علاء الخطيب – كاتب وإعلامي

هناك مقولة شهيرة لوزير الاعلام الهتلري غوبلز يقول فيها  ( اكذب أكذب حتى يصدقك الناس )  هذا القول ينطبق تماما ً على الإعلام العربي الذي يكذب بأستمرار من أجل أن يصدقه المغفلون متناسيا ً أن زمن غوبلز قد ولى وجاء عصر الانترنيت والموبايل ولم يعد شيئا ًخافيا على الناس , ولأن البعض  منا متخلفين  ولا نقرأ لذا وجدت بعض الصحف ضالتها المنشودة في عقولنا , فصحيفة الخبر الجزائرية وشقيقتها الشروق هي من نوع الاعلام الغبي الذي يعتقد بمقولة غوبلز متناسيةً أن العالم في حركة مستمرة , هذه الصحيفة كتبت في عددها الصادر يوم20 ديسمبر  أن الشيعة  هم مشكلة أمنية في الجزائر, كما كتبت شقيقتها الكبرى أن وزير الخارجية الامريكي رامسفيلد سلم  للسيد السيستاني  200 مليون دولار,وهو الخبر المنقول عن وسيلة إعلام سعودية تدعي ان رامسفيد ذكرها في مذكراته (التي لم تصدر بعد ) , وتستمر هاتين الصحيفتين بتسويق الاكاذيب والمفتريات للجزائرين والعرب على طريقة المثل الشعبي العراقي ( اليقره هندي واليسمع من أهل الجريبات ) وذلك من أجل إثارة الفتنة والايغال في تقتيل العراقيين .  كما طالعتنا صحيفة الخبر بموضوع مضحك وهو ان الأقباط والشيعة يغرون الجزائريات بزواج المتعة من أجل الحصول على الجنسية الجزائرية, وكانما الجنسية الجزائرية هي الجنسية الامريكية  او الاوربية والتي يتمتع حاملها بامتيازات راقية , والجميع يعلم ان الجنسية الجزائرية لا تدخل مصر ولا الخليج ولا حتى فرنسا إلا بتأشيرة دخول , وتضيف الصحيفة سببا ً آخر لزواج الجزائريات بالشيعة  وهو إستغلال الجزائريات للعمل بالبغاء والملاهي الليلية في عواصم عربية , وهنا تقع الصحيفة في تناقض يدل على الغباء وعدم المعرفة بصياغة الخبر , فكيف  تتم عملية الزواج على أساس ديني أو على الاقل على عدم مخالفة التشريع في حين يدعوها زوجها الى العمل بالبغاء , فعندما يقوم الشيعة بأقناع الفتاة الجزائرية عن طريق زواج المتعة معنى ذلك ان هناك ممانعة دينية من قبل الفتاة فكيف تسمح لنفسها ان تعمل بالبغاء, وكيف يمكن ان يستغل الشيعي الجزائرية وينقلب من المتعة الى العهر .. لا أدري لربما أصحاب الخبر هم أعلم  بذلك, وتدعي الصحيفة أن وراء هذا العمل ( أي إغراء الجزائريات) جهات ومنظمات دينية  شيعية وهو تنافض آخر تقع به الصحيفة  كيف لمنظمات تدعي انها دينية وتمارس تجارة البغاء ؟؟؟ لا أدري , ثم تمارس الصحيفة لعبة التخويف من الخطر الشيعي فتقول ان هؤلاء الشيعة القادمون من الشرق العربي يريدون ان يكونون أقلية طائفية ليتمكنوا  في المستقبل أن يكون لهم قرار في الشأن الجزائري , مرة أخرى لم تكلف الصحيفة نفسها عناء التمحيص والمراجعة للخبر حينما تربط البغاء كمهمة وضيعة لا ترقى الى الهدف التي ذكرته وهو أن يكون لهم تأثير في الشأن الجزائري , فالذي يطمح  في تأسيس أقلية لابد ان يحسب حساب التاريخ  من أجل كسب المجتمع  , ثم ان البغاء الذي ذكرته الصحيفة يمارس في عواصم عربية  فهل من عاقل يريد العمل السياسي يعمل في عواصم أخرى غير البلاد المقصودة. وتضيف الصحيفة أن هذه المنظمات و(تقصد الشيعية ) تؤدي نشاط ديني غريب عن معتقدات الجزائريين , وبعيدة عن ثقافتهم وعاداتهم , وكان الشيعة جاؤوا منة كوكب آخر,أولعل الصحيفة  غير مطلعة على عادات وتقاليد ومعتقدات الجزائرين. فعاشوراء في الجزائرعطلة مدفوعة الاجر , و الجزائريون يحرمون الزواج في محرم و يدفعون الزكاة ويسمونها العواشر ,  وقبل عدة أيام نشرت جريدة الشروق تحقيقيا ً مصورا ً عن عاشوراء في الجزائر  واليكم الروابط :

http://www.maghress.com/magharib/6659

http://www.echoroukonline.com/ara/social/64447.html

فكيف تكون عادات الشيعة غريبه عن المجتمع الجزائري ولا تمت له بصلة ,  بغض النظر عن الصواب والخطأ فيها . فهل أصبحت الصحف العربية لا هم لها إلا (الفوبيا) الشيعية  وتصويره على انه الخطر القادم الى العرب , وهل ستستمر الصحافة العربية على هذا المنوال , فهذا الخبرالتي تنقله الصحف الجزائرية شبيه بما تنقله صحف مصرية عن خطر الشيعة وغزوهم للمجتمعات العربية السنية, وجميع الصحف تركز على إغراء الفتياة بزواج المتعة , فقبل حوالي الاربعة اشهر ذكرت صحيفة مصرية أن الشيعة العراقيين الهاربين من حجيم الارهاب جاؤوا الى مصر بمشروع شيعي مدعوم من أجل إدخال المذهب الشيعي الى مصر وإفساد الشعب المصري . هذه الاثارات وغيرها في تسويق عدو وهمي إسمه الشيعة واضح الاهداف والغايات وهي الطائفية ولعل القاري الكريم يلاحظ عن قراءة الخبر التعليقات على الخبر ليعلم  أن  كل هذا الكذب والتزوير من أجل إذكاء  الكراهية والطائفية , وقد تبين هذا النهج المنظم بدعوة الجزائر الاخيرة بعدم المشاركة في القمة العربية المزمع عقدها في بغداد والسبب أن في بغداد حكومة رافضية تحت الاحتلال .

علاء الخطيب/ كاتب وإعلامي

30/12/2010