القائمة الرئيسية
الصفحة الرئيسية الصفحة الرئيسية
القران الكريم القران الكريم
أهل البيت ع أهل البيت ع
المجالس    المحاضرات
المجالس   اللطــــميات
المجالس  الموالــــــيد
الفيديو   الفــــــيديو
الشعر القصائد الشعرية
مفاهيم اسلامية
اسال الفقـــيه
المقالات المقـــــالات
القصص الاسلامية قصص وعبر
القصص الاسلامية
الادعية الادعيةوالزيارات
المكتبة العامة المكتبة العامة
مكتبة الصور   مكتبة الصور
مفاتيح الجنان مفاتيح الجنان
نهج البلاغة   نهج البلاغة
الصحيفة السجادية الصحيفة السجادية
اوقات الصلاة   اوقات الصلاة
 من نحــــــن
سجل الزوار  سجل الزوار
اتصل بنا  اتصــــل بنا
  مواقع اسلامية
خدمات لزوار الموقع
ويفات منوعة ويفات منوعة
ويفات ملا باسم الكلابلائي ويفات ملا باسم
ويفات ملا جليل الكربلائي ويفات ملا جليل
فلاشات منوعة فلاشات مواليد
فلاشات منوعة فلاشات منوعة
فلاشات منوعة فلاشات احزان
ثيمات اسلامية ثيمات اسلامية
منسق الشعر
فنون اسلامية
مكارم الاخلاق
كتب قيمة
برامج لكل جهاز


قليل من وقتك رشحنا لافضل المواقع الشيعية ان احببت شكر لكم

 

ماذا وراء موسوعة الغدير؟

 

 

 

كل من يطالع سيرة المتشيعين الذين التحقوا بقاقلة التشيع يجد أن كثيراً منهم دخلوا التشيع ببركة موسوعة الغدير للعلامة النحرير الشيخ عبد الحسين الأميني قدس سره. حقّاً إن لهذه الموسوعة الشريفة دوراً كبيراً في نشر التشيع ونصرة الحق؛ يشهد بذلك التقريضات العديدة التي كتبها أرباب العلم والفكر ومنها:
1. تقريض آية الله العظمى السيد عبد الهادي الشيرازي قدس سره حيث قال: ولئن وقفت على هذه الموسوعة الكريمة تجد نفسك على ساحل عباب متدفق لا ينزف، ولا تنكفئ عنها إلاّ وملء ذاكرتك معارف إلهية وحشو فاكرتك تعاليم قدسية، وبين عينيك مجالي قوله تعالى «الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا» ـ
2. تقريض آية الله العظمى السيد محسن الحكيم الذي قال: وقد سرحت النظر في أجزائه المتتابعة فوجدته كما ينبغي أن يصدر من مؤلفه المعظّم وألفيته كتاباً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه بتوفيق من عزيز عليم.
3. وقال العلامة الفذ آية الله السيد عبد الحسين شرف الدين: أشعر أن لك علي ّواجباً يتجاوز حدود القول في تقريض (الغدير) موسوعتك النادرة، والثناء بوصفها مجهوداً ثقافياً كريماً. فالقول في هذا ونحوه أدنى ما يستقبل به جهدك، وأقلّ ما يوزن به تتبّعك واستيعابك ...الخ.
4. وقال الأديب الأستاذ بولس سلامة في مدح الكتاب ما نصّه: وقد اطّلعت على هذا السفر النفيس فحسبت أن لآلئ البحار جميعاً قد اجتمعت في غديركم هذا ... إِلى أن يقول: ولقد لفت نظري على الأخصّ ما ذكرتموه بشأن الخليفة الثاني فللّه درّكم ما أقوى حجتكم، وأسطع برهانكم، فلو حاول بعد هذا مكابر أن يردّ تلك الحجج المكينة لكان مثله مثل الوعل ناطح الصخرة. إلى غير ذلك من التقاريض العديدة التي جمعت أخيراً في كتاب مستقلّ.
