وفاتها و شهادتها (ع)

 

 

وفاتها (صلوات الله عليها) ووصيتها

عن ابي عبدالله الصادق (عليه السلام) قال : (قبضت فاطمة (عليها السلام) في جمادى الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة احدى عشر من الهجرة وكان سبب وفاتها ان قنفذاً مولى عمر لكزها بنعل السيف بأمره فاسقطت محسناً ومرضت من ذلك مرضاً شديداً ولم تدع أحداً ممن آذاها يدخل عليها).

 

عن ام سلمى امرأة ابي رافع قالت : مرضت فاطمة فلما كان اليوم الذي ماتت فيه قالت : هيئي لي ماءً فصببت لها فاغتسلت كأحسن ما كانت تغتسل ثم قالت : ائتيني بثياب جدد فلبستها ثم اتت البيت الذي كانت فيه ف قالت : أفرشي لي في وسطه ثم اضطجعت واستقبلت القبلة ووضعت يدها تحت خدِّها وقالت اني مقبوضة الان فلا اكشفن فاني قد اغتسلت قالت وماتت.

 

عن جابر الانصاري قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول لعلي بن ابي طالب (عليه السلام) قبل موته بثلاث سلام عليك يا ابا الريحانتين أوصيك بريحانتي من الدنيا فعن قليل ينهد ركناك والله خليفتي عليك. فلما قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال علي (عليه السلام) : هذا احد ركنيَّ الذي قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فلما ماتت فاطمة (عليها السلام) قال علي (عليه السلام ) : هذا الركن الثاني.

 

عن الحسن (عليه السلام) ان علياً غسل فاطمة (عليها السلام) وعن علي انه صلى على فاطمة وكبّر عليها خمساً ودفنها ليلاً.

 

ولدت فاطمة (عليها السلام ) بعد مبعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بخمس سنين وتوفيت ولها ثمان عشر سنة وخمسة وسبعون يوماً وبقيت بعد أبيها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خمسة وسبعين يوماً.

 

سُئل الرضا (عليه السلام) عن قبر فاطمة (عليها السلام) فقال : دفنت في بيتها فلما زادت بنو امية في المسجد صارت في المسجد ، وقيل انها دفنت في البقيع.

 

مرضت فاطمة (عليها السلام) مرضاً شديداً ومكثت أربعين ليلة في مرضها الى ان توفيت (صلوات الله عليها فلما نعيت اليها نفسها دعت أم ايمن واسماء بنت عميس ووجهت خلف علي واحضرته و قالت : يابن عم ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك منذ عاشرتني فقال (عليه السلام) : معاذ الله أنت اعلم بالله وأبر واتقى واكرم واشد خوفاً من الله والله جددت علي مصيبة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقد عظمت وفاتك وفقدك فانا لله وانا اليه راجعون من مصيبة ما أفجعها وآلمها وأمضها وأحزنها هذه والله مصيبة لا عزاء لها ثم بكيا ساعة وأخذ عليُّ رأسها وضمها الى صدره ثم قال أوصيني بما شئت فاني اختار امرك على امري قالت اوصيك اولاً:

 

ان تتزوج بعدي بابنة اختي امامة فانها تكون لولدي مثلي وان تتخذ لي نعشاً رأيت الملائكة صوروا صورته قال صفيه لي فوصفته له فاتخذه لها وهو اول نعش عمل على وجه الارض ثم قالت : اوصيك ان لا يشهد احد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني واخذوا حقي فانهم عدوي وعدوّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولا تترك ان يصلي عليّ احد منهم، وادفني في الليل اذا هدأت العيون ونامت الابصار ثم توفيت (صلوات الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها).

 

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد ان دفن الزهراء (سلام الله عليها) من كلامٍ له مخاطباً رسول الله (صلى الله عليه وآله ) :

 

السلام عليك يا رسول الله عني و عن ابنتك و زائرتك والبائنة في الثرى ببقعتك، و المختار الله لها سرعة اللحاق بك.

 

قلَّ يا رسول الله عن صفيتك صبري و رقّ عن سيدة نساء العالمين تجلّدي الا أنّ في التأسي لي بسنتك في فرقتك موضع تعز فلقد وسّدتك في ملحودة قبرك و فاضت نفسك بين نحري و صدري. بلى وفي كتاب الله لي أنعم القبول، انا لله و انا اليه راجعون، قد استرجعت الوديعة و أخذت الرهينة و اختُلِست الزهراء فما أقبح الخضراء و الغبراء.

 

يا رسول الله أما حزني فسرمد وأما ليلي فمسهّد وهمٌّ لايبرح من قلبي، او يختار الله لي دارك التي انت فيها مقيم، كمد مقيَّح و هم مهيّج، سرعان ما فرق بيننا، و الى الله أشكو.

 

و ستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها فاحفها السؤال و استخبرها الحال فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد الى بثه سبيلا و ستقول و يحكم الله و هو خير الحاكمين و السلام عليكما سلام مودِّع لا قالٍ فان أنصرف فلا عن ملالة و إن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين.

 

واهاً واها والصبر أيمن و اجمل ولولا غلبة المستولين لجعلت المقام واللبث لزاماً معكوفاً ولأعولت إعوال الثكلى على جليل الرزية.

 

فبعين الله تدفن ابنتك سراً، و تهضم حقها قهراً، و يمنع ارثها جهراً و لم يتباعد العهد و لم يخلق منك الذكر و الى الله يا رسول الله المشتكى و فيك يا رسول الله أحسن العزاء صلى الله عليك و عليها السلام والرضوان.

 

اُختلف في وفاة الصديقة فاطمة (عليها السلام) على أقوال:

 

1 ـ انها بقيت بعد أبيها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خمسة وسبعين يوماً وهو المشهور.

 

2 ـ أنها بقيت اربعون يوماً.

 

3 ـ توفيت لثلاث خلون من جمادى الآخرة أي انها بقيت بعد أبيها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثلاثة اشهر ، وهناك أقوال اخرى.

 

حينما اُخبر أمير المؤمنين (عليه السلام) بوفاتها وقع على وجهه وهو يقول: بمن العزاء يا بنت محمد كنت بك أتعزى ففيم العزاء من بعدك.

 

روى صاحب البحار عن الطبري ان الذي صلى على فاطمة (عليها السلام ) بعد وفاتها هو أمير المؤمنين والحسن والحسين وعقيل وسلمان وابو ذر والمقداد وعمار وبريدة وفي رواية العباس وابنه الفضل وفي رواية وحذيفة وابن مسعود.

 

وبعد أن واراها في ملحودة قبرها (سلام الله عليها) استبد به الحزن وأرسل دموعه على خديه ثم انشد:

 

لكل اجتماع من خليلين فرقة ** و كل الذي دون الممات قليل

 

و ان افتقادي فاطما بعد أحمد ** دليل على أن لا يدوم خليل

 

وجاء في جانب من وصيتها سلام الله عليها:

 

بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصت به فاطمة بنت محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أوصت بحوائطها السبعة الى علي بن أبي طالب فإن مضى فالى الحسن فإن مضى فالى الحسين فإن مضى فالى الاكابر من ولدي، شهد المقداد بن الاسود والزبير بن العوام وكتب علي ابن ابي طالب.

 

 

موقع يا زهراء سلام الله عليها لكل محبي الزهراء سلام الله عليها فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومساهماتكم وترشيحكم كي يعلو اسمها سلام الله عليها ونعلو معها