موقع يازهراء سلام الله عليها                          www.yazahra.org

   البكاء

- هل البكاء محبب في الشريعة الإسلامية، وما هي أسبابه؟ما هي فوائد البكاء؟

- هل من الحكمة والصفات الكريمة أنفة الرجل عن ذرف الدموع إذا هاج به الحزن؟

- ما هو فضل وثواب البكاء على الإمام الحسين الشهيد(عليه السلام)؟

 

 البكاء طبيعة بشرية، وصفة إنسانية، وحالة تظهر على الإنسان لتعبر عن الحزن الذي يكتنف صدره نتيجة أسباب مادية ومعنوية.

وطبيعة البكاء مباحة في الشريعة الإسلامية، وقد تكون مستحبة كالبكاء لخوف الله عز وجل أو لمصاب أهل البيت(عليهم السلام)، ولكن ان تستكشف محبويتها من بعض الآيات القرآنية. قال تعالى:(ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً) وقال تعالى:(إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خرّوا سجداً وبكيّاً).

وهناك روايات عديدة تحث على البكاء من خشية الله سبحانه، وكذلك البكاء على مصيبة الإمام الحسين(عليه السلام) مواساة لرسول الله(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الطاهرين(عليهم السلام).

1- للبكاء فوائد طبية ونفسية فانه يحل العقد النفسية قبل أن تترسب في النفوس وتتحول إلى أحقاد وتصرفات خارجية لا تحمد عقباها.

2- ينير القلب، ويعصم عن معاودة الذنب، ويقوي الخشوع عند الإنسان.

3- البكاء من خشية الله سبحانه أمان من الفزع الأكبر.

4- البكاء من خشية الله سبحانه أمان من الفزع الأكبر.

5- البكاء دواء للجسد وشفاء للقلب ومظهر لرقة القلوب، قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):(من علامات الشقاء جمود العين وقسوة القلب).

ليس من الحكمة ذلك، ولذا كان الأنبياء والأئمة(عليهم السلام)- الذي هم المثل الأعلى للإنسان الفاضل- لا يمنعون أنفسهم من البكاء في موارده، فالنبي آدم(عليه السلام) بكى لطرده من الجنة حتى صنع الدمع مسيلين في خديه، والنبي يعقوب (عليه السلام) بكى على فراق ابنه يوسف حتى ابيضت عيناه، والنبي يوسف(عليه السلام) بكى على أبيه يعقوب في السجن حتى ضاق به السجناء الذين كانوا معه، والنبي الأعظم محمد(صلى الله عليه وآله) بكى على ولده إبراهيم، وفاطمة الزهراء(عليها السلام) بكت على أبيها رسول الله(صلى الله عليه وآله) حتى ماتت بغصتها ومن جراء ما ورد عليها من المصائب مثل كسر الضلع وسقط الجنين، والإمام السجاد(عليه السلام) بكى على أبيه الإمام الحسين(عليه السلام) بقية حياته حتى التحق بالرفيق الأعلى.

هناك أخبار كثيرة تدل على أن الله تعالى لم يبعث على وجه الأرض نبياً ووصياً إلا ذكّره بمصاب الإمام الحسين(عليه السلام) فبكى عليه قبل استشهاده، وأن رسول الله(صلى الله عليه وآله) وفاطمة الزهراء (عليها السلام) وجميع الأئمة(عليهم السلام) بكوا على الإمام الحسين(عليه السلام) بكاءً شديداً وقد قال الإمام الرضا(عليه السلام):(إن يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء)، وقال الإمام المنتظر(عجل الله فرجه الشريف) في زيارة الناحية:(.. فلأندبنّك صباحاً ومساءً، ولأبكين عليك بدل الدموع دماً).

أما الأخبار الصادرة في فضل البكاء على الإمام الحسين(عليه السلام) فهي كثيرة منها: عن الإمام الصادق(عليه السلام):(إن البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع، ما خلا البكاء والحزن على الإمام الحسين(عليه السلام) فانه فيه مأجور).

وعن الإمام الرضا(عليه السلام):(من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا، كان معنا في درجتنا يوم القيامة، ومن ذكّر بمصابنا فبكى وأبكى، لم تبك عينه يوم تبكى العيون، ومن جلس مجلساً يحيي فيه أمرنا، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب).

وعن الإمام الصادق(عليه السلام):(من ذكر الحسين(عليه السلام) عنده فخرج من عينه مقدار جناح ذبابة كان ثوابه على الله عز وجل ولم يرضَ له بدون الجنة).

 

 

 

موقع يا زهراء سلام الله عليها لكل محبي الزهراء سلام الله عليها فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومساهماتكم وترشيحكم كي يعلو اسمها سلام الله عليها ونعلو معه