القائمة الرئيسية
الصفحة الرئيسية الصفحة الرئيسية
القران الكريم القران الكريم
أهل البيت ع أهل البيت ع
المجالس    المحاضرات
المجالس   اللطــــميات
المجالس  الموالــــــيد
الفيديو   الفــــــيديو
الشعر القصائد الشعرية
مفاهيم اسلامية
اسال الفقـــيه
المقالات المقـــــالات
القصص الاسلامية قصص وعبر
القصص الاسلامية
الادعية الادعيةوالزيارات
المكتبة العامة المكتبة العامة
مكتبة الصور   مكتبة الصور
مفاتيح الجنان مفاتيح الجنان
نهج البلاغة   نهج البلاغة
الصحيفة السجادية الصحيفة السجادية
اوقات الصلاة   اوقات الصلاة
 من نحــــــن
سجل الزوار  سجل الزوار
اتصل بنا  اتصــــل بنا
  مواقع اسلامية
خدمات لزوار الموقع
ويفات منوعة ويفات منوعة
ويفات ملا باسم الكلابلائي ويفات ملا باسم
ويفات ملا جليل الكربلائي ويفات ملا جليل
فلاشات منوعة فلاشات مواليد
فلاشات منوعة فلاشات منوعة
فلاشات منوعة فلاشات احزان
ثيمات اسلامية ثيمات اسلامية
منسق الشعر
فنون اسلامية
مكارم الاخلاق
كتب قيمة
برامج لكل جهاز


قليل من وقتك رشحنا لافضل المواقع الشيعية ان احببت شكر لكم

 

امتحان عاشوراء؟!!

 

 

 

 

إضاءات من محاضرة لسماحة المرجع الديني السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله)

من محاضرة لسماحة المرجع الديني السيد صادق الحسيني الشيرازي

   في كل عام ينقضي (عاشوراء)، ويبقى شيئان، أحدهما الثواب الجزيل، والآخر العقاب الأليم، والأوّل هو الرحمة الإلهية الواسعة، والآخر: الغضب الإلهي الشديد. وهكذا كان يوم عاشوراء عام 61 للهجرة، فلقد تميّز الفريقان، واستحق أصحاب الإمام الحسين (ع) الثواب والرحمة، وحقّ على أعدائهم السخط والعقاب. أجل في مثل هذه الليلة انتهت أحداث عاشوراء الأولى في فصلها الذي سبق الأسر، وكانت النتيجة انقسام الناس فريقين، وكما قالت الأية الكريمة: "يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ". فهي وإن كانت مختصّة بالقيامة، ولكن القيامة تبدأ من هنا. لقد كان حبيب بن مظاهر الأسدي وشمر بن ذي الجوشن كلاهما من مدينة واحدة، وعاشا معاً سنوات طويلة، ولكن شتّان ما بين عاقبتيهما وما آل إليه أمر كل منهما في يوم عاشوراء. فهذا خُتمت حياته وهو في صفّ الإمام الحسين (ع) ومعسكره، وذاك انتهى به الأمر لأن يكون في زمرة أعدائه وقاتليه. وكان زهير بن القين رجلاً عثمانيّ الهوى، وكان وهب نصرانياً، في بداية أمرهما، ولكنهما بلغا في عاشوراء منزلة بحيث صارا ضمن من وقف – ويقف -  الملايين أمام قبورهم ويخاطبونهم بالقول: "بأبي أنتم وأمي". أي يفدونهم بالآباء والأمّهات، وفيهم العلماء والمحدّثون والمؤمنون فضلاً عن عامّة الناس. هذا في حين لم يحظ بهذا الشرف الرفيع أشخاص كانوا يعدّون من الشيعة مثل عبيد الله بن الحرّ الجعفي، الذي دعاه الإمام الحسين (ع) كما دعا زهيراً، ولكنه لم يلبّ دعوة الإمام ومال عنه، فخسر الدنيا والآخرة، ولا يُعلم الآن ما هو مصيره الأليم، وفي أيّ عذاب يقيم حتى أبد الآبدين؟! وفي كل سنة يحدث ما حدث بالأمس نفسه (أي في عام 61 هـ)، فهناك من خدم وضحَّى في طريق الإمام الحسين (ع) وبذل الجهد في سبيل إقامة شعائره التي هي من شعائر الله تعالى، وهناك من صنع المشاكل ووضع العراقيل في طريق هذه الشعائر، وآذى، واستهزأ بالمقيمين لها، فسقط في الفتنة، ولم يكن من المشمولين بدعاء الإمام الحسين (ع) في قنوته، والذي نقله النائب الخاص الثالث للإمام الحجة (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) إذ روي أنّ سيّد الشهداء (ع) كان يقول في قنوته: "وأعذ أولياءك من الافتتان بي". أي: ارحم يا إلهي الشيعة وأولياءك بأن تحفظهم من السقوط في الامتحان الصعب بسببي. وإنني لم أر في أيّ دعاء من أدعية المعصومين (ع) مثل هذا الدعاء.

