موقع يازهراء سلام الله عليها
القائمة الرئيسية
الصفحة الرئيسية الصفحة الرئيسية
القران الكريم القران الكريم
أهل البيت ع أهل البيت ع
المجالس    المحاضرات
المجالس   اللطــــميات
المجالس  الموالــــــيد
الفيديو   الفــــــيديو
الشعر القصائد الشعرية
مفاهيم اسلامية
اسال الفقـــيه
المقالات المقـــــالات
القصص الاسلامية
الادعية الادعيةوالزيارات
المكتبة العامة المكتبة العامة
مكتبة الصور   مكتبة الصور
مفاتيح الجنان مفاتيح الجنان
نهج البلاغة   نهج البلاغة
الصحيفة السجادية الصحيفة السجادية
اوقات الصلاة   اوقات الصلاة
 من نحــــــن
سجل الزوار  سجل الزوار
اتصل بنا  اتصــــل بنا
  مواقع اسلامية
خدمات لزوار الموقع
ويفات منوعة ويفات منوعة
ويفات ملا باسم الكلابلائي ويفات ملا باسم
ويفات ملا جليل الكربلائي ويفات ملا جليل
فلاشات منوعة فلاشات مواليد
فلاشات منوعة فلاشات منوعة
فلاشات منوعة فلاشات احزان
ثيمات اسلامية ثيمات اسلامية
منسق الشعر
فنون اسلامية
مكارم الاخلاق
كتب قيمة
برامج لكل جهاز

 


من محاضرة سماحة المرجع الديني السيد صادق الحسيني الشيرازي الـ"أنا" وامتهان الذات !!


 

 يتناسب حظ الإنسان في الوصول إلى غاياته مع ما يبذله من جهد غالباً, فالساعي وراء المال يحصل على كمّية مضاعفة لو ضاعف من ساعات عمله، وهكذا الحال في الأمور المعنوية، فإن من يتعب نفسه أكثر في سبيل العلم والمعرفة فإن نصيبه يكون أكبر في ذلك السبيل, غير أن المائز بينهما أن الأمور المعنوية يعتبر الكيف فيها أهم من الكم, فلو أراد شخص مثلاً أن يكون محبوباً لدى شخص آخر، وصار يطيل الجلوس عنده, طمعاً في لفت انتباهه ليقربه إليه، فإنه ربما يواجه برد فعل معاكس من قبل ذلك الشخص, وقد يثير بذلك أو ببعض تصرفاته نفوره منه, فيزداد بذلك بعداً عنه, فلو أنه جلس مدة أقصر، لكان أفضل, وهذا يعني أن الأمور المعنوية يكون المقياس الأهم فيها هو الكيفية لا التعب والكم.. ولا شك أن على طلاب العلوم الدينية أن يجدوا, ويجتهدوا, ويتعبوا أنفسهم, ويفرغوا طاقاتهم في سبيل العلم، حتى قيل: "إن لسان حال العلم لطالب العلم هو:أعطني كلك أُعطك بعضي".. ولكن حيث إن المطلوب هو العلم النافع - وهو العلم الذي ينتفع منه طالبه كما ينتفع منه غيره، في الدنيا والآخرة - لذا كان لا يقاس بالتعب وكثرة التعليم, وإن كانا مطلوبين فيه أيضاً.. لكن كما إن على طالب العلم أن يتعب نفسه قدر الإمكان في سبيل الدراسة والعلم، ولا يكون كسولاً أو خاملاً بل يعبئ كل طاقاته، فإنه يجب عليه ـ مع ذلك ـ أن لا يغفل عما يعطي لهذه الأتعاب قيمتها، وهو أن ينظر الله إليه بعين رعايته، فمن دون هذه النظرة لا فائدة من كثرة التعلم. وليس المقصود ترك الدراسة، بل القصد أن الدراسة وحدها غير كافية, وإنما هي إحدى الأعمدة لرقي الإنسان وتقدمه، مادام يصحبها بمكارم الأخلاق وحسن الأدب.

 قد ينجح الإنسان في غش من لم يعرف نواياه وما يدور في ذهنه، ولكن هيهات أن يغش من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور, وإذا كنا نتعامل فيما بيننا حسب قناعتنا الشخصية, فلا نساوي بين من يخلص إلينا ومن يغشنا، فلماذا نعترض على الله (تعالى) أن يعاملنا كذلك؟! فمثلاً: لو أقسم لك شخص أني مخلص لك، ولكنك لم تكن مقتنعاً بصدقه, لما ترى من سلوكه أو ما تخبره من نواياه، أفتعامله معاملة من تعتقد إخلاصه؟ كلا، قد تتظاهر معه, وتجامله, وتعامله بالمثل، ولكنك في اللحظات المصيرية والمواقف الحساسة سوف تعامله حسب قناعتك، فإن كنت شاكاً به، فإنك لا تودعه أسرارك، ولو سألك عن السبب، فستحول مجرى الكلام، فالحقيقة هي أنك لا تثق به.. فإذا كانت هذه موازيننا في تعامل بعضنا مع بعض ونرى أنها حق، فلماذا نعترض على الله في الحق نفسه، فنتوقع أن يعاملنا معاملة المخلِصين ونحن لم نخلص له في نوايانا؟! ولا شك أنّ الله لا يساوي بين المخلص وغيره، فهل يستوي من يعمل وهدفه منافع دنيوية ـ أعم من أن تكون مالاً أو شهرة وسمعة أو شيئاً آخر ـ ومن يكون عمله خالصاً لله وحده، ولا يفكر في سواه؟

