(77)
رجال أفذاذ حوّلوا بلداناً بأكملها*
إنّ للتبليغ أهمية كبرى وتأثيراً عظيماً.
فإيران والعراق اللتان تعدّان اليوم مواليتين لأهل البيت سلام الله
عليهم بأغلبية ساحقة، ولم تكونا كذلك في السابق، بل تحوّلتا إليه
بفضل التبليغ الذي نهض به رجال أفذاذ نذروا أنفسهم له وعقدوا العزم
عليه.
ينقل المحدّث النوري رضوان الله عليه في خاتمة «مستدرك الوسائل»
أنّ المرحوم السيد مهدي القزويني ـ من علماء الشيعة ومراجعها، نزيل
الحلّة في العراق، وزميل الشيخ مرتضى الأنصاري رحمهما الله ـ أخذ
في أواخر حياته بالتبليغ وهدَى عشائر كانت برمّتها غير موالية لأهل
البيت سلام الله عليهم؛ إذ كان يذهب إلى إحدى العشائر ويمكث في
مضيفها سنة كاملة يخالطهم فيها ويصلّي بهم ويحكي لهم قصصاً حتى
يغيّر معظمهم ويجعلهم موالين لأهل البيت سلام الله عليهم ثم
يغادرهم إلى عشيرة ثانية ويمكث فيهم سنة أو أكثر حتى يهديهم الله
إلى الحقّ وهكذا… حتى اهتدى على يديه زهاء مئة ألف إنسان.
فبعزم أمثال هذا الرجل اهتدت الشعوب وصار العراق وإيران دولتين
ذاتي أغلبية شيعية، وإلاّ فإنّ إيران مثلاً كانت سنّية أنجبت زهاء
ثمانين في المئة من كبار علماء العامّة ـ الذين ليسوا على خطّ أهل
البيت ـ ثم تغيّر الوضع بفضل التبليغ حتى آل الأمر إلى أن تنجب
إيران الألوف من العلماء المسلمين السائرين على خطّ أهل البيت سلام
الله عليهم.
|