   لقد سقط في حادثة عاشوراء ويسقط فيها كثيرون، حتى ممن كانوا يُعدّون من أتباع أهل البيت (ع)، ليس في عامها الأول فحسب، بل في كل عام، وفي هذا العام أيضاً، وفي الأعوام اللاحقة، حتى قيام الساعة. وأوّل طائفة سقطت في قصة عاشوراء هم أكثر من ألف شخص دخلوا مع سيد الشهداء (ع) إلى كربلاء، وكانوا ممن يصلّون خلف الإمام ويقبّلون يديه ويسألونه عن مسائلهم الشرعية، فكانوا على استقامة في الاعتقاد بالإمام الحسين (ع) إلى ليلة عاشوراء، إلا أنهم سقطوا في تلك الليلة بخذلانهم الإمام الحسين (ع) وتفرّقهم عنه، لأنهم لم يعاذوا من هذا الافتتان، فأخذوا ينفرطون من حوله جماعات جماعات. ولكن نجح في هذا الامتحان الصعب القليل من أتباع أهل البيت (ع)، وهم القلّة الباقية مع الإمام (ع)، إذ أعاذهم الله من الافتتان به. والاستعاذة من هذا الافتتان بحاجة إلى شيئين، الأول: الدعاء، والثاني: العمل. فقد قال الله تعالى: "قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ". وقال عزّ من قائل: "وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلا مَا سَعَى". ما يعني أن الأمرين مطلوبان معاً. صحيح أنّ الإمام الحسين (ع) دعا لنا، ولكن يجب علينا أيضاً أن نهتمّ بذلك، وأن ندَعَ إثارة المشاكل والأثرات، ذلك أنّ الشعائر الحسينية شعائر إلهية، والتخصّص في إعطاء الرأي في مفرداتها للمراجع، الذين ينبغي سؤالهم، فحذار أن يحكم أحد بغير ما أنزل الله فيها فيسقط ـ لا سمح الله ـ. وإن عاشوراء فيصل وممتحن للناس يُمتحنون به، سرعان ما ينتهي بسببه الإنسان إلى الجنة والسعادة أو إلى النار والشقاء.فلنجنّب أنفسنا وأهلينا وإخواننا في النسب ومن أهل الإيمان من السقوط في هذا الامتحان، وذلك بالنصيحة لهم، وكما يقول القرآن الكريم: "بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ".