 قد يُسأل: إذا كان العلم نوراً فلماذا لا يقذفه الله في قلوب العباد كافة، مع أن الله (سبحانه وتعالى) لا ينقصه الفيض, ويداه مبسوطتان؟ إن أياً منا إذا أنفق، نقص منه شيء لا محالة، حتى لو أنه بذل نصف ساعة من الوقت في تدريس أو محاضرة فإن ذلك يعني نقصان نصف ساعة من عمره، وكذا لو أعطى مالاً مهما قل فإنه يعني نقصان أمواله بذلك المقدار، أما الله (سبحانه وتعالى) فلا ينقص من ملكه شيء مهما أعطى.. إذاً لماذا لا يقذف نور العلم في قلوب كل عباده؟ لأن "الناقد (أي الذي يتولى النقد) بصير". أي يميز بين المخلص وغيره، فيعطي من يخلص له ما لا يعطي غيره, فكيف نغفل عن هذه الحقائق ونتصور أننا نخلص عندما نتظاهر بأن أعمالنا لله، مع أننا نخدع أنفسنا في الواقع ولم نعمل لله؟! إن للفقه والأصول والنحو والصرف والبلاغة والمنطق والفلسفة وغيرها من العلوم كتباً خاصة، أما الصدق مع الله فلا يدرَّس في الكتب، وإنما يتلخص في شيء واحد، وهو التخلص من عقدة الـ "أنا" وهذا أمر لا يخلو من صعوبة, ولكنه في الوقت نفسه ممكن تطبيقه، ولا يعني ذلك أن تذل نفسك عند هذا أو ذاك، بل المطلوب أن تُشعر قلبك أنك محتاج إلى الله دوماً, وأن الآخرين غير قادرين على أن ينفعوك بشيء لم يُرده الله، ولا أن يضروك إلا بإذن الله، فتقطع أمَلك عمّا سوى الله، وبعدها لا تعود تفكر في نيل الحظوة عند الناس، وأن تحذر الشيطان دوماً, فإنك قد تريد الخلاص من هاوية فيرديك في هاوية أخرى، فمثلاً تريد أن تتواضع وتتخلى عن الكبر فإذا به يوقعك في الذل والهوان. إذاً، ليس المقصود من التخلي عن "الأنا" امتهان الذات، بل المقصود أن يكون العمل لله وحده. فلو أصبح مدرساً أو خطيباً أو إمام جماعة في يوم من الأيام، فعليه أن يضع "الأنا" جانباً وبقناعة، لا أن يتظاهر بذلك وقلبه ممتلئ تكبراً وحباً للظهور.

 إن نكران الذات والإخلاص لله تعالى هو الانتباه لتضخم الأنا واندفاعها غير المحدود وغير المنضبط، فإن ذلك العالم رفض أن يؤم المصلين الذين كانوا بانتظاره لمجرد أن خاطراً شيطانياً خطر إلى ذهنه، فحاربه لأنه كان يدرك أن هذا هو الذي يهدم كلَّ ما بناه.. ومن هنا نفهم قول الإمام السجاد (ع): "إنّ العلم إذا لم يعمل به لم يزدد صاحبه من الله إلاّ بعداً". فإن كان العلم موجوداً ـ وهو نتيجة أتعاب خمسين سنة أو أكثر ـ ولكنه كان من دون عمل فإنه سيكون وبالاً على صاحبه. ولا نعني بالعمل أداء المستحبات ـ فضلاً عن الواجبات ـ كصلاة الليل وزيارة المعصوم وإن كانت مطلوبة أيضاً، وإنما المقصود اتخاذ الموقف الصحيح المستند إلى العلم، كما في المثال المذكور آنفاً، وإلاّ لو خُلينا والفهم السطحي للحديث فإن ذلك العالم كان تاركاً للعمل المستحب وهو إمامة الجماعة، ولكن الحقيقة أنه كان يعرف أن في عدم الذهاب محاربة لنفسه وعدم استجابة لخواطرها الشيطانية، وهذا هو المقصود بالعمل في قول الإمام السجاد (ع).. فليكن الإنسان الحكم على نفسه ـ وكلّ إنسان على نفسه بصيرة ـ, وليفكر بعقله, ويستنبط الموقف الصحيح, ويحاول أن يُطبقه على نفسه، على قدر تشخيصه ووسعه "لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إلاَّ مَا آتَاهَا".  فإنّ الله لا يريد منكم إلاّ المقدار الذي تتوصّلون إليه, وإنّما المهمّ أن يطبّق الإنسان على نفسه متحرّياً الإخلاص في كلّ حال, وأن لا يكون همّه الناس وما سوى الله، وأن يَعلم بعد ذلك "أنّ الله يغفر للجاهل سبعين ذنباً قبل أن يغفر للعالِم ذنباً واحداً". وليس المقصود بالعالِم أن يكون مرجعاً للتقليد بل كلٌّ مشمول بهذا الحديث على قدره!!

--------------------------

* يتناسب حظ الإنسان في الوصول إلى غاياته مع ما يبذله من جهد غالباً!

* لماذا نعترض على الله في الحق نفسه، فنتوقع أن يعاملنا معاملة المخلِصين ونحن لم نخلص له في نوايانا؟!

* ليس المقصود من التخلي عن الـ "أنـــا" امتهان الذات، بل المقصود أن يكون العمل لله وحده!

* ليكن الإنسان الحكم على نفسه, وليفكر بعقله, ويستنبط الموقف الصحيح ويحاول أن يُطبقه على نفسه، وعلى قدر تشخيصه ووسعه !!


موقع يا زهراء سلام الله عليها لكل محبي الزهراء سلام الله عليها فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومساهماتكم وترشيحكم كي يعلو اسمها سلام الله عليها ونعلو معه