القائمة الرئيسية
الصفحة الرئيسية الصفحة الرئيسية
القران الكريم القران الكريم
أهل البيت ع أهل البيت ع
المجالس    المحاضرات
المجالس   اللطــــميات
المجالس  الموالــــــيد
الفيديو   الفــــــيديو
الشعر القصائد الشعرية
مفاهيم اسلامية
اسال الفقـــيه
المقالات المقـــــالات
القصص الاسلامية قصص وعبر
القصص الاسلامية
الادعية الادعيةوالزيارات
المكتبة العامة المكتبة العامة
مكتبة الصور   مكتبة الصور
مفاتيح الجنان مفاتيح الجنان
نهج البلاغة   نهج البلاغة
الصحيفة السجادية الصحيفة السجادية
اوقات الصلاة   اوقات الصلاة
 من نحــــــن
سجل الزوار  سجل الزوار
اتصل بنا  اتصــــل بنا
  مواقع اسلامية
خدمات لزوار الموقع
ويفات منوعة ويفات منوعة
ويفات ملا باسم الكلابلائي ويفات ملا باسم
ويفات ملا جليل الكربلائي ويفات ملا جليل
فلاشات منوعة فلاشات مواليد
فلاشات منوعة فلاشات منوعة
فلاشات منوعة فلاشات احزان
ثيمات اسلامية ثيمات اسلامية
منسق الشعر
فنون اسلامية
مكارم الاخلاق
كتب قيمة
برامج لكل جهاز


قليل من وقتك رشحنا لافضل المواقع الشيعية ان احببت شكر لكم

 

ماذا لو ظهر النمر مجدداً؟

 

 

تضامن مع شيعة الحجاز ..

 

ناصر الجاروف

 

 هناك من الناس من يدّعي القوة .....  لكن الأقوياء منهم براء 

وثمة  من هم يدّعي الوطنية .....     لكنهم أبعد ما يكونوا عن الوطن والمواطنين

وآخرون يدّعون العظمة .. لكن العظمة منهم بعيدة

وهناك من هم من يتظاهر بالكرامة ..... لكن الكرامة لم تظهر على محياهم ..

من العظماء مَن يشعر المرءُ في حضرتهم بأنه صغير، ولكن العظيم بحقّ، هو الذي يشعر الجميع في حضرته بأنهم عظماء، فالبعض يُولد عظيماً، والبعض الآخر يحقق العظمة بنفسه، والبعض يخلعها عليه الناس كثوب يستحق لبسَهُ ....

وحينما يتحدث التاريخ عن عظماء المجتمعات فإن الحديث يتطرق إلى المبادرات والمواقف الاستثنائية أكثر من تناول الصفات والمواقف الاعتيادية التي تصبغ حياة الأفراد العاديين. فالتاريخ ينقش على صفحاته - لتبقى على مر العصور- المواقف البطولية لأحد رجالاته، لكنه لا يسجل نوع الخيل الذي كان يمتطيه، ولا موقع منزله، ولا حتى أسماء جيرانه و أبنائه أو .... 

 إن التاريخ لم يعطنا تفصيلات عن حياة العظماء والناجحين إلا بالقدر الذي يعرفنا عليهم كعظماء، فصفحاته مليئة بالتفاصيل عن حماسهم ومبادراتهم، وأهدافهم، وإراداتهم، ومواقفهم النبيلة  ....  ليس المهم أن تعرف ماذا أكل العظماء وما الذي شربوا، وكيف ناموا وكم سافروا.. الأهم من ذلك أن تعرف كيف أصبحوا عظماء وتاريخيين، فهناك من ذكرهم التاريخ مثل فرعون والنمرود ولكن من منا يتمنى أن يذكره التاريخ بتلك الصورة المشينة وكيف كانت نهايتهم ؟

   إن حقيقة العظمة في تشكيلها كانت من الدور الذي أدّاه أولئك المميزون، والانجازات التي لم يسبقهم إليها غيرهم ممن هم على هامش الحياة ، وحتى طريقتهم في الموت..ألم تعلم بأن أكثر العظماء ماتوا بشجاعة وبحماسة لقضيتهم؟ فهل ماتوا مقتولين بالمدية والدجل أو ماتوا شجعان بالسيف و الكلمة ؟

لا يهم العظماء تصفيق من حولهم بقدر ما يهمهم أن يحققوا أهدافهم أو يموتوا من أجل أهدافهم.. ألا ترى التاريخ يعج بالعظماء والأنبياء الذين لم يبك على أجسادهم  أحد، ولم ترق عليهم دمعة؟

   إنهم يريدون أن يصنعوا الحياة الكريمة لهم ولمن حولهم بالطريقة التي  يرونها، وبالطريقة التي تضمن السيادة والحرية على أنفسهم.