والسؤال هنا: كيف تحقق كلّ هذا لهذه الموسوعة القيمة؟ وما الذي جعلها تصل إلى هذا المستوى من التوفيق؟ وما هو السر في ذلك؟ الجواب: إن عظمة موسوعة الغدير جاءت لما كان وراءها من عظمة حملها المؤلف ـ هذا العملاق الموالي ـ في روحه فضلاً عن التضحيات والمثابرة والجهاد العظيم الذي قدّمه. من هنا رأيت أن أشير إلى بعض الجوانب المهمة وراء عظمة موسوعة الغدير ليُعرف السبب في عظمتها، وكما قيل: إذا عرف السبب بطل العجب.
1. إخلاص الأميني: كلّ من يرجع إلى سيرة العلامة الأميني (صاحب الغدير) يلاحظ شيئاً في حياته ألا وهو شدة إخلاصه وتفانيه من أجل أهل البيت سلام الله عليهم فقد كان شديد الإخلاص عظيم الايمان؛ يشهد لذلك كثير من الأمور منها: ما نقله نجله سماحة الشيخ رضا؛ قال: عندما انتشر كتاب الغدير وشاع صيته في الآفاق توافدت التقريضات على الوالد من مختلف أنحاء العالم، ومن التقريضات المهمّة التي وصلت إليه تقريض الأستاذ المصري محمد عبد الغني حيث بعث قصيدة من 18 بيتا في مدح الوالد جاء فيها:
حيّ الأميني الجليل وقل له أحسنت عن آل النبي دفاعا
لله من قلمٍ لديك موثّق كالسيل يجري صاخباً دفّاعا.
ولما وصل التقريض بيد الوالد بعث إليه رسالة قال فيها: لقد تركت الأصل وانشغلت بالفرع وكـان من الأفضـل أن تكتب هذه القصيدة في أهل البيت سلام الله عليهم. وبعد مدة وصلتنا رسالة أخرى من محمد عبد الغني يخبرنا أن جوابنا وصل اليه وأنه عمل بنصيحة الوالد وكتب قصيدة في الامام علي سلام الله عليه وأنه سيرسلها لنا. وأضاف عبد الغني قائلاً: عندما نظمت القصيدة كانت أمنيتي الوحيدة هي حياة ابنتي الوحيدة التي كانت في المستشفى وقد عجز الأطباء من علاجها، فنظمت هذه الأبيات وأنا واقف فوق رأسها ودموعي تجري على خدّي، وانني أطلب منك الآن أن تذهب إلى حرم أمير المؤمنين سلام الله عليه وتقرأ القصيدة وتطلب شفاء إبنتي. وبالفعل فقد وصلت القصيدة ليلة الجمعة فذهب الوالد إلى الحرم الشريف وقرأ القصيدة وطلب شفاء ابنة عبدالغني، وفي نفس اللية بعث إليه بأنني قرأت القصيدة في الحرم الشريف وطلبت شفاء إبنتك، وبعد مدة وصلتنا رسالة من عبد الغني جاء فيها: في نفس ليلة الجمعة التي قرأت القصيدة في الحرم الشريف شفيت ابنتي.
2. التفاني في العترة سلام الله عليهم: فقد كان العلامة الأميني ذائباً في محبّة أهل البيت سلام الله عليهم متفانياً في ولائهم منكّباً على نصرتهم مقدّماً كلَّ ما يملك من أجل إحياء ذكرهم ونشر سيرتهم العطرة في مختلف أنحاء العالم. وقد أشار الآقا بزرك الطهراني إلى ذلك فقال ـ ما مضمونه ـ: إنّ من خصوصيات العلاّمة المحبة والولاء الشديدين لأهل البيت سلام الله عليهم، بحيث يمكننا القول: إن الغدير هو أثر من آثار هذه المحبة، فقد كان شديد التأثر بمصاب الامام الحسين سلام الله عليه، وكان يبكي لمصابه بصوت عال بحيث يلتفت الجميع إلى تقلّب حاله ويتأثرون لتأثره، ونستطيع القول: إن المجلس الذي يحضره العلامة الأميني وتذكر فيه مصائب أهل البيت سلام الله عليهم يحس الجميع وكأن أحد المعصومين حاضر في المجلس، وأعظم ما يتجلى فيه جزع هذا المخلص لأهل البيت سلام الله عليهم اذا ذكر في المجلس مصيبة الصديقة الزهراء سلام الله عليها فإنه يبكي بشدّة ويحمرّ وجهه وكأنه قد أصيب عرضه بسوء.
