سيرها ومكارم أخلاقها صلوات الله عليها وسير بعض خدمها  

1 - ب : السندي بن محمد ، عن أبي البختري ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه عليهما السلام قال : تقاضى علي وفاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه واله في الخدمة ، فقضى على فاطمة بخدمة مادون الباب ، وقضى على علي بما خلفه ، قال : فقالت فاطمة : فلا يعلم ما داخلني من السرور إلا الله بإكفائي رسول الله صلى الله عليه واله تحمل رقاب الرجال .
بيان : تحمل رقاب الرجال أي تحمل امور تحملها رقابهم من حمل القرب والحطب ، ويحتمل أن يكون كناية عن التبرز من بين الرجال ، أو المشي على رقاب النائمين عند خروجها ليلا للاستقاء أي التحمل على رقابهم ولا يبعد أن يكون أصله ما تحمل فاسقطت كلمة " ما " من النساخ .
ثم اعلم أن المعروف في اللغة كفاه لا أكفاه ولعل فيه أيضا تصحيفا ( 1 ) .
2 - ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي بن الحسين عليهما السلام أنه قال : حدثتني أسماء بنت عميس قالت : كنت عند فاطمة عليها السلام إذ دخل عليها رسول الله صلى الله عليه واله وفي عنقها قلادة من ذهب كان اشتراها لها علي بن أبي طالب عليه السلام من فئ ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه واله : يا فاطمة لا يقول الناس إن فاطمة بنت محمد تلبس لباس الجبابرة ، فقطعتها وباعتها واشترت بها رقبة فأعتقتها ، فسر بذلك رسول - الله صلى الله عليه واله .
3 - ع : ابن مقبرة ، عن محمد بن عبدالله الحضرمي ، عن جندل بن والق عن محمد بن عمر المازني ، عن عبادة الكلبي ، عن جعفربن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن فاطمة الصغرى ، عن الحسين بن علي ، عن أخيه الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : رأيت امي فاطمة عليها السلام قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عمود الصبح وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات *
 

_________________________________________________________
) * ( 1 ) بل هو مصدر أكفأ مهموزا والمراد كفاءة الزوجة تحملا مثل تحملا رقاب الرجال .

 
 

[ 82 ]
 

وتسميهم وتكثر الدعاء لهم ، ولا تدعو لنفسها بشئ ، فقلت لها : يا اماه لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك ؟ فقالت : يا بني ! الجار ثم الدار .
4 - ع : أحمد بن محمد بن عبدالرحمن المروزي ، عن جعفر المقري ، عن محمد بن الحسن الموصلي ، عن محمد بن عاصم ، عن أبي زيد الكحال ، عن أبيه ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : كانت فاطمة عليها السلام إذا دعت تدعو للمؤمنين والمؤمنات ولا تدعو لنفسها ، فقيل لها : يابنت رسول الله إنك تدعين للناس ولا تدعين لنفسك ، فقالت : الجار ثم الدار .
5 - ع : القطان ، عن السكري ، عن الحكم بن أسلم ، عن ابن علية ، عن الحريري ، عن أبي الورد بن ثمامة ، عن علي عليه السلام أنه قال لرجل من بني سعد : ألا احدثك عني وعن فاطمة إنها كانت عندي وكانت من أحب أهله إليه وأنها استقت بالقربة حتى أثر في صدرها ، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها ، وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها ، وأو قدت النار تحت القدرحتى د كنت ثيابها ، فأصابها من ذلك ضرر شديد .
فقلت لها : لوأتيت أباك فسألتيه خادما يكفيك ضرما أنت فيه من هذا العمل فأتت النبي صلى الله عليه واله فوجدت عنده حداثا فاستحت فانصرفت .
قال : فعلم النبي صلى الله عليه واله أنها جاءت لحاجة ، قال : فغداء علينا رسول الله صلى الله عليه واله ونحن في لفاعنا فقال : السلام عليكم ، فسكتنا واستحيينا لمكاننا ، ثم قال : السلام عليكم فسكتنا ثم قال : السلام عليكم .
فخشينا إن لم نرد عليه أن ينصرف وقد كان يفعل ذلك يسلم ثلاثا فان اذن له وإلا انصرف ، فقلت : وعليك السلام يارسول الله ادخل فلم يعد أن جلس عند رؤوسنا ، فقال : يا فاطمة ما كانت حاجتك أمس عند محمد ؟ قال : فخشيت إن لم نجبه أن يقوم قال : فأخرجت رأسي فقلت : أنا والله اخبرك يارسول الله إنها استقت بالقربة حتى أثرت في صدرها وجرت بالرحى حتى مجلت يداها ، وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها ، وأو قدت تحت القدر حتى دكنت ثيابها ، فقلت لها : لو أتيت أباك فسألتيه خادما يكفيك ضرما أنت فيه من هذا
 