فالتاريخ لا يخلد الأشخاص بل المواقف، هذه هي سنته، وستبقى هكذا، لأن الموقف هو من يصنع الحدث والنجاح، ولا يعتبر لحجم الشخص ولا لثروته ولا لقبيلته أو أي إسقاطات ومؤثرات أخرى. لقد خلد التاريخ الكثير من الأبطال ربما من غير أصحاب الثروة أو الوجاهة، لكنه خلدهم لأنهم أصحاب موقف .

والتاريخ لا يخلد الرؤساء ولا الملوك أو الأمراء ولا الأثرياء لمجرد أنهم أمراء أو أثرياء لكنه يخلد من لهم مواقف مشرفة تجاه مجتمعاتهم مثل الإمام علي عليه السلام ، والإمام الحسين عليه السلام ، وهكذا هم العظماء فغاندي قتل بالسم ، وسقراط قتل مسموما ولم يتنازل عن أفكاره ، ونيلسون مانديلا سجن مدة ربع قرن من الزمان في مقابل وقوفه ضد العنصرية في جنوب أفريقيا، وواجهت الشعوب الغربية مصيرها في مقارعة استبداد الكنيسة وملوكهم المستبدين ، وكذا واجهت شعوب أوروبا الشرقية الديكتاتوريات بالمظاهرات والمواجهات والتحدي ، وأسقط الشعب الإيراني الشاه رضا بهلوي على رغم كثرة الضحايا و قسوة التعذيب.

أما في زماننا القريب فقد مضت فترة غير قصيرة على غياب الشيخ النمر عن الساحة جسدياً، هذه الفترة يمكن أن تشكل زمناً للمراجعة بعد أن تلاشت ظاهرة الحماس المصاحبة للحدث الذي سبق الغياب. وبالتالي فإن طرح مجموعة من التساؤلات حول الغياب أو الظهور حاجة ملحة في هذا الوقت لأن المعالجة ستكون على قدر من العقلانية حيث تلاشت المؤثرات الحماسية. ومن هنا كان لزاماً السؤال عن طبيعة ظهور الشيخ النمر مجدداً .. وكيف ينبغي أن تكون العودة؟ وما هي التداعيات الاجتماعية والسياسية التي قد تترتب على ذلك؟

أعتقد أن من المهم التأكيد على أن الشيخ النمر تحول إلى رمز بعد أن قام بدور عظيم.. دور الكلمة في الوقت الذي تعتع الآخرون فيه، ودور الشجاعة عندما أحجم الواهنون، ودور الرؤية حينما وقف الجامدون.

لا شك أن الدور الذي قام به الشيخ النمر كان عظيماً قياساً إلى طبيعة الزمان والمجتمع، فقد وقف صلداً  مدافعاً عن المقدسات والكرامة، حيث أشعرنا بكرامتنا، وعزتنا المهدورة في زمن الذلة والهوان، وأشعرنا أن النجاح يبدأ بالمحاولة الجادة حيال تحقيق الجود الكريم

لقد مثل الشيخ النمر كلمة المخنوقين الذين أعيتهم الكلمات، والضعفاء الذين وهنوا من التغيير، واليائسين الذين ملّوا الوعود الحكومية.   لقد أوذي الشيخ النمر في سبيل الله والناس، فتحدث عن الطائفة ومعاناتها في الوقت الذي كنا نأمل أن يقوم المسئولون بتنفيذ وعودهم البائسة القديمة في الاهتمام بالمنطقة وتحسين ظروف المعيشة فيها والحصول على حقوقهم الطبيعية كمواطنين، فهذه منطقة القطيف وما حولها تعاني البؤس والإهمال والتهميش رغم الثروة الهائلة التي تحت أرضها، ورغم تاريخها الحضاري فإن البطالة وسوء التدبير بشأنها يفوق التوقعات الرقمية.