ونقل الشاعر الإيراني المعروف (حسّان) الذي عاصر العلامة إلى آخر حياته فقال: ذهبت مع بعض الإخوة لاستقبال العلامة إثر عودته من إحدى سفراته، وفي أثناء اللقاء قرأت أبياتاً في مدحه وكنت أتوقّع منه أنه سيثني على أبياتي ويشكرني، إلاّ أنه قدس سره نظر إليّ نظرة حادة وقال: حسّان ! بدلاً من أن تمدحني ينبغي أن تمدح صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف لتنال رعايته وتشملك عنايته لا أن أثني عليك بكلماتي التي لا تجدي شيئاً.
3. الجدّ العظيم: فقد بذل العلاّمة الأميني من أجل الغدير جهداً عظيماً ربما لا توفَّق لمثله اليوم كثير من المؤسسات الضخمة، فمما ذكر في حياته أنه صرف من عمره 40 سنة كان يطالع كل يوم فيها على الأقل 16 ساعة حتى ألّف موسوعة الغدير، وحسب نقل نفس العلاّمة أنه طالع حتى ألّف الغدير عشرة آلاف كتاب خطّيّ وراجع ما يقارب مئة ألف مخطوط. ونقل أنه سافر إلى الهند مدة أربعة أشهر فتمكن من نسخ ما يقارب 2500 صفحة بيده المباركة أي ما يناهز 6 مجلدات يبلغ عدد كل منها 400 صفحة. ونُقل أيضاً أنه سافر إلى إحدى المدن فزار إحدى المكتبات وكانت تفتح في اليوم أربع ساعات فقط، والحال أن العلاّمة لا يستطيع البقاء في المدينة أكثر من أربعة أيام، ولذا اضطر سماحته قدس سره أن يمكث في المكتبة أربعة أيام بلياليها ويقتصر على الماء والخبز، وكان يطالع كلّ يوم من هذه الأيام الأربعة 20 ساعة حتى حصل على كل ما يريده من المكتبة.
4. عنايات أهل البيت سلام الله عليهم: لا يخفى أن العلاّمة الأميني حظي بعنايات كثيرة من أهل البيت سلام الله عليهم حتى ألّف كتاب الغدير، ولو ذكرنا كل العنايات التي حصلت له لطال بنا المقام ولخرج البحث عن حدّه المعقول، فممّا ذكر في هذا المجال أنه قدس سره احتاج أثناء تأليفه للغدير كتاباً عجز عن الظفر به، ولأن مباحث الكتاب كانت مترابطة فقد اضطر العلامة أن يترك الكتابة ريثما يجد الكتاب، وبعد أن يئس العلامة من الظفر بالكتاب لجأ إلى حرم أمير المؤمنين سلام الله عليه وتوسّل به ليهيّئ له الكتاب، وفي اليوم الثاني زاره مجموعة من العلماء ودار الحديث حول الكتاب الذي يريده العلاّمة فذكر أحدهم أن أحد علماء العامة المتعصبين عنده الكتاب وهو لا يعطيه لأيّ أحد حتى لأقربائه المقرّبين، ثم أرشده إلى عنوانه في إحدى مناطق بغداد. وفي اليوم الثاني شدّ العلامة الرحيل إلى ذلك العالم السني بعد أن زار سيّد الشهداء والكاظمين سلام الله عليهم. يقول العلامة: لما وصلت إلى منزله وطرقت الباب خرج العالم السنّي نفسه، ولما حييته وصافحته بهت وحار من أمري؛ على كلّ أخبرته بالأمر وقلت له: سمعت أن الكتاب الفلاني عندك وقد خرجت من النجف كي أطالعه وأستفيد منه، فما كان منه إلا أن حيّ بي بكل حفاوة وقال: المكتبة مكتبتك وأيّ كتاب تحتاج مطالعته فأنا في خدمتك، فدخلت مكتبته وكانت مهجورة قد كسا الغبار الكتب، فخلعت عباءتي وجلست إلى العصر أطالع وأكتب، حتى أخذت كلَّ ما أريده من مكتبته.
