موقع يازهراء سلام الله عليها                          www.yazahra.org

            الزهد في الدنيا

السؤال1: ما معنى الزهد في الدنيا؟

الجواب: الزهد: ضد الرغبة والحرص على الدنيا، ويراد من الزهد في الدنيا-في بعض درجاته-: الانصراف عن ملاذها المحظورة، وشهواتها الممقوتة، إنه باختصار: ترك شيء رغبة عنه، والزهد من المفاهيم الإسلامية السامية التي إذا ما طبقت في أي مجتمع فإنه بلا شك سوف تسوده العدالة والمواساة ويصبح مجتمعاً مثالياً.

السؤال2: هل ترك الدنيا من الزهد؟

الجواب: ترك الدنيا ليس من الزهد، وإنما هو خلاف ما ورد في الآيات والروايات، ولكن حيث ان الناس يتهافتون على الدنيا ولذاتها تهافت الفراش في النار، أكثر الأنبياء والأئمة(عليهم الصلاة والسلام) قولاً وعملاً في هذا الباب حتى ليظن الظان أنهم يسوقون الناس إلى تخريب الدنيا كما زعمت الصوفية، ولكن الأمر بالعكس إنهم يريدون عمارة الدنيا عمارة معتدلة لا إفراط فيها ولا تفريط، فالماديون يتكالبون على الحطام وبذلك تصبح الدنيا بؤرة من المفاسد الخلقية، وأتوناً من الحروب المدمرة، والراهبون وأهل التصوف يطوون عن الدنيا كشحاً وبذلك تخرب الأرض وقد أرادها الله عامرة، أما الإسلام فإنه يحب الاعتدال، وفي سيرة الرسول الأعظم والأئمة(عليهم السلام) خير شاهد لذلك، إنهم عليهم السلام وإن أخذوا أنفسهم بالزهد ولكنهم لم ينسوا نصيبهم من الدنيا قال الله تعالى:(فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وماله في الآخرة من خلاق ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب).

وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله):(من أصبح وهمه الدنيا شتت الله عليه أمره وفرق عليه ضيعته، وجعل فقره بين عينيه ولم يؤته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن أصبح وهمه الآخرة جمع الله له همه وحفظ عليه ضيعته وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة)، وقال(صلى الله عليه وآله):(من أراد أن يؤتيه الله علماً بغير تعلم وهدى بغير هداية فليزهد في الدنيا).

وقال(صلى الله عليه وآله):(يا علي من عرضت له دنياه وآخرته، فاختار الآخرة وترك الدنيا فله الجنة، ومن اختار الدنيا استخفافاً بآخرته فله النار). وليس معنى هذه الأحاديث ترك الدنيا وإنما معناها عدم التكالب عليها فإن الدنيا مزرعة الآخرة كما في الحديث الشريف.

السؤال3: بماذا يعرف الزاهدون في الدنيا؟

الجواب: من علامات الزهد: العبودية لله عز وجل فقط، الاهتمام بالآخرة، تحقير الدنيا، محاربة النفس وهواها، الإنفاق في سبيل الله تعالى.

السؤال4: ما هي الآثار المترتبة على الزهد في الدنيا؟

الجواب: من الآثار المهمة المترتبة على الزهد، الإيثار، فعندما تتعارض مصلحة الإنسان المتصف بالزهد مع مصلحة الأمة والجماعة، فإنه يقدم مصلحة الأمة والجماعة على مصلحته الشخصية، ومنها المواساة، فالمجتمع الذي يطبق أفراده هذه الخصلة الحميدة، تلاحظ أفراده يتشاركون فيما بينهم في الأحاسيس والمشاعر والامكانات في الظروف القاسية أي يواسي بعضهم الآخر، لذا فإن الزهد يوصل الإنسان إلى مرحلة التكامل، ويصبح متحرراً من كل أشكال المادة وقيودها.

 

 

 

موقع يا زهراء سلام الله عليها لكل محبي الزهراء سلام الله عليها فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومساهماتكم وترشيحكم كي يعلو اسمها سلام الله عليها ونعلو معه