(66)
لنستشعر دوماً حضور الله تعالى*

إن التفکّر في الله عزّ وجلّ يؤدّي إلی تعزيز الشعور بحضوره تعالی، الأمر الذي يؤدّي بدوره إلی تغيّر سلوك الإنسان وحالته. فإذا کان الفرد يشعر بأن الله تعالی موجود قيّوم وهو حاضر عنده علی الدوام، فإنه لا شك سيغيّر وضعه ويدقق في أفعاله وأقواله ويتورّع فيها لئلاّ يصدر منه ما يخالف أوامر الله تعالی، الرقيب عليه. وكمثال عن ذلك، نقل لي أحد الخطباء قال:
کنت علی المنبر أقرأ المقدّمة إذ دخل أستاذي المجلس، فاختلف الموضوع الذي عرضته عن الموضوع الذي أعددته تماماً بسبب تهيّبي من حضور الأستاذ!
کان السيد الوالد رحمه الله يحضر مجلساً لأحد الخطباء، فجاءه ذلك الخطيب في أحد الأيام - وکنت حاضراً عنده- وقال له: سيدنا أنا أتشرّف بحضورك مجلسي، ولکن أرى من الأفضل أن يتزامن وقت حضورکم مع نهاية المجلس حيث أکون قد دخلت في فصل قراءة التعزية.
لاشك أن الخطيب يُسرّ إذا حضر مرجع التقليد مجلسه، ولکنه يشعر بالتقيّد أيضاً، لأنه قد يريد أن ينقل حديثاً أو يفسّر آية، أو يشرح مسألة فقهية أو يفصّل قضية عقائدية، فيشعر بالحرج والإرباك مخافة أن لا يکون کلامه مستدلاًّ بنحو صحيح.