ألتعذيب وألتغييب ....للابتزاز السياسي

   أبراهيم ألجبوري

عانى العراقيين خلال الحقبه الصداميه المظلمه الويلات من محنة الاعتقالات العشوائيه وتغييب الابرياء لمجرد الشك او المخبر السري والانتماءالسياسي وكان من نتائج هذه السياسة الظالمه ان عانى العراقيين كثيرا وضحوا بابنائهم شهداء وقرابين من اجل الوقوف بوجه الطغمه البعثيه الكافره.                                                      

وبعد دخول الاحتلال الامريكي للبلاد وما رافق هذا الاحتلال من شعارات براقه حول الديمقراطيه والتعدديه وحرية التعبير وغيرها من الشعارات التي استبشرنا بها خيرا رغم معارضتنا للاحتلال ...هذه المعارضه التي بسببها واجه ابناء الخط الصدري نهجا ظالما ومخططا متواصلا من اجل الحد من الصعود المتنامي لهذا التيار هذا المخطط ظاهره فرض القانون وباطنه الضغط والابتزاز السياسي من اجل مكاسب فئويه وحزبيه ضيقه بعيدا عن مصلحة الشعب العراقي وبغض النظر عن الجوانب الشرعيه والاخلاقيه والانسانيه لهذه السياسة كونها لم تمارس من قبل الاحتلال فحسب بل وايضا من اجهزة الدوله المرتبطه بمراجعها الحزبيه وكان من اسوء ما انتجته هذه السياسه هو تغييب ابناء هذا الخط والمناصرين له وممارسة اقسى صنوف التعذيب النفسي والجسدي بحقهم وبحق عوائلهم من اجل تغيير النهج والاسلوب من قبل ابناء هذا التيار في التعاطي مع ملف الاحتلال الامريكي للعراق فيحين بقي نهج المقاومه بكل وسائلها المشروعه وخصوصا السلميه منها نهجا للتيار رغم كل الظغوطات والابتزاز اللامشروع الذي مارسته احزاب السلطه.                                                                                      

وكان من ثمرات المصالحه الوطنيه التي ترعاه الحكومه العفو العام الذي اخرج الالاف من الارهابيين والبعثيين الذين عاثوا في الارض فسادا ومارسوا مختلف صنوف الارهاب واستباحوا دماء العراقيين وتحفظوا وغيبوا الكثير من الابرياء معظمهم من ابناء التيار الصدري الذين لم تثبت ادانتهم .ونحن هنا لانريد ان ندافع عن المسيئين ومن يثبت عليه الجرم بحق ابناء الشعب العراقي بغض النظر عن الجهة والفئه التي نتسب اليها وانما نطالب باطلاق سراح المظلومين من الاسرى واالمعتقلين في سجون الاحتلال الامريكي والحكومه دون ذنب اقترفوه او جرم قاموا به ...الا انهم ابناء الصدر وحماة خطه ونهجه الشريف .                                                                     

والفضائح الاخيره لما يجري في المعتقلات والسجون  وخصوصا سجون الداخليه حيث يعشعش فيها البعثيين لهي اكبر دليل على ان هذا الملف غير خاضع لسلطة العدل والحق وانما خاضع لاجندات سياسيه وحزبيه ضيقه هدفها الحد من النفوذ المتنامي للتيار والضغط على ابناءه وقياداته من اجل ممارسة الابتزاز السياسي  لهم على امل ان يقدموا تنازلات سياسيه ومبدئيه مقابل الافراج عنهم وهذا الضغط والابتزاز ينموا ويتفاعل مع اقتراب كل حدث سياسي مهم للبلاد مثلما حصل قبل انتخابات مجالس المحافظات وما يحصل الان من اعتقالات عشوائيه والقتل بطرق بشعه والتمثيل بالجثث الشريفه والعنف السياسي المتنامي بحق ابناء هذا التيار .ان العداله الالهيه وبناء دولة القانون والديمقراطيه تتطلب اولا احترام الانسان وخياراته وكرامته الانسانيه وحريته الشخصيه والامتناع عن ممارسة الاحتجاز القسري او الاضطهاد السياسي بحقه نتيجة معارضته بالرأي او الفكر والمبدأ.ان الحكومه مدعوه الى احترام ارادة الشعب العراقي وخياراته وحقوقه معاملتهم شكل متساوي وبعيد عن القوميه او الطائفيه ولذا فهي مدعوه لاطلاق سراح كل الاسرى والمعتقلين ممن لم تثبت ادانتهم وخصوصا ابناء التيار الصدري والابرياء المغيبين لاغراض سياسيه معينه ومحاسبة كل المندسين والمتسببين في الاساءه بحق الابرياء سواء كانوا من قوات الداخله او الدفاع من اجل بناء دولة يتمناها ويسعى اليها الجميع ...دولة يتمتع فيها الجميع بنفس الحقوق والواجبات ...دولة الحق... والعدل... والقانون.                                                                           

                                                                 ibrahimjasim1@yahoo.com