المفاوضات الرامية الى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.

وقال بيان صادر من مكتب الرئيس "الارهابيون ارتكبوا جريمة نكراء أخرى اذ طالت أياديهم الاثيمة واحدة من العتبات المقدسة لدى المسلمين عامة والشيعة خاصة."

واضاف الطالباني في بيانه "ما يزيد من بشاعة هذه الجريمة أنها ارتكبت في شهر محرم الحرام مما يؤكد أن الجناة لا يراعون المقدسات ولا يقيمون وزنا للاعراف وهم بذلك يؤكدون مرة أخرى كونهم تكفيريين زنادقة."

وقال الطالباني "هذه الجريمة تفصح عن الغايات الدنيئة لمرتكبيها الذين يرومون اثارة الفتنة الطائفية والدفع نحو اقتتال الاخوة وزج بلادنا في أتون احترابات تعيق مسيرتنا نحو الديمقراطية."

واضاف ان توقيت هذه العملية يدل على "أن أحد أهدافها يتمثل في تعطيل العملية السياسية وعرقلة مسيرة المفاوضات الرامية الى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وبالتالي اعاقة مساعي تحقيق الاستقرار."

ودعا الرئيس العراقيين الى "ضبط النفس لاحباط المخططات الاثيمة للتكفيريين والرد عليها بمزيد من التلاحم والوحدة بين أبناء الشعب العراقي."

كما دعا "الاجهزة المعنية الى التحرك السريع لالقاء القبض على الجناة وسوقهم الى القضاء وكشف الاطراف المحفزة لهم والمتواطئة معهم."

وقال الطالباني ان رئاسة الجمهورية ستتكفل "بنفقات ترميم ضريح الامامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام."

وكان ضريح مسجد الامامين وهو من المزارات المقدسة لدى العراقيين عموما والشيعة خصوصا قد تعرض الى تفجير ادى الى تهدم القبة.

ويقع المزار في مدينة سامراء التي تقع على بعد 120 كيلومترا الى الشمال من بغداد.

 

 

 

موقع يا زهراء سلام الله عليها لكل محبي الزهراء سلام الله عليها فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومساهماتكم وترشيحكم كي يعلو اسمها سلام الله عليها ونعلو معها