(68)
الظالمون يعيشون الضنك حتى في الدنيا*
بعد أن تحدّث أحد
الزوّار العراقيين لسماحة المرجع الشيرازي، عن قصور صدام وترفه،
عقّب دام ظله بالآية الكريمة: «كم تركوا من جنات وعيون وزرع ومقام
كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين»(1) ثم قال: ذهبت اللذّات وبقيت
التبعات، وأضاف:
إن لصدام وأمثاله عاقبة سيّئة في الآخرة، بل هم يعيشون الضنك حتى
في الحياة الدنيا ولكنهم يخفون ذلك.
يروى أن هارون العباسي لعنة الله عليه ابتلي بمرض ولكن الأطباء
طمأنوه أنه معافى وليس به من شيء، ولكنه لم يصدّقهم وظن أنهم
يقولون ذلك لطمأنته وعدم تكدير خاطره، فعمد إلى حيلة ليكتشف حقيقة
وضعه، فوضع شيئاً من بوله في قارورة وأمر خادمه أن يذهب بها إلى
الطبيب الفلاني ويقول له إن هذا بول صديقي فانظر ما هو داؤه. نظر
الطبيب إلى البول ثم قال: أخبر صاحب هذا البول كائناً من كان أنه
سيموت بعد عدّة أيام.
عاد الخادم ونقل جواب الطبيب لهارون، فأمر هارون في الفور أن يحفر
قبر ثم وقف عليه ونظر إلى داخله، ثم قال: «ما أغنى عني ماليه هلك
عني سلطانيه»(2).
إلى جهنم وبئس المصير.
|