موقع يازهراء سلام الله عليها
القائمة الرئيسية
الصفحة الرئيسية الصفحة الرئيسية
القران الكريم القران الكريم
أهل البيت ع أهل البيت ع
المجالس    المحاضرات
المجالس   اللطــــميات
المجالس  الموالــــــيد
الفيديو   الفــــــيديو
الشعر القصائد الشعرية
مفاهيم اسلامية
اسال الفقـــيه
المقالات المقـــــالات
القصص الاسلامية
الادعية الادعيةوالزيارات
المكتبة العامة المكتبة العامة
مكتبة الصور   مكتبة الصور
مفاتيح الجنان مفاتيح الجنان
نهج البلاغة   نهج البلاغة
الصحيفة السجادية الصحيفة السجادية
اوقات الصلاة   اوقات الصلاة
 من نحــــــن
سجل الزوار  سجل الزوار
اتصل بنا  اتصــــل بنا
  مواقع اسلامية
خدمات لزوار الموقع
ويفات منوعة ويفات منوعة
ويفات ملا باسم الكلابلائي ويفات ملا باسم
ويفات ملا جليل الكربلائي ويفات ملا جليل
فلاشات منوعة فلاشات مواليد
فلاشات منوعة فلاشات منوعة
فلاشات منوعة فلاشات احزان
ثيمات اسلامية ثيمات اسلامية
منسق الشعر
فنون اسلامية
مكارم الاخلاق
كتب قيمة
برامج لكل جهاز

 

هكذا هزَمتْ كربلاءُ المقدسةُ الشيوعيةَ*

9

في عهد عبد الكريم قاسم، اجتاحت الشيوعية العراق، وغزت صحفه ومجلاته ووسائله الإعلامية من مذياع وتلفاز.. بل نفذت حتى إلى الهيئة الحاكمة آنذاك. وكان الشيوعيون يوزّعون كتباً بالملايين مجاناً، وقد وصلتني نسخة من إحدى الكتب التي كانت توزّع على الشباب مجاناً، في المدن المقدسة مثل كربلاء المقدسة والنجف الأشرف، وكان يحمل عنوان (أين الله؟)، ومؤلّفه (مكسيم غوركي)، فطالعت بعض صفحاته التي تتجاوز الثلاثمائة صفحة، فوجدت فيه حشو كلام غير مناسب. فالكتاب يُفتتح بكلمة (أنا ابن الخطيئة – أي من أبوين غير شرعيين)!!، بدلاً من الافتتاح ببسم الله، ما يعني أن المؤلف يعرّف نفسه، ويبيّن من هو؟ ومن هنا لك أن تعلم ـ عزيزي القارئ ـ ماذا يريد أن يقول مؤلّف الكتاب المذكور.
وهكذا ملأوا العراق بكتب الشيوعية، ومنها كتاب (رأس المال) لكارل ماركس، وكتب أخرى لقادة الشيوعيين، وكتب كبيرة الحجم وصغيرة، ومفصلة ومختصرة.. مما أحدث موجة جارفة، بحيث راح بعض المؤمنين يعبّر عن جزعه ويأسه من أن تقوم للدين قائمة أمام ذلك التيار العنيف.
وكان الشيوعيون آنذاك يقومون بأعمال وحشية ضد من يخالفهم، ومنها كانوا يقيّدون المخالف من أطرافه، ويرسلونه في الأزقة والأسواق ـ وقد كرّروا هذا العمل في أكثر مدن العراق ـ وكانوا ينهالون عليه بالضرب المبرّح حتى يسقط جثةً هامدةً أمام أعين الناس. وهناك قصص شبيهة كثيرة قد عاصرتها بنفسي.
بإزاء هذه المعضلة، اقترح السيد الوالد رحمه الله(1) ـ وكان أخي(2) المرجع الراحل حاضراً حينها ـ على أهل العلم أن يستغلّ كل واحد منهم المسجد أو الحسينية المجاورة له في محل سكناه، لإقامة حلقة درسية يبيّن خلالها للشباب أصول الدين وفروعه، ويردّ على شبهات الشيوعيين وسمومهم التي كانوا يبثّونها من خلال المذياع والتلفاز والمجلات والخطب، ويلقونها على طلاب المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وفي الجامعات والكليات..
وهكذا كان الشباب يختلفون إلى العلماء في حلقاتهم الدرسية تلك، ويطرحون أسئلتهم، ويتلقّون الجواب، فإذا عجز أحد العلماء عن الردّ الشافي، يذهب ليسأل بدوره من هو أعلم منه، حتى إن بعض مدرسي البحث الخارج، كانوا قد شكّلوا حلقات توجيهية لتلاميذ المدارس الابتدائية. وأنا كنت يومذاك أحد طلبة المقدمات في الدراسة الحوزوية، وأقمت مجلساً عادياً في خمس مناطق من مدينة كربلاء، في الأسبوع الواحد، كما كان يصنع أخي المرجع الراحل أعلى الله درجاته، وكذلك أخي المرحوم السيد الشهيد قدّس سرّه(3).
وكان المرحوم السيد الوالد، يؤكد على مواصلة بيان أصول الدين وفروعه، وجميع المسائل المتعلقة بهما، والإجابة على جميع الأسئلة التي تدور في أذهان الناس، أمام الموجة الشيوعية..
هذه الحركة الإسلامية التثقيفية، فضلاً عن المجالس والمنابر الإسلامية الأخرى، أدت إلى تجفيف جذور الشيوعية، في مدينة كربلاء المقدسة، ونأت بأهلها وشبابها من هذا الفكر الخطر، بحيث إنّ العديد من أولئك الشباب الذين كانوا يحضرون تلك المجالس والحلقات الدرسية، أصبحوا بين مدرّس البحث الخارج، ومجتهد، وإمام جماعة، وبعضهم أعرفهم شخصياً فقد كانوا يحضرون مجالسي.


