القائمة الرئيسية
الصفحة الرئيسية الصفحة الرئيسية
القران الكريم القران الكريم
أهل البيت ع أهل البيت ع
المجالس    المحاضرات
المجالس   اللطــــميات
المجالس  الموالــــــيد
الفيديو   الفــــــيديو
الشعر القصائد الشعرية
مفاهيم اسلامية
اسال الفقـــيه
المقالات المقـــــالات
القصص الاسلامية قصص وعبر
القصص الاسلامية
الادعية الادعيةوالزيارات
المكتبة العامة المكتبة العامة
مكتبة الصور   مكتبة الصور
مفاتيح الجنان مفاتيح الجنان
نهج البلاغة   نهج البلاغة
الصحيفة السجادية الصحيفة السجادية
اوقات الصلاة   اوقات الصلاة
 من نحــــــن
سجل الزوار  سجل الزوار
اتصل بنا  اتصــــل بنا
  مواقع اسلامية
خدمات لزوار الموقع
ويفات منوعة ويفات منوعة
ويفات ملا باسم الكلابلائي ويفات ملا باسم
ويفات ملا جليل الكربلائي ويفات ملا جليل
فلاشات منوعة فلاشات مواليد
فلاشات منوعة فلاشات منوعة
فلاشات منوعة فلاشات احزان
ثيمات اسلامية ثيمات اسلامية
منسق الشعر
فنون اسلامية
مكارم الاخلاق
كتب قيمة
برامج لكل جهاز


قليل من وقتك رشحنا لافضل المواقع الشيعية ان احببت شكر لكم

 

 

 

من بركات كتاب المراجعات*

 

 

 

(90)