[ 83 ]
 

العمل ، قال : أفلا اعلمكما ما هو خير لكما من الخادم ؟ إذا أخذتما منامكما فسبحا ثلاثا وثلاثين ، واحمدا ثلاثا وثلاثين ، وكبرا أربع وثلاثين قال : فأخرجت عليها السلام رأسها فقالت : رضيت عن الله ورسوله ثلاث دفعات .
بيان : قال الجزري : مجلت يده تمجل مجلا ، إذا ثخن جلدها في العمل بالاشياء الصلبة ، ومنها حديث فاطمة أنها شكت إلى علي عليه السلام مجل يدها من الطحن .
وقال : في حديث فاطمة : أنها أو قدت القدر حتى دكنت ثيابها ، دكن الثوب إذا اتسح واغبر لونه يدكن دكنا .
وقال : اللفاع ثوب يجلل به الجسد كله كساء كان أو غير ومنه حديث علي وفاطمة : وقد دخلنا في لفاعنا أي لحافنا .
وقال : فحديث فاطمة أنها جائت إلى النبي صلى الله عليه واله فوجدت عنده حداثا أي جماعة يتحدثون ، وهو جمع على غير قياس حملا على نظيره ، نحو سامر وسمار فان السمار المحدثون .
قوله : فلم يعد أن جلس ، أي لم يتجاوز عن الجلوس من عدايعد وقال الجوهري : عداه أي جاوزه ، وما عدا فلا ن أن صنع كذا .
6 - كا ، مكا : عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه واله إذا أراد السفر سلم على من أراد التسليم عليه من أهله ثم يكون آخر من يسلم عليه فاطمة عليها السلام فيكون وجهه إلى سفرة من بيتها ، وإذا رجع بدأبها .
فسافر مرة وقد أصاب علي عليه السلام شيئا من الغنيمة فدفعه إلى فاطمة فخرج فأخذت سوارين من فضة وعلقت على بابها سترا ، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه واله دخل المسجد فتوجه نحوبيت فاطمة كما كان يصنع ، فقامت فرحة إلى أبيها صبابة وشوقا إليه فنظر فإذا في يدها سواران من فضة وإذا على بابها ستر ، فقعد رسول الله صلى الله عليه واله حيث ينظر إليها ، فبكت فاطمة وحزنت وقالت : ما صنع هذا بي قلبها .
فدعت ابنيها فنزعت الستر من بابها وخلعت السوارين من يديها ، ثم دفعت السوارين إلى أحدهما والستر إلى الاخر ثم قالت لهما : انطلقا إلى أبي فأقرئاه
 

[ 84 ]
 

السلام وقولا له : ما أحدثنا بعدك غيرهذا فشأنك به ، فجاءاه فأبلغاه ذلك عن امهما فقبلهما رسول الله صلى الله عليه واله والتزمهما وأقعد كل واحد منهما على فخذه ، ثم أمر بذينك السوارين فكسرا فجعلها قطعا ثم دعا أهل الصفة [ وهم ] قوم من المهاجرين لم يكن لهم منازل ولا أموال ، فقسمه بينهم قطعا ، ثم جعل يدعوالرجل منهم العاري الذي لايستتر بشئ وكان ذلك الستر طويلا ليس له عرض فجعل يؤزر الرجل فاذا التقيا عليه قطعه حتى قسمه بينهم ازرا ثم أمر النساء لا يرفعن رؤوسهن من الركوع والسجود حتى يرفع الرجال رؤوسهم ، وذلك أنهم كانوا من صغر إزارهم إذا ركعوا وسجدوا بدت عورتهم من خلفهم ثم جرت به السنة أن لا يرفع النساء رؤوسهن من الركوع والسجود حتى يرفع الرجال .
ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله : رحم الله فاطمة ليكسونها الله بهذا السترمن كسوة الجنة ، وليحلينها بهذين السوارين من حلية الجنة .
عن الكاظم عليه السلام قال : إن رسول الله صلى الله عليه واله : دخل على ابنته فاطمة عليها السلام وفي عنقها قلادة ، فأعرض عنها ، فقطعتها ورمت بهاء ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه واله : أنت مني ائتيني يا فاطمة ثم جاء سائل فناولته القلادة .
7 - قب : حلية أبي نعيم ومسند أبي يعلى قالت عائشة : ما رأيت أحدا قط أصدق من فاطمة غير أبيها .
ورويا أنه كان بينهما شئ فقالت عائشة : يارسول الله سلها فانها لا تكذب وقد روى الحديثين عطا وعمرو بن دينار .
الحسن البصري : ماكان في هذه الامة أعبد من فاطمة كانت تقوم حتى تورم قدماها .
وقال النبي صلى الله عليه واله لها : أي شئ خير للمرأة ؟ قالت : أن لا ترى رجلا ولايراها رجل .
فضمها إليه وقال : ذرية بعضها من بعض .
وفي الحلية : الاوزاعي عن الزهري قال : لقد طحنت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله
 

