الصفحة الرئيسية الصفحة الرئيسية
القران الكريم القران الكريم
أهل البيت ع أهل البيت ع
المجالس    المحاضرات
المجالس   اللطــــميات
المجالس  الموالــــــيد
الفيديو   الفــــــيديو
الشعر القصائد الشعرية
مفاهيم اسلامية
اسال الفقـــيه
المقالات المقـــــالات
القصص الاسلامية قصص وعبر
القصص الاسلامية
الادعية الأدعية والزيارات
المكتبة العامة المكتبة العامة
مكتبة الصور   مكتبة الصور
مفاتيح الجنان مفاتيح الجنان
نهج البلاغة   نهج البلاغة
الصحيفة السجادية الصحيفة السجادية
اوقات الصلاة   اوقات الصلاة
 من نحــــــن
سجل الزوار  سجل الزوار
اتصل بنا  اتصــــل بنا
مواقع اسلامية
ويفات منوعة ويفات منوعة
ويفات ملا باسم الكلابلائي ويفات ملا باسم
ويفات ملا جليل الكربلائي ويفات ملا جليل
فلاشات منوعة فلاشات مواليد
فلاشات منوعة فلاشات منوعة
فلاشات منوعة فلاشات احزان
ثيمات اسلامية ثيمات اسلامية
منسق الشعر
فنون اسلامية
مكارم الاخلاق
كتب قيمة
برامج لكل جهاز

