موقع يازهراء سلام الله عليها                          www.yazahra.org

النية

- ما معنى النيّة؟

- النيّة: هي القصد، وهي تنبع من القلب وأعماقه خالصة من كل ضغط وإكراه، بعيدة عن التورية والتقية، بحيث يكون مجموع العمل المنبثق عنها مراداً لعامله راضياً به وعازماً عليه منذ البداية.

والنيّة دائماً تسبق العمل، ولكل امرئ ما نوى، وأن الله يُسهّل ويمهّد بحسن النيّة سبل النجاح والصلاح، قال تعالى:(قل إن تبدوا ما في نفوسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله)، وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله):(إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، وإنما ينظر إلى القلوب لأنها مظنة النيّة) جامع السعادات ج3 ص112.

- كيف يجعل الإنسان نيته خالصة لله وحده؟

- القلب مبعث الخير والشر، ولذا قال سبحانه:(آثم قلبه) حتى أن العمل الصالح الصادر من الإنسان بدون قصد ولا نيّة، لا يعد حسناً فاعلياً، وإن كان حسناً بذاته، وكذلك العمل السيء الصادر من الشخص بدون نيّة وعزم، لا يعد قبيحاً فاعلياً، وإن كان في نفسه قبيحاً.

ولذا يجب الاهتمام البالغ بأمر القلب، فهو ميزان الخير والشر ، والحسن والقبح، والجميل والمشوّه، فالعمل الصالح إن كان خالصاً لوجه الله سبحانه، كان خيراً وموجباً للثواب، وإن كان مشوباً بالأغراض الشيطانية، كالرياء السمعة، وحب الاستعلاء، والشهرة والأنانية وجلب المادة، وما أشبه كان باطلاً وموجباً للعقاب، أرأيت لو علم الناس بأن أكبر العلماء إنما تعّلم وعلّم وألف لغير الله.. ولو علموا بأن أعظم الزهاد إنما تعبد وصلّى وصام لأجل دنيا أو جاه أو ما أشبه، سقط ذلك العالم والزاهد عن أعينهم ولم تكن لهما قيمة في نفوسهم؟.

ولهذا السبب أكد الإسلام تأكيداً بالغاً على تصفية النيّة والإخلاص في العمل، قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):(إنما الأعمال بالنيّات، ولكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه). جامع السعادات ج3 ص112.

- ما هي نظرة الشرع إلى النيّة المجردة من دون العمل من حيث علاقتها بصاحبها؟

- إذا نظرنا إلى النيّة من حيث علاقتها بصاحبها، كان لها شأن ووزن، وإن ظلت سجينة في النفس، لأن نيّة الخير تنبئ عن طيب القلب وشرف النفس وكمال الذات، ونيّة السوء والشر تدل على خبث السريرة ومرض القلب ونقص في الذات والصفات.

والأول أهل للأحسان والإكرام لأنه يستشعر منه الخير ويرجى منه الصلاح، على عكس الثاني الذي لا يرجى خيره، ولا يؤمن من شره، وهو بذلك يستحق الذم والعقاب بحكم العقل والعقلاء.

وقد أكد الإسلام على نيّة الخير وإن لم تصل إلى مرحلة العمل، فقد جاء في سفينة البحار:(من أحب قوماً حشر معهم، ومن أحب عمل قوم شاركهم فيه).

 

 

 

موقع يا زهراء سلام الله عليها لكل محبي الزهراء سلام الله عليها فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومساهماتكم وترشيحكم كي يعلو اسمها سلام الله عليها ونعلو معه