[ 85 ]
 

حتى مجلت ( 1 ) يداها وطب الرحى في يدها .
بيان : طب أي تأنى في الامور وتلطف ولعل المعنى أثرت فيها قليلا قليلا ولعل فيه تصحيفا ( 2 ) .
8 - قب : في الصحيحين إن عليا عليه السلام قال أشتكي مما أندء بالقرب فقالت فاطمة عليها السلام : والله إني أشتكي يدي مما أطحن بالرحى وكان عند النبي صلى الله عليه واله اسارى فأمرها أن تطلب من النبى صلى الله عليه واله خادما ، فدخلت على النبي صلى الله عليه واله وسلمت عليه و رجعت ، فقال أميرالمؤمنين عليه السلام : مالك ؟ قالت : والله ما استطعت أن اكلم رسول الله صلى الله عليه واله من هيبته ، فانطلق علي معها إلى النبي صلى الله عليه واله ، فقال لهما : لقد جاءت بكما حاجة ، فقال علي : مجاراتهما فقال صلى الله عليه واله : لا ولكني أبيعهم وانفق أثمانهم على أهل الصفة ، وعلمها تسبيح الزهراء .
كتاب الشيرازي أنها لما ذكرت حالها وسألت جارية بكى رسول الله صلى الله عليه واله فقال : يا فاطمة والذي بعثني بالحق إن في المسجد أربعمائة رجل مالهم طعام ولاثياب ولولا خشيتي خصلة لاعطيتك ما سألت ، يا فاطمة إني لااريد أن ينفك عنك أجرك إلى الجارية ، وإني أخاف أن يخصمك علي بن أبي طالب عليه السلام يوم القيامة بين يدي الله عزوجل إذا طلب حقه منك ثم علمها صلاة التسبيح فقال أميرالمؤمنين : مضيت تريدين من رسول الله صلى الله عليه واله الدنيا فأعطانا الله ثواب الآخرة .
[ قال ] قال أبوهريرة : فلما خرج رسول الله صلى الله عليه واله من عند فاطمة أنزل الله على رسوله " وإما تعرضن عنهم ابتغآء رحمة من ربك ترجوها " يعني عن قرابتك وابنتك فاطمة ابتغاء مرضاة الله ، يعني طلب رحمة من ربك ، يعني رزقا من ربك ترجوها " فقل لهم قولا ميسورا " ( 3 ) يعني قولا حسنا .
فلما نزلت هذه الاية أنفذ رسول الله صلى الله عليه واله جارية إليها للخدمة وسماها فضة .
تفسير الثعلبي ، عن جعفر بن محمد عليهما السلام ، وتفسير القشيري ، عن جابر الانصاري أنه *
 

_________________________________________________________
) * ( 1 ) مجلت يده قرحت يده او تجمع ماء فيها بين الجلد واللحم بسبب العمل .
( 2 ) بل المراد بالطب أن تجعل طبابة أى سيرا من الجلد على الرحى فتمسكها بيدها وتدير .
( 3 ) الاسراء : 30 .
( * )
 
 

[ 86 ]
 