وروى الشيخ محمد النوري الذي كان ملازماً للعلاّمة قال: نقل لي العلاّمة الأميني فقال: في إحدى زياراتي لحرم أمير المؤمنين سلام الله عليه وبينما كنت مشغولاً بالدعاء والتوسل مقدّماً أمير المؤمنين سلام الله عليه أمام طلبتي وهي أن أحصل على كتاب (درر السمطين) الذي كان آنذاك نادراً جداً، وقد كنت محتاجاً إليه جداً في مباحث كتاب الغدير.. وفي الأثناء جاء أحد المعدان (البسطاء من القرويين) وأخذ يتوسل بأمير المؤمنين أن يشافي بقرته. وبعد مضي أسبوع وأنا أبحث عن الكتاب جئت إلى زيارة الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه ثانية ولحسن الحظ بينما كنت أزور الإمام جاء القروي نفسه وأخذ يشكر الإمام على قضاء حاجته، فتأمّلت كثيراً وهاجت الآلام في نفسي، فاتجهت صوب الإمام سلام الله عليه معاتباً له وقلت: سيدي تقضي حاجة القروي بهذه السرعة وتغضّ الطرف عني؟ سيدي إنني أريد الكتاب من أجل كتاب الغدير وليس من أجلي!
ثم أخذت أبكي بشدة وخرجت من الحرم… وفي تلك الليلة لم أتناول شيئاً من الطعام وإنما أخلدت إلى النوم بسرعة، وإذا بي في عالَم الرؤيا أرى أمير المؤمنين سلام الله عليه وهو يقول لي: «إن المعيدي (القروي) ضعيف الإيمان ولا يستطيع الصبر على تأخير حاجته». فاستيقظت من النوم فزعاً.
وفي الصباح وفيما أنا جالس على مائدة الإفطار مغموماً وإذا بجارنا وكان بنّاءً يدخل داري ويسلم عليَّ ويقول: لقد اشتريت داراً جديدة، وبينما كنت أنقل الأثاث إليها رأيت هذا الكتاب في زاوية من الدار، فقالت لي زوجتي: خذه إلى العلاّمة الأميني لعله ينتفع به، فهل يفيدك الكتاب يا شيخنا؟!
فأخذت الكتاب وأزلت الغبار عنه فوجدت أنه كتاب درر السمطين نفسه الذي كنت أبحث عنه، فسجدت لله شكراً على هذه النعمة العظيمة.
