شعراؤها(ع)

 

 

 

بنت النبيّ صلّى الله عليه وآله

شعّتْ.. فلا الشمـسُ تحكيها ولا القمرُ   « زهراءُ » مِن نورها الأكوانُ تزدهرُ
بنتُ الخـلود لَها الأجيـال خـاشـعة   أُمّ الـزمـان إلـيها تنتـمي العُصُـرُ
روح الحياة، فلولا لُطفُ عنصـرِهـا   لـم تأتلفْ بيـننا الأرواح والصـوَرُ
سَمَتْ عـن الأُفـق.. لا روحٌ ولا مَلَكٌ   وفـاقت الأرضَ لا جِـنٌّ ولا بَـشَـرُ
مجبـولـةٌ مِـن جـلالِ الله طينتُـها   يرفّ لطفاً عليـها الصَّـونُ والخَـفَرُ
ماعابَ مفـخـرَها التـأنيثُ انَّ بـها   على الـرجالِ نسـاءُ الأرضِ تفـتخرُ
خصالها الغُـرُّ جلّـت أن تلـوك بـها   منّـا المَقـاولُ أو تدنـو لـها الفِـكَرُ
معنى النـبوّة سـرّ الـوحي قد نزلت   في بيت عصمتـها الآيـات والسُّـوَرُ
حـوَتْ خِلالَ رسـول الله أجمَـعَـها   لولا الرسـالةُ سـاوى أصـلَه الثَّمَـرُ
تدرّجتْ في مـراقي الـحقّ.. عارجةً   لمـشرق النور، حيث السـرُّ مُسـتَتَرُ
ثـمّ انثـنَت تمـلأ الـدنيا معـارفُـها   تطوي القـرونَ عياءً وهْـيَ تنتـشـرُ
قل للـذي راح يُخفي فضلَـها حسـداً:   وجـهُ الحقيـقة عنّـا كيف يَنسـترُ ؟!
أتقـرنُ النـورَ بالظَّلـماءِ مِـن سَفَـهٍ   مـاأنت بـالـقـولِ إلا كـاذِبٌ أشِـرُ
بنتُ الـنـبيّ الـذي لـولا هـدايتُـه   ما كـان للـحـقّ.. لا عَيـنٌ ولا أثَـرُ
هـي الـتي وَرِثتْ حقّـاً مـفـاخِـرَه   والعطـرُ فيه الذي في الـورد مُدَّخَـرُ
فـي عيـد ميـلادها الأمـلاك حافـلةٌ   والـحورُ في الجنّة العُـليا لـها سَمَـرُ
نزوّجَتْ في السما بالمـرتضى شـرفاً   والشمـسُ يقـرنُها في الـرتبة القمـرُ
علـى الـنُّبـوّةِ أضفَتْ في مـراتبـها   فَضـلَ الـولايـةَ لا تُبـقي ولا تـذرُ
أمّ الأئمّـة مَـن طوعـاً لـرغبـتـهم   يعلـو القضـاء بنـا أو ينـزل القَـدَرُ
قفْ يا يراعـيَ عن مدح البتـول ففـي   مديحـها تهـتـفُ الألـواحُ والـزُّبُـرُ

 

 

أسرار الحزن

 

قلبي يذوبُ أسىً على الزهـــــراءِ ومدامعي تجري دماً بــــــــــسخاءِ
حزناً على الطهر البتولةِ أنـها رحَلت بقلب غصَّ بالـــبلواءِ
رحلت بحسرتِها وظلَّ ورائَـها سرُّ الجَوى والجمرِ في الأحشاء
ومضت إلى الرحمــــنِ تشكو أمّةً نقضت عهودَ الشرعة الغــــــــرّاءِ
تدعو أبـــــــــــــاها وهي تعلمُ أنهُ أدرى بما فعلت يدُ الطلــــــــــــــقاء
أَبتي أتُسلبُ (نحلتي) منّي وفي بيتي تَشبُ مواقدُ البغــضاءِ؟
أبتي إلا تدري بما فعـــــــــلَ العِدى فينا وقد جاروا على أبنــــــــــــائي
من بعد أن حملوا (الإمام) مبايعاً وهو الوصيُّ وأوّلُ الخلــفاءِ
ونسوا وصاياكَ التـي وصّيتهم فيها (بخمٍّ) في غديرِ المـــاءِ
أولم تقلْ هذا علــــــــــــــــيٌ فيكمُ خلفَي ومن عاداه من أَعـــــــــدائي
أبتي أَضاعوا العهدَ ثمّ تكشـــــفت