رأى النبي صلى الله عليه واله فاطمة وعليها كساء من أجلة الابل وهي تطحن بيديها وترضع ولدها ، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه واله فقال : يابنتاه تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة ، فقالت : يارسول الله الحمد لله على نعمائه ، والشكر لله على آلائه فأنزل الله " ولسوف يعطيك ربك فترضى " ( 1 ) .
ابن شاهين في مناقب فاطمة ، وأحمد في مسند الانصار بإسنادهما عن أبي هريرة وثوبان أنهما قالا : كان النبي صلى الله عليه واله يبدأ في سفره بفاطمة ويختم بها ، فجعلت وقتا سترا من كساء خيبرية لقدوم أبيها وزوجها فلما رآه النبي صلى الله عليه واله تجاوز عنها وقد عرف الغضب في وجهه حتى جلس عند المنبر فنزعت قلادتها وقرطيها ومسكتيها ونزعت الستر فبعثت به إلى أبيها وقالت : اجعل هذا في سبيل الله فلما أتاه قال عليه السلام : قد فعلت فداها أبوها ثلاث مرات مالال محمد وللدنيا فانهم خلقوا للاخرة وخلقت الدنيا لهم .

-بحار الانوار مجلد: 39 من ص 86 سطر 12 الى ص 94 سطر 12 وفي رواية أحمد : فان هؤلاء أهل بيتي ولا احب أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا .
أبوصالح المؤذن في كتابه بالاسناد عن علي عليه السلام أن النبي صلى الله عليه واله دخل على ابنته فاطمة فإذا في عنقها قلادة ، فأعرض عنها ، فقطعها فرمت بها ، فقال رسول الله : أنت مني يا فاطمة ثم جاءها سائل فناولته القلادة .
أبوالقاسم القشيري في كتابه : قال بعضهم : انقطعت في البادية عن القافلة فوجدت امرأة ، فقلت لها : من أنت ؟ فقالت " وقل سلام فسوف تعلمون ( 2 ) فسلمت عليها ، فقلت : ما تصنعين ههنا ؟ قالت : " من يهدي الله فلا مضل له " ( 3 ) فقلت : أمن الجن أنت أم من الانس ؟ قالت : " يا بني آدم خذوا زينتكم " ( 4 ) فقلت : من أين *
 

_________________________________________________________
) * ( 1 ) الضحي : 5 .
( 2 ) الزخرف : 89 .
( 3 ) لم نجد بهذا اللفظ آية في القرآن والموجود فيه : الزمر : 38 ومن يهدى الله فماله من مضل .
( 4 ) الاعراف : 29 .
( * )
 
 

[ 87 ]
 

أقبلت ؟ قالت : " ينادون من مكان بعيد " ( 1 ) فقلت : أين تقصدين ؟ قالت : " ولله على الناس حج البيت " ( 2 ) فقلت : متى انقطعت ؟ قالت : " ولقد خلقنا السموات والارض في ستة أيام " ( 3 ) فقلت : أتشتهين طعاما ؟ فقالت : " وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام ( 4 ) فأطعمتها ، ثم قلت : هرولي ولا تعجلي ، قالت : " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " ( 5 ) فقلت : أردفك ؟ فقالت : " لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا " ( 6 ) فنزلت فأركبتها ، فقالت : " سبحان الذي سخرلنا هذا " ( 7 ) .
فلما أدركنا القافلة قلت : ألك أحد فيها ؟ قالت : " يا داود إنا جعلناك خليفة في الارض " ( 8 ) " وما محمد إلا رسول " ( 9 ) " يايحيى خذ الكتاب " ( 10 ) " ياموسى إني أنا الله " ( 11 ) فصحت بهذه الاسماء ، فإذا أنا بأربعة شباب متوجهين نحوها ، فقلت : من هؤلاء منك ؟ قالت : " المال والبنون زينة الحيوة الدنيا " ( 12 ) فلما أتوها قالت : " يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الامين " ( 13 ) فكافوني بأشياء فقالت : " والله يضاعف لمن يشاء " ( 14 ) فزادوا على فسألتهم عنها فقالوا : هذه امنا فضة جارية الزهراء عليها السلام ما تكلمت منذ عشرين سنة إلا بالقرآن .
9 - قية : من كتاب زهد النبي صلى الله عليه واله لابي جعفر أحمد القمي أنه لما نزلت هذه الاية على النبي صلى الله عليه واله " وإن جهنم لموعدهم أجمعين * لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم " ( 15 ) بكى النبي صلى الله عليه واله بكاء شديدا وبكت صحابته لبكائه *
 

