الصفحة الرئيسية الصفحة الرئيسية
القران الكريم القران الكريم
أهل البيت ع أهل البيت ع
المجالس    المحاضرات
المجالس   اللطــــميات
المجالس  الموالــــــيد
الفيديو   الفــــــيديو
الشعر القصائد الشعرية
مفاهيم اسلامية
اسال الفقـــيه
المقالات المقـــــالات
القصص الاسلامية قصص وعبر
القصص الاسلامية
الادعية الادعيةوالزيارات
المكتبة العامة المكتبة العامة
مكتبة الصور   مكتبة الصور
مفاتيح الجنان مفاتيح الجنان
نهج البلاغة   نهج البلاغة
الصحيفة السجادية الصحيفة السجادية
اوقات الصلاة   اوقات الصلاة
 من نحــــــن
سجل الزوار  سجل الزوار
اتصل بنا  اتصــــل بنا
مواقع اسلامية
ويفات منوعة ويفات منوعة
ويفات ملا باسم الكلابلائي ويفات ملا باسم
ويفات ملا جليل الكربلائي ويفات ملا جليل
فلاشات منوعة فلاشات مواليد
فلاشات منوعة فلاشات منوعة
فلاشات منوعة فلاشات احزان
ثيمات اسلامية ثيمات اسلامية
منسق الشعر
فنون اسلامية
مكارم الاخلاق
كتب قيمة
برامج لكل جهاز

 

في التصرّف مع الناصبي*


قليل من وقتك رشحنا لافضل المواقع الشيعية ان احببت شكر لكم

 

(103)

من زينة المتّقين أيضاً إطفاء النائرة، فإنّ غير المتّقي إذا عاداه أحد، إمّا أن يردّ العداء بالعداء، وإمّا أن يسكت في أحسن الأحوال، أمّا المتّقي الذي يرسم الإمام السجّاد سلام الله عليه لنا صورته فهو لا يكتفي حتّى بالسكوت على من اعتدى عليه، بل يحاول إرضاءه، لأنّه يسعى جاهداً أن لا يدخل شخص مسلم بسببه النار، فيحاول إطفاء ناره ويسرع بإسداء الخير إليه.
«روي أنه وقف على الإمام علي بن الحسين سلام الله عليهما رجل من أهل بيته فأسمعه وشتمه، فلم يكلّمه، فلما انصرف قال لجلسائه: قد سمعتم ما قال هذا الرجل، وأنا أحبّ أن تبلغوا معي إليه حتى تسمعوا ردّي عليه.
قال: فقالوا له: نفعل، ولقد كنا نحب أن تقول له ونقول.
قال: فأخذ نعليه ومشى وهو يقول: «وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ والْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ»(1) فعلمنا أنه لا يقول له شيئاً.
قال: فخرج حتى أتى منزل الرجل فصرخ به. فقال: قولوا له: هذا علي بن الحسين.
قال: فخرج إلينا متوثّباً للشرّ وهو لا يشكّ أنه إنما جاءه مكافئاً له على بعض ما كان منه. فقال له علي بن الحسين عليهما السلام: يا أخي إنك كنت قد وقفت عليّ آنفاً فقلت وقلت، فإن كنتَ قلتَ ما فيَّ فأستغفرُ الله منه، وإن كنتَ قلتَ ما ليس فيَّ فغفر اللهُ لك.
قال: فقبّل الرجل ما بين عينيه وقال: بل قلتُ فيك ما ليس فيك، وأنا أحقّ به»(2).
فهل هذا العمل والتصرف من الإمام أفضل أم ترك الفرد يموت ناصبياً ويدخل نار جهنّم؟
لا تقل: وما شأني به فليدخل جهنّم، فهذا لا يعدّ اقتداءً بالإمام سلام الله عليه.
وهكذا يجب أن تكون علاقاتنا مع بعض. علينا أن نقتدي بالأئمّة سلام الله عليهم ونتّخذ سبيل التسامح والعفو ونغفر لإخواننا ونعذرهم؛ فإنّ بروز المشكلات بين الإخوة والمتعاشرين كالأرحام والزملاء والزوجين والأساتذة والتلاميذ والصديق وصديقه أمر طبيعي يولّده القرب والاحتكاح؛ فلذا لا ينبغي تضخيمها وعدم التسامح بشأنها بل اللازم الاقتداء بأئمّتنا سلام الله عليهم الذين كانوا المثل الأعلى في الأخلاق الفاضلة وهذا كلّه لا يأتي إلاّ بالترويض والتدرّج كما قلنا.


*من محاضرة (من صفات المتّقين: بسط العدل وكظم الغيظ وإطفاء النائرة)/ ألقيت هذه المحاضرة بتاريخ 23 محرم 1422 للهجرة.
1) سورة آل عمران: الآية 134.
2) الإرشاد للمفيد: 145، باب ذكر طرف من أخبار علي بن الحسين عليهما السلام.