*    من المؤسف جداً أنْ يسقط في هذا الامتحان (الانتماء الى عاشوراء) بعض من هو في العقيدة من أتباع أهل البيت (ع). وقد جاءني قبل أيام شخص يعتقد أنه من أتباع أهل البيت، وكان يشكك بواحدة من شعائر الإمام الحسين (ع)، فسألته عن سبب تشكيكه فقال: "لإشكالين، الأول: أنّ هذه الشعيرة لم تكن موجودة في زمن النبي (ص) والأئمة المعصومين (ع). والثاني: أن بعض من يمارس هذه الشعيرة قد يرتكب بعض المحرّمات أو يتخلّف عن بعض الواجبات". أما عن الإشكال الأول فقلت له: إن هذا من كلمات الوهّابية، فلا ينبغي لكم ترديده. والوهّابية لا يرجعون إلى سند قوي، أما نحن فنستند في عقائدنا وفي فقهنا إلى مدرسة أهل البيت (ع) الذين لا يقاس بهم من الناس أحد. ثم إنني أسأل من يعترض على هذه الشعائر بدعوى عدم وجودها في زمن النبي (ص): ماذا يقول في قباب الأئمة، والحسينيات، والكتب الحديثية، والمدارس الدينية والمراجع و... فهذه كلّها لم تكن في زمان النبي ولا زمان الأئمة (ع)، مع أنّ سخف القول ببطلانها من الواضحات. ويجاب عن هذا الإشكال بجوابين فقهيين: الأول: أنّ هذه الشعائر داخلة تحت العمومات، وهي تشمل الجميع. فكما إنها تشمل قبّة الإمام الحسين (ع) وضريحه ولم تكن في زمن الأئمة (ع)، فكذلك تشمل الشعائر كلّها. الثاني: إن هذه الشعائر من مقدّمات وجود الواجب، ومقدّمات وجود الوجوب ـ كما هو معلوم ـ واجبة، عينية كانت أو كفائية، وإنّ علماء الشيعة من الشيخ المفيد وحتى زمننا الحاضر بحثوا هذه المسائل بتحقيق وعمق وبسط. إذن فهذا الإشكال غير وارد، وهو كلام الذين لم يقرؤوا القرآن أو قرأوه ولم يفهموه، أو لم يقرؤوا الحديث أو قرؤوه ولم يعوه. أما الإشكال الثاني فجوابه: أنّ الشخص العادي ـ فضلاً عن المتفقّه ـ يدرك أنّ وقوع الحرام أو التخلّف عن الطاعة في مكان أو مقام لا يعني عدم مشروعية ذلك المكان أو المقام، وإنما تنحصر الحرمة في الفعل نفسه. فلو أنّ إنساناً بات في مسجد مثلاً من طلوع الفجر حتى طلوع الشمس، وبسبب تساهله فاتته الصلاة، فهل يؤمر بغلق هذا المسجد أم يجب هداية ذلك الإنسان بالحكمة والموعظة الحسنة؟ إنّ ما أود أن أنبّه إليه في المقام أن على المؤمنين التورّع عن إبداء الرأي في أحكام الله تعالى، وأن عليهم التقيّد بالرجوع إلى من لهم الحق في الإفتاء وبيان أحكام الله تعالى، لأنّ أحكام الله سبحانه وتعالى مهمة جداً وعظيمة عنده، ولا تنال بسهولة من كل أحد، بل يبذل الفقهاء الجهد لسنوات من أجل الوصول إليها، ورُبّ مسألة واحدة يستغرق البحث فيها أسابيع قبل أن يتوصّل الفقيه في نهاية الأمر إلى فتوى فيها، وقد لا يتوصّل.

*    لم يبلغنا من قضايا عاشوراء إلا القليل، فلقد أحرق الأعداء كتب الشيعة، فضاع الكثير مما يتعلق بعاشوراء وغيره. ومن المعلوم أنّ الإمام الحسين (ع) خرج من مكة المكرمة في الثامن ذي الحجة، ووصل كربلاء في الثاني من محرم، أي استغرقت مسيرته (24) يوماً، وكان يرافقه في هذه المدة ألف ومائة شخص حتى ورد كربلاء. فكم مسألة سألوا الإمام (ع) خلال هذه المدة؟ أين صارت؟ وأين خطبه (ع)؟ ثم إننا نعلم أن قول المعصوم وفعله وتقريره حجّة، فكم من قول وفعل وتقرير صدر عن الإمام (ع) خلال هذه المدّة مقابل أكثر من ألف إنسان؟ إنه لم يبلغنا حتى واحد بالمائة منها. وقالوا: إنّ السيد المرتضى كان عنده (80) ألف كتاب انتقلت بعد وفاته للشيخ الطوسي (رحمه الله)، وقد أحرقت مكتبة الطوسي في بغداد. كما نسمع أن فلاناً الرواي نقل (30) ألف رواية مثلاً عن الإمام، مع أنه لم يصلنا منها ألف رواية، وأن فلاناً نقل مئة رواية، لكنا لم نسمع منها حتى عشر روايات، فأين ذهبت الروايات الباقية؟! إن التشكيك بقضايا وشعائر الإمام الحسين (ع) ليس لعباً في نار الدنيا فقط وإنما هو يفسد آخرة الإنسان أيضاً. ومن جهة أخرى: إن من المستحبات الدعاء للقائمين بالشعائر الحسينية بأن يوفّقهم الله تعالى، ويعينهم، ويلهمهم الصبر وزيادة التحمل في هذا الطريق. وهذا المستحب مأخوذ من الرواية المتواترة و(وعلى الأقل بالتواتر الإجمالي) والمنقولة عن الإمام الصادق (ع) أنّه دعا حال السجود لزوّار قبر الإمام أبي عبد الله الحسين (ع) وأولئك الذين يبذلون جهداً في عزائه فقال: "فارحم تلك الوجوه التي غيّرتها الشمس، وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا". ويقول العلماء في أمثال ذلك: "إن المورد ليس مخصصاً، فالعبرة بإطلاق الوارد لا بخصوص المورد". ومن الشعائر في هذه الأيام أن بعض الموالين يأتون بأطفالهم الرضع تشبيهاً برضيع الإمام الحسين (ع)، فيحملونه على الأكفّ ليشتدّ بكاء الناس، ولا شك أن لهم بذلك أجراً إن كان في مقام تعظيم شعائر أبي عبد الله (ع)، ولقد روي أن الإمام الصادق (ع) كان جالساً يستمع لمرثية شاعر في مصاب الإمام الحسين (ع)، وكانت النسوة خلف ستار يستمعن أيضاً، فجيء بطفل من وراء الستار فوضع في حجر الإمام (ع)، فلما رآه الإمام اشتد بكاؤه. هذا مع أنه كانت قد مرت على حادثة عاشوراء ومقتل الطفل الرضيع عقود من الزمن، ولكنها كانت مؤثّرة جدّاً. لقد تألم الأئمة من كل ما جرى على الإمام الحسين (ع) يوم عاشوراء، وتأثروا عميقاً ودائماً من كل واحدة من المصائب، من قتل علي الأكبر والعباس والقاسم والأصحاب، ولكن مصيبة الرضيع كانت مصيبة مقرحة. لقد كان موقف الإمام الحسين (ع) يوم عاشوراء عند مقتل الرضيع موقف المتأمل ما يصنع بطفله الرضيع بعد أن ذبحوه، أيرجعه إلى أمه أم يدفنه أولاً ثم يخبرها بمقتله؟ إنه كان قد ذهب ليطلب له الماء، فماذا يصنع وما سيقول لأمه، وقد عاد به قتيلاً؟! ولئن كان الإمام معصوماً فإن أمه ليست معصومة. واختار (ع) أن يدفنه، ولم يذهب به مذبوحاً إلى الخيام، وإن كان الأمران كل واحد منهما صعب وفي منتهى الألم. إن هذه المصائب كان من شأنها أن تذيب الحديد، ولكن الإمام (ع) كان معصوماً، والمعصوم وإنْ كان أرقّ الناس عاطفة، ولكنه أيضاً أكملهم عقلاً، ويسير عقله بأمر الله تعالى. أما الحوراء زينب (ع) فكادت أن تذوب أيضاً لولا أن الإمام (ع) وضع يده المباركة على صدرها، ودعا لها فألهمها الله الصبر.