_________________________________________________________
) * ( 1 ) فصلت : 44 .
( 2 ) آل عمران : 91 .
( 3 ) ق : 37 بزيادة : وما بينهما .
بعد الارض .
( 4 ) الانبياء : 8 .
( 5 ) البقرة : 286 .
( 6 ) الانبياء : 22 .
( 7 ) الزخرف : 12 .
( 8 ) ص : 25 .
( 9 ) آل عمران : 138 .
( 10 ) مريم : 13 .
( 11 ) طه : 11 و 13 .
( 12 ) الكهف : 44 .
( 13 ) القصص : 26 .
( 14 ) البقرة : 263 .
( 15 ) الحجر : 43 و 44 .
( * )
 
 

[ 88 ]
 

ولم يدروا ما نزل به جبرئيل عليه السلام ، ولم يستطع أحد من صحابته أن يكلمه .
وكان النبي صلى الله عليه واله إذا رأى فاطمة عليها السلام فرح بها ، فانطلق بعض أصحابه إلى باب بيتها ، فوجد بين يديها شعيرا وهي تطحن فيه وتقول : " وما عندالله خير و أبقي " ( 1 ) فسلم عليها وأخبرها بخبر النبي صلى الله عليه واله وبكائه .
فنهضت والتفت بشملة لها خلقة قد خيطت في اثني عشر مكانا بسعف النخل ، فلما خرجت نظر سلمان الفارسي إلى الشملة وبكى وقال : واحزناه إن [ بنات ] قيصر وكسرى لفي السندس والحرير ، وابنة محمدصلى الله عليه واله عليها شملة صوف خلقة قد خيطت في اثنى عشر مكانا .
فلما دخلت فاطمة على النبي صلى الله عليه واله قالت : يارسول الله إن سلمان تعجب من لباسي ، فوالذي بعثك بالحق مالي ولعلي منذ خمس سنين إلا مسك كبش نعلف عليها بالنهار بعيرنا ، فاذا كان الليل افترشناه وإن مرفقتنا لمن أدم حشوها ليف فقال النبي صلى الله عليه واله : ياسلمان إن ابنتي لفي الخيل السوابق .
ثم قالت : ياأبت فديتك ما الذي أبكاك ؟ فذكرلها ما نزل به جبرئيل من الايتين المتقدمتين قال : فسقطت فاطمة عليها السلام على وجهها وهي تقول : الويل ثم الويل لمن دخل النار ، فسمع سلمان فقال : ياليتني كنت كبشا لاهلي فأكلوا لحمي و مزقوا جلدي ولم أسمع بذكر النار ، وقال أبوذر : يا ليت امي كانت عاقرا ولم تلدني ولم أسمع بذكر النار ، وقال مقداد : يا ليتني كنت طائرا في القفار ولم يكن علي حساب ولا عقاب ولم أسمع بذكر النار ، وقال علي عليه السلام : ياليت السباع مزقت لحمي وليت امي لم تلدني ولم أسمع بذكر النار .
ثم وضع علي عليه السلام يده على رأسه وجعل يبكي ويقول : وا بعد سفراه ! واقلة زاداه في سفر القيامة يذهبون في النار ويتخطفون ، مرضى لايعاد سقيمهم ، و جرحى لايداوى جريحهم ، وأسرى لا يفك أسرهم ، من النار يأكلون ، ومنها يشربون وبين أطباقها يتقلبون ، وبعد لبس القطن مقطعات النار يلبسون ، وبعد معانقة الازواج *
 

_________________________________________________________
) * ( 1 ) القصص : 60 .
( * )
 
 

[ 89 ]
 

