(27)
يبيع الحامض بأخلاق حلوة!*
نُقل أن كاسبين كانا متزوّجَين من أختين،
وأحدهما كان يبيع الخل والآخر يبيع الدبس، أما الذي يبيع الدبس
فكانت أموره المعاشية صعبة وكان يعاني كثيراً من المشاق، أما الذي
يبيع الخل فبالعكس كان في راحة من العيش.
وفي إحدى الأيام التفت إحدى الأختين إلى الأخرى وقالت: إن زوجك
يبيع الخل وهو حامض إلا أن معيشته جيدة، وزوجي الذي يبيع الدبس وهو
حلو إلا أن معيشته صعبة، فما سرّ ذلك؟
فأجابتها الأخرى التي من المحتمل أنها قد قرأت التأريخ وتعلّمت
محاسنه: إن زوجك يبيع الدبس الحلو بأخلاق حامضة وزوجي يبيع الخل
الحامض ولكن بأخلاق حلوة!!.
كل من يتعامل مع الناس بأخلاق حسنة سيكون موفّقاً وسعيداً في
الدنيا والآخرة وإن باع للناس شيئاً حامضاً، والعكس بالعكس.
كما إن ذا الخلق الحسن علاوة على سعادته في الدنيا، سيكون سعيداً
في الآخرة؛ لأن الأخلاق الحسنة تستلزم طلب الخير للآخرين وعدم
التعدّي عليهم، أو التفوّه عليهم بكلمات نابية، وما شابه ذلك.
|