هذه القصة تعود لأخوين عالمين أدركتهما وهما الشيخ أحمد أمين الأنطاكي والشيخ محمد مرعي الانطاكي رضوان الله عليهما. وكانت لي جلسات عديدة معهما، عاش هذان العالمان قبل أكثر من خمسين سنة، أي في حياة المرجع الديني آية الله العظمى البروجردي والعلاّمة الآية الكبرى السيد عبد الحسين شرف الدين رحمة الله عليهما، فقد توفي المرحوم شرف الدين قبل بضع سنوات من وفاة المرجع البروجردي رحمه الله.
كان هذان الأخوان علماء غير شيعة يعيشان في قرى أطراف مدينة حلب. وشاء الله تعالى أن يقع بين يدي أحدهما نسخة من كتاب (المراجعات) للسيد شرف الدين رحمه الله. ولم يكن الشخص إنساناً عادياً بل كان عالماً وإماماً في منطقته. وعندما طالع الكتاب دهش بما جاء فيه؛ فبدأ بمراجعة الكتب الأخرى للتأكّد والمقارنة، فاكتشف أنّ كل ما جاء في (المراجعات) صحيح ودقيق، فتحوّل على أثر ذلك إلى مذهب التشيع لآل البيت سلام الله عليهم ولكنه كتم إيمانه، فكان كما قال الله تعالى: «وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ»
(1).
ثم عرض الكتاب على أخيه، فرفض الأخ في البداية بشدّة وقال ـ كما ورد في ما كتبوه بعد ذلك ـ ومن هم الشيعة لأقرأ كتابهم؟ إن هؤلاء ليس عندهم مقال يعتدّ به جدير أن يقرأ، وما أشبه. ولكن حبّ الإطلاع دفعه لتصفّحه في إحدى الليالي، وانتهي به المطاف إلى التشيّع هو الآخر.
ثم تسرّب الخبر شيئاً فشيئاً إلى بعض المقرّبين من أتباعهما، واكتشف أمر تشيّعهما وأصبح معلناً بعد فترة من الزمن.
وكانت تلك المنطقة تتمتع بحرية، أي لم يكن هذا الأمر يعرّضهم للمحاسبة والبلاء، ولكن عندما انتهى الخبر إلى مسؤول رواتب العلماء وأئمة المساجد هناك قطع مرتبهما الشهري، وكان (300) ليرة وهو مبلغ جيّد في تلك الأيام.
وكما هو معلوم أنّ علماء الشيعة طول التاريخ لا يتقاضون رواتبهم من الدولة بل يتمتعون باستقلالية من هذه الجهة أيضاً، لأنّ الأئمة الأطهار سلام الله عليهم هم الذين أمروا شيعتهم بدفع حقوقهم الشرعية إلى علماء الدين ليصرفوها في مجال التبليغ ويؤمّنوا معاشهم في حدود الاقتصاد أيضاً عن هذا الطريق؛ لذلك فمهما مارست الحكومات عليهم من ضغوط وصبّت عليهم من ألوان العذاب يبقى مصدر رزقهم محفوظاً لا يستطيعون التأثير عليه. أما الكثير من علماء المذاهب الأخرى فمرتبطون بالحكومات من هذه الجهة. ولذلك بقي هذان العالمان حائرين لا يدريان ما يصنعان؟ فمن جهة لا يريدان الرجوع عن مذهب الحق، ومن جهة أخرى أصبح أمرهما مكشوفاً لا يمكنهما إنكاره؟ لذلك ذهبا إلى المرحوم السيد عبد الحسين شرف الدين وشرحا له القضية، فكتب رحمه الله رسالة إلى المرحوم السيد البروجردي ـ وكانا قد تتلمذا معاً على المرحوم الآخوند في النجف الأشرف ـ شرح له فيها قضية هذين العالمين وأوصاه بهما.
فكلّف السيد البروجردي شخصاً أن يعطيهما نفس المبلغ الذي كانا يتقاضيانه كل شهر سابقاً، وهكذا تم تأمين معاشهما، واستمرّا على هذه الحال حتى وفاة السيد البروجردي، حيث انشغلا بالتبليغ والهداية في منطقتهما، ولم تعترضهما الحكومة آنذاك بل اكتفت بقطع مرتبيهما.
لقد التقيت هذين العالمين بعد وفاة السيد البروجردي فقالا لي:
لقد اهتدى على يدينا منذ الفترة التي اهتدينا فيها حتى اليوم الذي قطعت فيه الحكومة مرتبنا أكثر من ألف شخص. أما مجموع الذين اهتدوا بعد سنوات من ذلك التاريخ فقد زاد عددهم خمسة آلاف، لأنهم بدأوا بممارسة التبليغ الى مذهب أهل البيت بصورة علنية، وكانت الأرضية مهيّأة لهما، والساحة خالية، إلى حدّ ما.
بعد وفاة المرحوم البروجردي بدءا بالتنقل إلى ايران والعراق والخليج، وكانت للقاءاتهما ثمرات مهمّة؛ لأنهما كانا ينقلان قصتهما من جهة ومن جهة أخرى صارا يحتكّان بسائر علماء الشيعة وخطباء الشيعة وتجار الشيعة ومثقفي الشيعة، وهكذا من غير الشيعة.
وعندما التقى الشيخ أحمد أمين (وهو الأخ الأكبر) بالمرحوم الأخ آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي أعلى الله درجاته، رغّبه بأن يكتب قصّة تشيّعه. وقال: إن قصتي مفصّلة جداً. فقال له الأخ: ليس بالضرورة أن يكون الكتاب استدلالياً فيه بحث علميّ مفصل، بل يكفي أن يكون قصصياً وإن تخللته استدلالات بسيطة وقليلة. فبدأ به، وألّف كتيّباً في حوالي ستين صفحة، وطبعه في نفس الأيام باسم: (في طريقي إلى التشيّع) وكان كتيّباً جميلاً حقاً، لأنه كتبه بأسلوب قصصي جميل ضمّنه استدلالات مختصرة.
ثم ألّف أخوه (الشيخ محمد مرعي) كتاباً مفصلاً بعد ذلك، طبع بعد سنوات، سمّاه: (لماذا اخترت مذهب أهل البيت) وقد طبع الكتابان مراراً.
ووفّقا بعد ذلك لهداية كثير من الناس وإعداد كثير من الطلبة والمبلغين في هذا المجال، ويعلم الله كم بلغ عدد الذين اهتدى بسببهم منذ ذلك التاريخ حتى وفاتهما وبعد ذلك أيضاً حتى يومنا هذا، وسيتواصل ذلك في المستقبل بإذن الله تعالى.
أقول: كلّ ذلك يعود إلى كتاب واحد، هو كتاب (المراجعات)، وهذا يكشف عن أهمية الكتابة والتأليف وبذل الجهد في طريق الهداية والتبليغ وعدم اليأس في هذا المجال أبداً. قد لا يؤثر مئة كتاب، ولكن الكتاب الذي يؤثر هو على كل حال، واحد من هذه الكتب.


* من محاضرة (المسؤولية اليوم).
1) سورة غافر: الآية 28
.

موقع يا زهراء سلام الله عليها لكل محبي الزهراء سلام الله عليها فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومساهماتكم وترشيحكم كي يعلو اسمها سلام الله عليها ونعلو معه