موقع يازهراء سلام الله عليها                          www.yazahra.org

بيان مكتب المرجع الديني الشيخ الفياض بمناسبة الذكرى الاولى لفاجعة سامراء

 

  إباء

اصدر مكتب المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد اسحاق الفياض دام ظله بياناً بمناسبة الذكرى الاولى لفاجعة سامراء وفيما يلي نص البيان :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه وأفضل بريته محمد وعترته الطاهرين.

تتجدد الأحزان في هذه الأيام وتزداد الآلام في قلوب المسلمين عامة عند أتباع أهل البيت خاصة في ذكرى فاجعة سامراء الأليمة والتجاوز الإجرامي الجائر، حيث قامت الزمر الإرهابية الآئمة بعدوانها البربري وفجرت القبة الشريفة للإمامين العسكريين (عليهما السلام) ليعلنوها حرباً سافرة على الله تعالى ورسوله الكريم (صلى الله عليه وآله) قبل أن تكون حرباً على أئمة الهدى وأتباعهم من المؤمنين النجباء، فإن من يتعدى على الأئمة الأطهار (ع) إنما يتعدى على الله تعالى ورسوله (ص)، وإن من يتجاوز عليهم إنما يتطاول ويتجاوز على الله تعالى ورسوله (ص) ولذلك ورد عن الرسول الكريم (ص) في أهل البيت (ع) أنه قال (اللهم إن هؤلاء أهل بيتي وخاصتي وحامتي لحمهم لحمي ودمهم دمي يؤلمني ما يؤلمهم ويحزنني ما يحزنهم، أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم وعدو لمن عاداهم ومحب لمن أحبهم، إنهم مني وأنا منهم).

فإن المسلمين جميعاً وبنص القرآن الكريم مأمورون بحب آل البيت ومودتهم ((قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى)) وإن الانتماء والولاء لهم إنما هو انتماء وولاء للرسول (ص) مكافئة وعرفاناً له بعظيم فضله على البشرية جمعاء فضلاً عن المسلمين، إذ أخرجهم من الظلمات إلى النور، وجعلهم أمة عظيمة بعد أن كانوا شتاتاً متفرقين، وإن بقاءهم على الخط الصحيح الذي ينتهي إلى رضى الله تعالى ونجاتهم من الهلكة والضلال إنما هو منوط بالتمسك بهم وإتباعهم لأهل البيت (ع) كما بين ذلك رسول الله (ص) في حديث الثقلين حيث قال: (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً).

ومن الجدير بالذكر ومما يجب التأكيد عليه إن المجرمين العتاة الذين أظهروا حقدهم الدفين إنما أرادوا بهذه الجريمة النكراء أن يدقوا إسفيناً بين أبناء الشعب العراقي وأن يدفعوا بهم إلى أتون الفتنة الطائفية والاقتتال المذهبي المميت، وكان هدفهم أن يخلقوا العداوة والبغضاء بين أبناء الشعب الموحد ليفتتوا وحدته وتماسكه وليسدوا الطريق عليه بعد أن تحرر من قيود الظلم والجور وأخذ يخطو بهمة الغيارى من أبنائه الشرفاء نحو الاستقرار والرفاه، إذ إن المجرمين لا يتحملون رؤية الشعب المظلوم وهو ينعم بالحرية والرخاء، بل يريدون له التخلف والظلام حتى يتسلطوا عليه ويستعبدونه وينهبون خيراته من جديد فإنهم أسياد الظلام وأمراء التخلف والهمجية، ولكن هيهات وأنّا لهم أن يرجعوا بالزمن إلى الوراء فهم أضعف وأعجز من أن يقفوا بوجه الإرادة الحرة للعراقيين، ولا تنفع المجرمين فتنتهم الطائفية ولن يفلحوا بمؤامراتهم المذهبية وستفشل كل مخططاتهم الشيطانية لأن الشعب قرر وأراد التحرر والحياة، ونحن بهذه المناسبة نحذر أبناء شعبنا العزيز من الأنجرار وراء المغرضين المتربصين بهم، وننصحهم أن يرصوا الصفوف، ويوحدوا الكلمة ليفوتوا على المجرمين الفرصة ويدحروهم خائبين إلى الأبد.

كما لا يفوتنا أن ندعوا جميع المؤمنين إلى المشاركة في استذكار هذه الجريمة النكراء والاحتجاج والاستنكار الشديد ضد كل من له يد في مثل هذا العمل الشيطاني والتحذير من المساس بالمقدسات، وإلا فإن العواقب ستكون وخيمة، وإن ردود الأفعال قد تصل إلى ما لا يحمد عقباه.

وأخيراً.... إنه لمن المؤسف جداً ومما يجعل آلامنا مستمرة وأحزاننا لا تنقطع، هذا التهاون الكبير والتقصير الواضح إزاء هذه القضية المصيرية من قبل الحكومة والجهات المختصة، إذ أنها لحد الآن لم تتخذ أية خطوة في مجال إعمار المرقد الشريف أو إزالة الأنقاض وتنظيف المكان من الأتربة المتراكمة مما يعد هتكاً مستمراً لتلك الروضة المقدسة، كما على الحكومة أن تتخذ الإجراءات المناسبة سواء الأمنية أم الخدمية لتأمين الأوضاع وتهيئة مدينة سامراء المقدسة لتوافد الزائرين المؤمنين من محبي آل البيت الذين لا زال الجرح ينزف في قلوبهم المتلهفة إلى التبرك بزيارة الإمامين الطاهرين (عليهم السلام).

ونحن نخاطب الحكومة والمسؤولين فيها بأن هذا التقصير سيكتب في سجلهم نقطة سوداء ووصمة عار تجعلهم مورداً للاستصغار والاستهانة من قبل الأجيال القادمة لذلك عليهم اتخاذ الخطوات الصارمة ضد الإرهابيين وعدم التهاون معهم والسعي الجاد لإنهاء هذه الأحوال المتردية.

وفي الختام ندعو الله العلي القدير أن يخذل أعداء الدين، ومن يريد الشر بالمسلمين، وأن يهزم التكفيريين والإرهابيين الصداميين، وأن ينصر أهل الحق، وأن يمن على العراق بالأمن والاستقرار، ويسدد خطا الخيريين من أبنائه الذين يعملون بإخلاص وجد لتحقيق العدالة والإنصاف، إنه نعم المولى ونعم النصير وهو على كل شيء قدير والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

23 محرم الحرام/ 1428هـ

 

 

 

 

موقع يا زهراء سلام الله عليها لكل محبي الزهراء سلام الله عليها فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومساهماتكم وترشيحكم كي يعلو اسمها سلام الله عليها ونعلو معه