(94)
ينبغي للمؤمن أن يجعل الحجّ إحدى
الحاجات التي يطلبها من الله تعالى، فإنّ من منن الله
تعالى على الإنسان أن يوفّقه لحجّ بيته الحرام كل عام.
جاء في الرواية: «أن حماد بن عيسى سأل الصادق سلام الله
عليه أن يدعو له ليرزقه الله ما يحجّ به كثيراً، وأن يرزقه
ضياعاً حسنة، وداراً حسناً، وزوجة من أهل البيوتات صالحة،
وأولاداً أبراراً، فقال الصادق سلام الله عليه: اللهم ارزق
حماد بن عيسى ما يحجّ به خمسين حجة، وارزقه ضياعاً حسنة،
وداراً حسناً، وزوجة صالحة، من قوم كرام، وأولاداً
أبراراً.
قال بعض من حضره: دخلت بعد سنين على حماد بن عيسى في داره
بالبصرة، فقال لي: أتذكر دعاء الصادق سلام الله عليه لي؟
قلت: نعم. قال: هذه داري، وليس في البلد مثلها، وضياعي
أحسن الضياع، وزوجتي من تعرفها،من كرام الناس، وأولادي هم
من تعرفهم من الأبرار، وقد حججّت ثماني و أربعين حجة. قال:
فحجّ حماد حجّتين بعد ذلك، فلما خرج في الحجّة الحادية و
الخمسين ووصل إلى الجحفة، وأراد أن يحرم، دخل وادياً
ليغتسل، فأخذه السيل، فتبعه غلمانه فأخرجوه من الماء
ميتاً، فسمي حماد (غريق الجحفة)»(1).
|