* من كلمة لسماحته ألقاها بمسؤولي المؤسسات والمراكز الثقافية العراقية في مدينة قم المقدسة في 26 محرم الحرام 1424 للهجرة.
(1)  المرجع الديني آية الله العظمى السيد ميرزا مهدي الشيرازي قدس سره، من كبار مراجع الشيعة (ت: 1380 هـ).
(2) المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي أعلى الله درجاته (ت: 1422هـ).
(3) المفكر الإسلامي الشهيد آية الله السيد حسن الحسيني الشيرازي قدّس سره (استشهد عام 1400 هـ).


الشيخ محمد تقي الشيرازي ونكران الذات*

10

كان المرحوم آية الله العظمى الشيخ محمد تقي الشيرازي رضوان الله تعالى عليه (مفجّر ثورة العشرين في العراق ومحرّره من الاستعمار الإنجليزي وهو في الثمانين من العمر) مرجعاً دينياً كبيراً عُرف بالورع والتقوى، حتى أنّ تلاميذه عندما كانوا يُسألون عن عدالته كانوا يجيبون:
سلوا عن عصمته وهل هو معصوم أو لا. (ولاشك أنه غير معصوم)
هذا الرجل العالِم الورع كان يفتي بأنّه لا يجوز استئجار غير العادل لقضاء ما فات الميت من صلاة وصيام وإن كان ثقة، بل يشترط فيه العدالة. ولا يخفى أنّ الفقهاء يختلفون في هذه المسألة، فبعض لا يشترط العدالة ويرى أنّ مجرّد الثقة بأنّ الشخص سيؤدّي هذه الصلوات والعبادات يكفي ولا يلزم أن يكون عادلاً، بينما يشترط آخرون ـ كالشيخ محمد تقي الشيرازي قدّس سرّه مثلاً ـ العدالة في الشخص الذي يتقاضى أجوراً لقاء قضاء ما فات الميت من صلاة وصيام.
ينقل المرحوم الوالد رضوان الله تعالى عليه أنّ أحد المؤمنين جاء يوماً إلى الشيخ (الشيرازي) وشكا عنده الفقر والعسر، وطلب منه أن يحوّل إليه قضاء صلاة أو صوم عن بعض الأموات ـ فإنّ الورثة والأوصياء يعطونها في العادة للمرجع لكي يحوّلها إلى مَن يراه صالحاً ـ ولكن الشيخ محمد تقي الشيرازي قدّس سرّه اتفق أنه لم يكن آنذاك عنده من العبادات الاستيجارية شيء، فاعتذر وقال:
لا يوجد عندي الآن.
ولما كان الرجل (السائل) قد أضرّ به الفقر وضغط عليه لم يتمالك نفسه، فأخذ يسبّ الشيخ (هذا العالِم الورع الذي كان تلامذته يرونه في التقوى تالي تلو المعصوم)!
وبعد بضعة أيام جاءوا للشيخ بصلاة وصيام قضاء عن الميت أي جاء له بعض المؤمنين وأعطاه مالاً لاستئجار مَن يصلّي عن أبيه مثلاً. وهنا بادر الشيخ محمد تقي الشيرازي ووجّه أحد أفراد حاشيته ليذهب بذلك المال إلى ذلك الرجل الذي سبّه لاستئجاره في قضاء هذه الصلوات!
وهنا تعجّب هذا الشخص الذي هو من أصحاب الشيخ وحاشيته وقال: شيخنا، ألستم تشترطون العدالة فيمَن يُستأجر للقضاء عن الميّت؟
قال: بلى، فقال: ولكن هذا الرجل على فرض أنّه كان عادلاً ولكنّه فقد العدالة عندما سبّكم، وكلنا نعلم أنّ سبّ المؤمن حرام، وارتكاب الحرام مسقط للعدالة. ولا شكّ أنّه يصدق على الشيخ أنّه مؤمن، فضلاً عن أنّه مرجع تقليد ومضرب المثل في الورع والتقوى.
فتبسّم الشيخ ثم قال: سبّ الفقراء للعلماء غير مسقط للعدالة. اذهب وأعطه المال؛ فإنّه لم يكن ملتفتاً حينما سبّ.
أجل إنّ مَن تملّكه حالة الغضب لا يشعر ما الذي يقول، وخاصة الفقير الذي لا يدري كيف يرجع بلا قوت إلى عائلته، وهو لا يتوقع الرد من العالم.
أجل، كل هذا صحيح، ولكن لو لم يكن نكران الذات عند الشيخ الشيرازي قدّس سرّه لما قال إنّ الرجل لم يكن يشعر حين شتمني! خاصة وأنّه غير مستعدّ لتحمّل مسؤولية قضاء صلاة الأموات وصيامهم من أجل فذلكة خلقية، لكنه شخّص أنّ هذا الرجل غير فاسق، وإلاّ لما أعطاه المال لقضاء الصلوات وهو المشترط للعدالة في هذا الأمر.


* من محاضرة (القيام لله أبلغ الموعظة) ألقاها سماحته عام 1421 للهجرة.

 

موقع يا زهراء سلام الله عليها لكل محبي الزهراء سلام الله عليها فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومساهماتكم وترشيحكم كي يعلو اسمها سلام الله عليها ونعلو معه