المرجع الشيرازي: المرأة راعية ومسؤولة


قليل من وقتك رشحنا لافضل المواقع الشيعية ان احببت شكر لكم

قام جمع من الأخوات الناشطات في المجال الديني والثقافي والإرشادي بزيارة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، في بيته المكرّم بمدينة قم المقدسة، يوم أمس الجمعة الموافق للسادس عشر من شهر رمضان المبارك 1431للهجرة، واستمعن إلى توجيهات سماحته القيّمة التي استهلها بالحديث النبوي الشريف: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»(1)، وقال:
إن هذا الحديث الشريف ينطبق على الجميع، أي رجالاًَ ونساء. فالمرأة والرجل، مهما كان مستواهما، وفي أي ظرف زماني ومكاني كانا، هما مسؤولين.
وأوضح سماحته: إن المسؤولية أكبر من الوظيفة. فعندما يكون الإنسان موظّفاً في إنجاز عمل ما فهنا يقال له بأنه صاحب وظيفة أو عليه وظيفة، أما المسؤولية فهي أكبر وأوسع، وهي المسؤولية المجعولة من قبل الله تعالى ومن قبل رسوله صلى الله عليه وآله. وهي مسؤولية إذا صمم الإنسان على أدائها فسيوفّق، وإذا لم يصمم يعني إنه سوف لم يؤدّيها، وستواجهه مشاكل ومصاعب وآلام كثيرة في دنياه وفي آخرته.
وقال سماحته مشيراً إلى جوانب من سيرة النساء المؤمنات اللاتي أدّين مسؤوليتهن ووفّقن في ذلك فقال: كانت في زمن النبي صلى الله عليه وآله امرأة تدعى نسيبة، وهي امرأة مؤمنة آمنت بالنبي صلى الله عليه وآله في مكّة، وكانت تسعف المسلمين المجروحين في الحروب التي فرضت على رسول الله من قبل المشركين والكفّار، وذكر التاريخ أنه بعد أن انهزم المسلمون في معركة أحد: «لم يبق مع رسول الله إلاّ أبو دجانة سماك بن خرشة وأمير المؤمنين صلوات الله عليه، وكلما حملت طائفة على رسول الله صلى الله عليه وآله استقبلهم أمير المؤمنين صلوات الله عليه فيدفعهم عن رسول الله ويقتلهم حتى انقطع سيفه، وبقيت مع رسول الله صلى الله عليه وآله نسيبة بنت كعب المازنية وكانت تخرج مع رسول الله صلى الله عليه في غزواته تداوي الجرحى وكان ابنها معها، فأراد أن ينهزم ويتراجع فحملت عليه فقالت: يابُنيّ إلى أين تفرّ؟ عن الله وعن رسوله؟ فردّته، فحمل عليه رجل فقتله، فأخذت سيف ابنها فحملت على الرجل فضربته على فخذه فقتلته، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: بارك الله عليك يانسيبة»(2).
إن ما عملته نسيبة مع ولدها كان أداء للمسؤلية. فعلى الأمهات أن يحافظن على أولادهن من الضياع والإنحراف وعليهن أن يهتمن بأولادهن ويكونّن لهم من الناصحات دوماً.
وأضاف سماحته: ومن المؤمنات اللاتي قمن بالعمل وفق مسؤوليتهن هي زوجة زهير بن القين عليه السلام أحد أصحاب الإمام الحسين صلوات الله عليه. فقد ذكر التاريخ عن موقفها المشرّف بأنه: حدّث جماعة من فزارة ومن بجيلة قالوا: كنّا مع زهير بن القين البجلي حين أقبلنا من مكّة، فكّنا نساير الحسين سلام الله عليه، فلم يكن شي‏ء أبغض إلينا من أن ننازله في منزل، فإذا سار الحسين سلام الله عليه ونزل منزلاً لم نجد بُدّاً من أن ننازله، فنزل الحسين سلام الله عليه في جانب ونزلنا في جانب، فبينا نحن جلوس نتغذّى من طعام لنا إذ أقبل رسول الحسين سلام الله عليه حتى سلّم، ثم دخل فقال: يازهير بن القين إن أبا عبد الله الحسين بعثني إليك لتأتيه. فطرح كل إنسان منّا ما في يده حتى كأن على رؤوسنا الطير، فقالت له امرأته: سبحان الله أيبعث إليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه، لو أتيته فسمعت من كلامه. ثم انصرفت، فأتاه زهير بن القين، فما لبث أن جاء مستبشراً قد أشرق وجهه(3)... فصار زهيز من أصحاب الإمام الحسين سلام الله عليه واستشهد في كربلاء ونال زهير مقاماً رفيعاً لا نظير له، ومن مقامات زهير أنه يسلّم عليه المؤمنون والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها كل يوم.
إن ما صدر من زوجة زهير بن القين كان هو الإحساس بالمسؤولية وأداء للمسؤولية، وهذا الأمر يتأتى من كل امرأة، أي كل امرأة تستطيع أن تقوم بأداء مسؤوليتها. فالزوجة مسؤولة تجاه زوجها بأن تحافظ عليه من الإنحراف، وأن تحثّه على العمل الحسن والصالح.
وأضاف سماحته: ومن النساء المؤمنات اللاتي ضربن أروع الأمثلة في جانب العمل بالمسؤولية هي اُمّ وهب وأمّ الأُسود. فأم وهب حثّت ولدها وشجعته على أن يقاتل بين يدي الإمام الحسين صلوات الله عليه في كربلاء، فقاتل بين يدي الإمام وقتل جمع من القوم، «ثم استؤسر فأتي به عمر بن سعد فأمر بضرب عنقه، فضربت عنقه ورمي به إلى معسكر الإمام الحسين صلوات الله عليه وأخذت اُمّه سيفه وبرزت، فقال لها الإمام الحسين صلوات الله عليه: يا أم وهب اجلسي فقد وضع الله الجهاد عن النساء، إنك وابنك مع جدّي محمد صلى الله عليه وآله في الجنة»(4).
أما اُم الأُسود فكانت نصرانية، ثم اهتدت إلى نور أهل البيت صلوات الله عليهم، وحافظت على إخوانها من الإنحراف وكانوا عشرة، فعملت على هدايتهم إلى نور أهل البيت صلوات الله عليهم، فاهتدوا وصاروا من ثقاة أصحاب أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم، ومنهم زرارة بن أعين.
وشدّد سماحة المرجع الشيرازي قائلاً: إن المرأة عالم مملؤاً بالنشاط والطاقة والقوّة، سواء كانت فتاة أو شابة أو زوجة أو أمّاً، وهي كالرجل تنعم بنعمة العقل ولها إدراك وفهم وشعور، فعليها أن تشعر بمسؤوليتها تجاه جميع من حولها ومن تعيش معهم، من أب وأمّ وزوج وأولاد وأخوات وإخوة وأرحام وأقارب وزميلات وصديقات، بأن تقوم بأداء المسؤولية تجاههم بالقول وبالعمل.
وقال سماحته: إن مسؤولية المرأة هي أن تكون مؤثّرة وإيجابية في هداية الآخرين ونجاتهم من الإنحراف والسوء، وأن تتحلّى بالأخلاق الحسنة، وأن تصبر على المشاكل وتتحمّل المصاعب. ولتحاول أن يكون دورها في أداء المسؤولة دوراً مؤثّراً أي أن تحصّل على النتيجة الإيجابية وأن لا تكتفي بأداء الواجب فقط. فمثلاً إذا كان زوجها سيئ الخُلُق فعليها أن تؤدّي مسؤوليتها تجاهه بأن تسعى إلى هدايته وإصلاحه بأن يغير خلقه نحو الأحسن، وأن تصبر على الأذى وتتحمّل المشاكل وإن طال ذلك إلى عشر سنين أو أكثر. نعم، إن أدّت الزوجة مسؤوليتها وبذلت جهوداً كثيرة في أن تصلح خُلُق زوجها مثلاً وطال ذلك، وبالنتيجة لم يهتدي زوجها ولم يتغيّر، فلا ضير في ذلك لأنها أدّت المسؤولية، وسيكون لها عند الله تعالى أجر من أدّى المسؤولية. فزوجة زهير بن القين أدّت مسؤوليتها وحصّلت على نتيجة إيجابية، وزوجة فرعون أدّت مسؤوليتها أيضاً ولكن زوجها وهو الطاغية فرعون لم يهتدي.
إن زوجة فرعون أدّت المسؤولية حقّ الأداء، وكانت مؤمنة صالحة، حيث جعلها القرآن الكريم قدوة وأسوة للنساء وللرجال أيضاً، حيث قال عزّ من قائل: «وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ»(5).
وأكّد دام ظله: في هذه الأيام الباقية من شهر رمضان المبارك على المؤمنات أن لا يغفلنّ عن أن يصمّمن على الإحساس بالمسؤولية وأدائها إلى آخر لحظة من حياتهنّ، فمن يصمّم على ذلك في هذا الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك فسينال البركات الكثيرة، ومن يؤدّي المسؤولية يسعد في حياته في الدنيا والآخرة.


1) جامع الأخبار/ الفصل الخامس والسبعون في العدل/ ص119.
2) بحار الأنوار/ ج20/ باب 12 غزوة أحد وغزوة حمراء الأسد/ ص52.
3) الإرشاد/ للمفيد/ ص72.
4) بحار الأنوار/ ج44/ باب 37 ما جرى عليه بعد بيعة الناس/ ص320.
5) سورة التحريم/ الآية11.