لست هنا في وارد الإجابة عن أي تساؤلات يجب أن تطرح وتناقش، إلا أنني أحاول أن أطرح بعض الأفكار التي يمكن أن تشكل وجهة نظر مجردة من أي مواقف مسبقة. وإجابة على تساؤل كيف ينبغي أن تكون العودة، وهو التساؤل الأهم من وجهة نظري، إجابة على ذلك أعتقد أن خروجه للوسط الاجتماعي يجب أن يمثل فرصة للتلاحم الاجتماعي، والتعاضد الأخوي، والتعاون على البر خاصة وأن الموقف الذي تبناه لا يخرج عن إطار التعاضد مع الآخرين الذين قمعوا في حادثة البقيع.. وهذا هو استحقاق مرحلة الخروج، وهو يمثل تحدياً وامتحاناً صعباً ينبغي تجاوزه. فهل نملك من الشجاعة ما تمكننا من الوقوف إلى صفه وهل نحن مستعدون للسير في الطريق الذي رسمه لهذا المجتمع من الكرامة والعزة ؟

 لا شك أن قرار اختفاء الشيخ النمر كان في مجمله قرار صائب .. بالنظر إلى حيثيات الأحداث التي شهدتها المنطقة قبيل الاختفاء حقنا للدماء ومنعا لتطور الأحدث بصورة سلبية فلم يكن الشيخ يريد سقوط ضحايا باسمه وبسببه، كما أن هذا الغياب أعطى المسئولين  فرصة التفكير فيما طالب به من تحسين أوضاع الطائفة وعدم الإساءة لمقدساتها كالبقيع والمساجد والحسينيات والأفراد -(فيما لا تزال الإساءات مستمرة عبر إغلاق المساجد والحسينيات واعتقال الأفراد)- . لم يكن هناك أي تخطيط لتجاوز دائرة المطالبة المحلية، غير أن تعاطي أولئك المسئولين مع الحدث ومحاولة اعتقال الشيخ صعد من الموضوع وأوصل قضية البقيع وواقع الطائفة إلى مسمع المحافل الدولية بما في ذلك اسم بلدة (العوامية).

   أعتقد أن الحكومة تحوي مجموعة من العقلاء يمكنهم تفهم خروج الشيخ النمر ، والاستفادة من التجربة الماضية من خلال استبدال أسلوب التصعيد بالحوار، ذلك أن التصعيد يؤدي للمصادمات وينذر بسقوط ضحايا فيما لو أقدمت السلطة على اعتقاله أو محاولة ذلك، مما سيكلف الطرفين الكثير، ويخرج الموضوع مرة أخرى إلى وسائل الإعلام العالمية.

   نتمنى أن تمضي الأمور بهدوء ولصالح الوطن، انطلاقاً من قاعدة أن ما يتم خارج طاولة الحوار لن يكون إلا مدعاة للتصادم ويحمل في طياته نتائج سلبية غالباً.

لست عالماً بحال الشيخ ومكانه، بقدر ما أتمنى أن الأوضاع باتت تسمح بخروجه ثانية في أوساط الناس ليباشر دوره الريادي مع إخوانه العلماء والمثقفين بغية صيانة عزة الطائفة وتمتعها بحقوقها الشرعية والمدنية كاملة. وهو دور مشروع يجب أن نتعامل معه بهذا المقدار من الفهم في أقل التقادير ، ونأمل من الحكومة أن تأخذ حقوق الطائفة بعين الاعتبار، ذلك أن علماءها وروادها لن يهدأ لهم بال حتى يروا الأمور متسقة، والحقوق وافرة، إنه منطق الحياة القائم على العدل، وما العلماء والمثقفون  إلا أمناء وخفراء لتلك الحقوق

 

موقع يا زهراء سلام الله عليها لكل محبي الزهراء سلام الله عليها فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومساهماتكم وترشيحكم كي يعلو اسمها سلام الله عليها ونعلو معه