مع الشياطين مقرنون .
10 - كشف : من مسند أحمد بن حنبل ( 1 ) عن ثوبان مولى رسول الله قال : كان رسول الله إذا سافر آخر عهده بانسان من أهله فاطمة ، وأول من يدخل عليه إذا قدم فاطمة عليها السلام قال : فقدم من غزاة فأتا فاذا هو بمسح على بابها ورأى على الحسن والحسين عليهما السلام قلبين من فضة فرجع ولم يدخل عليها فلما رأت ذلك فاطمة ظنت أنه لم يدخل عليها من أجل ما رأى ، فهتكت الستر ونزعت القلبين من الصبيين فقطعتهما ، فبكى الصبيان فقسمته بينهما ، فانطلقا إلى رسول الله صلى الله عليه واله وهما يبكيان فأخذه رسول الله صلى الله عليه وآله منهما وقال : يا ثوبان اذهب بهذا إلى بني فلان أهل بيت بالمدينة واشتر لفاطمة قلادة من عصب وسوارين من عاج ، فإن هؤلاء أهل بيتي ولا احب أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا .
بيان : القلب بالضم : السوار ، قال الجزري : في حديث ثوبان أن فاطمة حلت الحسن والحسين بقلبين من فضة ، القلب : السوار .
وقال : وفيه أنه قال لثوبان : اشتر لفاطمة قلادة من عصب وسوارين من عاج قال الخطابي في المعالم : إن لم تكن الثياب اليمانية فلا أدري ماهو وما أرى أن القلادة تكون منها ، وقال أبوموسى : يحتمل عندي أن الرواية إنما هي العصب بفتح الصادو هو أطناب مفاصل الحيوان ، وهو شئ مدور فيحتمل أنهم كانوا يأخذون عصب بعض الحيوانات الطاهرة فيقطعونه ويجعلونه شبه الخرز فإذا يبس يتخذون منه القلائد وإذا جاز وأمكن أن يتخذ من عظام السلحفاة وغيرها الاسورة جاز وأمكن أن يتخذ من عصب أشباهها خرز ينظم القلائد .
قال : ثم ذكر لي بعض أهل اليمن أن العصب سن دابة بحرية تسمى : فرس فرعون يتخذ منها الخرز وغير الخرز من نصاب سكين وغيره ، ويكون أبيض .
11 - كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن فرات ابن أحنف قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : ليس على وجه الارض بقلة أشرف ولا أنفع من الفرفخ وهوبقلة فاطمة عليها السلام ، ثم قال : لعن الله بني امية هم سموها *
 

_________________________________________________________
) * ( 1 ) والظاهر انه منقول من كتاب معالم العترة ، راجع المصدر ج 2 ص 6 .
( * )
 
 

[ 90 ]
 

بقلة الحمقاء بغضا لنا وعداوة لفاطمة عليها السلام .
12 - كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن أبي يحيى الواسطي عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : بقلة رسول الله صلى الله عليه واله الهندباء ، و بقلة أميرالمؤمنين عليه السلام الباذروج ، وبقلة فاطمة عليها السلام الفرفخ .
13 - يب : محمد بن علي بن محبوب ، عن محمد بن الحسين ، عن محسن بن أحمد ، عن محمدبن جناب ، عن يوسن ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن فاطمة عليها السلام كانت تأتي قبور الشهداء في كل غداة سبت فتأتي قبر حمزة وتترحم عليه ، وتستغفر له .
14 - فس : " إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا باذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون " ( 1 ) قال : فانه حدثني أبي ، عن محمد بن أبي عمير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان سبب نزول هذه الاية أن فاطمة عليها السلام رأت في منامها أن رسول الله صلى الله عليه واله هم أن يخرج هو وفاطمة وعلي والحسن والحسين عليهم السلام من المدينة فخرجوا حتى جاوزوا من حيطان المدينة ، فتعرض لهم طريقان ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه واله ذات اليمين حتى انتهى بهم إلى موضع فيه نخل وماء ، فاشترى رسول الله صلى الله عليه واله شاة كبراء - وهي التي في إحدى اذنيها نقط بيض - فأمر بذبحها فلما أكلوا ماتوا في مكانهم ، فانتبهت فاطمة باكية ذعرة فلم تخبر رسول الله صلى الله عليه واله بذلك .
فلما أصبحت جاء رسول الله صلى الله عليه واله بحمار فأركب عليه فاطمة عليها السلام وأمر أن يخرج أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام من المدينة كما رأت فاطمة في نومها فلما خرجوا من حيطان المدينة عرض له طريقان فأخذ رسول الله صلى الله عليه واله ذات اليمين كما رأت فاطمة حتى انتهوا إلى موضع فيه نخل وماء ، فاشترى رسول الله صلى الله عليه واله شاة كما رأت فاطمة عليها السلام فأمر بذبحها ، فذبحت وشويت .
فلما أرادوا أكلها قامت فاطمة وتنحت ناحية منهم تبكي مخافة أن يموتوا فطلبها رسول الله صلى الله عليه واله حتى وقع عليها وهي تبكي فقال : ما شأنك يا بنية ؟ قالت : *
 

_________________________________________________________
) * ( 1 ) المجادلة : 11 .
 

 

موقع يا زهراء سلام الله عليها لكل محبي الزهراء سلام الله عليها فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومساهماتكم وترشيحكم كي يعلو اسمها سلام الله عليها ونعلو معها