(91)
ذكر العلاّمة المجلسي قدّس سرّه في
موسوعته (بحار الأنوار): قال عبد الله بن محمد الجمال
الرازي: كنت وعلي بن موسى بن بابويه القمّي وفد أهل الري،
فلما بلغنا نيسابور قلت لعلي بن موسى القمي: هل لك في
زيارة قبر الرضا سلام الله عليه بطوس؟
فقال: خرجنا إلى هذا الملك ونخاف أن يتصل به عدوّ لنا إلى
زيارة القبر ولكنا إذا انصرفنا. فلما رجعنا قلت له: هل لك
في الزيارة؟
فقال: لا يتحدث أهل الري أني خرجت من عندهم مرجئاً وأرجع
إليهم رافضياً.
قلت: فتنتظرني في مكانك؟
قال: أفعل. وخرجت، فأتيت القبر عند غروب الشمس وأزمعت
المبيت على القبر، فسألت امرأة حضرت من بعض سدنة القبر: هل
من حذر بالليل؟
قالت: لا. فاستدعيت منها سراجاً وأمرتها بإغلاق الباب
ونويت أن أختم القرآن على القبر. فلما كان في بعض الليل
سمعت قراءة، فقدرت أنها قد أذنت لغيري، فأتيت الباب فوجدته
مغلقاً وانطفأ السراج، فبقيت أسمع الصوت، فوجدته من القبر
وهو يقرأ سورة مريم «يوم يحشر المتقون إلى الرحمن وفداً
ويساق المجرمون إلى جهنم ورداً» وما كنت سمعت هذه القراءة،
فلما قدمت الري بدأت بأبي القاسم العباس بن الفضل بن شاذان
فسألته: هل قرأ أحد بذلك؟ فقال: نعم النبي، وأخرج إليّ
قراءته صلى الله عليه وآله، فإذا هي كذلك(1).
إنّ الإمام سلام الله عليه يشهد مقام كل زائر ويسمع كلامه
ويردّ سلامه ويستجيب له، فيجدر بالزوّار أن يكونوا عارفين
بحقّ الإمام المزور حتى تشملهم ألطافه وفضائله.
|