الجدّ والاجتهاد لدى السيد أبو الحسن
الأصفهاني*
نقل أحدُ المؤمنين عن أحوال السيّد أبي الحسن الإصفهاني قدّس
سرّه أيّام مرجعيته، قال:
كنت قد كتبت استفتاءً للسيّد ولم أشأ أن أُزاحمه لأخذ الجواب في
الأوقات العادية حيث يكون مشغولاً إمّا بالتدريس أو اللقاءات
العامّة والخاصّة في بيته الذي يغصّ بالوافدين، فقرّرت أن أذهب
إليه قبيل صلاة الفجر؛ لعلمي أنّه يكون مستيقظاً آنئذ لأنّه كان
يصلّي صلاة الصبح جماعة في روضة الإمام أمير المؤمنين سلام الله
عليه، فذهبت قبل أذان الفجر بزهاء ساعة إلى بيته فرأيت المصباح
مضاءً فطرقت الباب، وعندما خرج الخادم سألته فيما إذا كان السيّد
مستيقظاً فأجاب بالإيجاب، فطلبت منه أن يخبر السيّد أنّ فلاناً
وراء الباب، فمكثت هنيهة حتى عاد الخادم واصطحبني إلى داخل الدار،
فرأيت السيّد والرسائل متناثرة بين يديه يجيب عليها، ففي بعضها
استفتاءات، وفي بعضها الآخر حاجات يطلب أصحابها قضاءها.
فقلت للسيّد: أرسلت لكم منذ أيام رسالة أستفتيكم فيها عن مسائل.
فقلّب السيّد الرسائل حتى استخرج رسالتي ثمّ قال لي: عندما عدت إلى
البيت كان بعض الأشخاص ـ كالعادة ـ ينتظروني لقضاء بعض الحاجات أو
للإجابة على أسئلتهم، وبعد أن خرجوا رأيت أن أنتهي من الإجابة على
هذه الرسائل قبل تناول العشاء، فبقي الطعام على الموقد الذي تراه
أمامك على نار هادئة والرسائل لم تتمّ بعد، ومنها رسالتك هذه.
ثمّ تناول رسالتي فأجاب عليها.
|