   من الحوادث التي يمكن الاستشهاد بها في مقام التأمل في عظمة ما جرى في عاشوراء حادثة خروج النبي (ص) من مكة ليلاً بعدما أراد قومه أن يقتلوه في قصة المبيت المشهورة، كان (ص) يعلم أنه سيعود ظافراً، وسيحكم مكة، ولكنه عندما خرج من مكة في تلك الليلة تلفت إليها، وبكى، لأنها كانت مسقط رأسه، وفيها بيته وبيت أبيه وأمه وتاريخ أجداده ابراهيم وإسماعيل وعبد المطلب. وروي عن النبي والأئمة (ع) أنه من أجل ذلك "أي بسبب بكاء النبي (ص)" غضب الله على مكة، وهي البقعة الوحيدة في العالم التي تضم بيته سبحانه، فكرَّه المبيت فيها، فصار من المندوب لمن يذهب للحج أن يبيت خارجها ليلاً، ثم يعود إليها نهاراً، ولقد عمل بهذا الحكم الشرعي النبي (ص) والإمام أمير المؤمنين (ع) مع أن المواصلات لم تكن يوم ذاك ميسّرة كما في أيامنا هذه. وهكذا ما روي عن قصة صالح وما جرى على ثمود الذين عقروا الناقة، يقول الله تعالى: "فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا". وهذه الفاء في "فدمدم" هي فاء الترتيب الاتصالي، كما قال العلماء، فان الله تعالى لم يمهلهم، بل قتلهم في مساء اليوم نفسه الذي عقروا فيه الناقة. وحيث إن الملائكة يعلمون بهذه الأمور، ورأوا أن ما يجري في عاشوراء هو أعظم منها (أي من عقر الناقة) بكثير، لذلك توجهوا إلى الله يطلبون منه أن يحولوا دون وقوعها، ولكن الإمام الحسين (ع) كان قد اختار ما اختاره الله تعالى له، فواصل طريق الشهادة حتى نهايته، ليكون دمه ضمانة لحفظ الإسلام من الانحراف.

 

 

موقع يا زهراء سلام الله عليها لكل محبي الزهراء سلام الله عليها فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومساهماتكم وترشيحكم كي يعلو اسمها سلام الله عليها ونعلو معه