أحقادهم بالشرَّ والـــــــــــــــضرّاء

 

بعد رحيل المصطفى

لم تَـزَلْ بعـده عليـلـةَ جسـمٍ لقليـل السـلـوى وطول البـلاءِ
وهْيَ يُغشـى مِن السُّقـام عليـها كلَّ حيـنٍ مِـن كثـرة الإغمـاءِ
لم تفـارق فراشـها مِن نحـولٍ قد براهـا ضَعفـاً وطول عنـاءِ
وهْـيَ تبكـي ليلاً نهـاراً أباهـا بدمـوع الذكـرى بغيـر انتـهاءِ
قـاتـلَ اللهُ قــومَ سـوء بُغـاةً منعوهـا عـن الأسـى والبكـاءِ
أخرجـوها مِن بيتـها حين ضجّوا لعـلـيٍّ مـِن كثـرة الإستـيـاءِ
فـاستظلّت ظـلَّ الأراكـةِ لكـنْ قطـعـوهـا بقســوةٍ وعــداءِ
فـأقــام الـوصــيُّ بـيـتـاً  وسـمـّاه « بيـتَ الأحــزان » والأرزاءِ
فهـْي تـأوى إلـيـه كلَّ نـهـارٍ ثمّ تأتـي لبيتـها فـي الـمـسـاءِ
لـم تـزل دأبُـها النياحـةُ حتـّى أسـلـمَتْـها إلـى قسـيّ الفَنـاءِ
حيـن أوصـت بكـلّ مـا طلبَتـْه ساعـةَ المـوت سيـدَ الأوصـياءِ
فبكاهـا الـوصـيُّ شَجْـواً لأمـرٍ كتـمَتْـه عنـه وعـن كلّ رائـي
وأتـى للبـقيـع بالنـعـش ليـلاً بعِـدادٍ مـن صـحـبهِ الأوفيـاءِ
وأهـال الثـَّرى عليـها.. وعفّـى قبـرَهـا فـي غياهـب الظَّلْمـاءِ
قـد بكاهـا حتّـى تفجّـر وَجْـداً وحنـيـناً علـى نشـيج الـبكـاءِ
ورثاهـا بالـدمـع مِـن مقلـتَيـهِ مستهـلاًّ.. والـدمـعُ خيـرُ رثـاءِ
حين وارى في تربـة الأرض شمساً عن عُلاهـا تنحطّ شمـسُ السمـاءِ
وهْـو يدعـو وقبـرُ أحمـد يبـدو نُصْبَ عينَـيهِ عند وقت الـدعـاءِ
واضعـاً كفَّـه علـى القـلب مِمّـا قـد عـراه مـن محنـةٍ وابتـلاءٍ
قـائـلاً للـنبـيّ بعـد اكـتئـابٍ وخطـابٍ لـه بـأشـجـى نـداءِ
وعليـك الـسـلام عنّـي وعنـها يا رسـولَ الهـدى وصنوَ الإخـاءِ
هـذه الـبضعـةُ الـزكيّـةُ بـاتت منك فـي خيـر بقـعـةٍ وفِـنـاءِ
ولــها اختـار ربُّـها بك قُـربـاً سـرعة الالتحـاق بعـد التنـائـي
قلّ يـا سيّـدَ الـنبـيّـين صبـري حَـزَنـاً علـى سـليـلة الأنـبيـاءِ
وأنـا رُدّتِ الــوديـعـةُ مـنّـي باختـلاس الـصدّيقـة الـزهـراءِ
وبعـيـن الإلـه يُغصَـب جَـهـراً حقُّـها بعـد دفنـهـا بـالـخَفـاءِ
إحفِها الـسـؤالَ واختبـرْها تِباعـاً عـن جمـيع الأحـوال عند اللقـاءِ
كم غليـلٍ فـي صـدرها مستثـيرٌ لـم تُطـقْ بثَّـه لعُـظمِ الـبـلاءِ
هـذه الـنفـثة الـحـزينة شكـوى لك حتّـى ألـقـاك يـومَ الـبقـاءِ

 

 

 

 

موقع يا زهراء سلام الله عليها لكل محبي الزهراء سلام الله عليها فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومساهماتكم وترشيحكم كي يعلو اسمها سلام الله عليها ونعلو معها