ونقل آية الله الشيخ عباس الكاشاني الذي كان ملازماً للعلامة الأميني أن العلامة قال: احتجت إلى كتاب (ربيع الأبرار) للزمخشري عند تأليفي للغدير وكان الكتاب آنذاك نادراً ولا يوجد منه سوى ثلاث نسخ خطية إحداها كانت عند أحد العلماء توفّي وورّثها أحد أبنائه. ذهبت إلى منزل الولد وطلبت منه أن يعيرني الكتاب فرفض، وكلّما أصررت عليه يعيرني إياه ولو ليوم واحدٍ امتنع، وفي الأخير قلت له: اسمح لي أن أطالع الكتاب في بيتك. فرفض. بقيت مدة حائراً ماذا أصنع وأيّ باب أطرق، فلم أجد بدّاً من الاستعانة بالعلماء، فطلبت من السيد أبي الحسن الأصفهاني والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء أن يتدخّلا في القضية. فتدخّلا ولكن لم يُجد الأمر، ولما يئست منه توجهت إلى حرم أمير المؤمنين سلام الله عليه وتوسلت به وشرحت له الحال وعدت إلى منزلي وقد سهرت طيلة الليل، وفي أواخر الليل أخذتني غفوة فرأيت أمير المؤمنين سلام الله عليه وهو يقول لي: إن حاجتك عند ولدي الحسين سلام الله عليه. وما إن استيقظت من النوم حتى ذهبت إلى كربلاء وزرت الحرمين الشريفين وصليت نافلة الليل وصلاة الصبح، وفيما أنا كذلك إذا بالخطيب الكربلائي الشيخ محسن أبو الحب يأتي إليّ ويدعوني لتناول الإفطار في بيته، فذهبنا إلى بيته وكعادتي عندما أدخل أيّ بيت أول شيء أفعله هو مطالعة المكتبة، فقلت للشيخ أولا أرى مكتبتك. فقال الشيخ: لنتناول الإفطار أولاً ثم طالع المكتبة. إلا أنني أصررت على أن أطلع على المكتبة أوّلاً. فقبل الشيخ وبدأت أتصفّح الكتب، وإذا بي أرى كتاب (ربيع الأبرار) في مكتبته. آنذاك عرفت لماذا أحالني أمير المؤمنين سلام الله عليه على سيد الشهداء سلام الله عليه وبكيت، فتعجب الشيخ محسن وتساءل عن الأمر فأخبرته بالقضية، فما كان منه إلا أن أهداني الكتاب وكان بخطّ قاسم بن رجب وهو ثمين جدّاً وكانت قيمته آنذاك ألف دينار
5. الجزاء الأوفى: على أثر هذا الإخلاص و الجدّ المتواصل والإيثار والتضحيات العظيمة التي قدّمها العلامة الأميني شملته عنايات أهل البيت سلام الله عليهم ونال المقامات الرفيعة عندهم. والشواهد على ذلك كثيرة، منها: ما نقله سماحة السيد محمد تقي الحكيم رحمه الله صاحب كتاب (الأصول العامة للفقه المقارن) أن أحد العلماء الأحوازيين قال: رأيت في عالَم الرؤيا أن القيامة قد قامت وحشر الناس للحساب، وقد كان الجميع في ضجر وحزن وهم يقولون: اللّهم نجّنا.. وكانوا في حالة شديدة من العطش.
في ذلك الأثناء اجتمع جماعة من الناس حول حوض من الماء وهم يتسابقون ويتدافعون من أجل تحصيل الماء. وبينما هم كذلك وإذا بشخص نوراني جاء إلى جانب الحوض وأخذ يقدّم الماء إلى بعضهم ويمنع البقية. آنذاك عرفت أن هذا الشخص النوراني هو أمير المؤمنين سلام الله عليه، فتقدّمت إليه وسلّمت عليه واستأذنته في شرب الماء فأذن لي بشرب قدح من الماء، وفيما أنا أشرب الماء رأيت العلاّمة الأميني قدس سره قد قدم، فاستقبله الإمام سلام الله عليه بكل احترام وعانقه بحفاوة بالغة، ثم ملأ سلام الله عليه قدحاً من الماء وأراد أن يرويه، إلاّ أن العلاّمة كان يمتنع احتراماً للأمير سلام الله عليه، وقد بقي الإمام سلام الله عليه يصرّ عليه حتى امتثل، فسقاه بيده المباركة.
يقول الشيخ الأحوازي: لما رأيت هذه الحادثة قلت للإمام سلام الله عليه: مولاي يا أمير المؤمنين، لقد احترمت العلاّمة وتعاملت معه بما لم تتعامل به معنا؟! فأجابه سلام الله عليه قائلاً: الغدير غديره.
ونقل نجل العلاّمة الأميني فقال: عندما قررت مغادرة النجف الأشرف عام 1390 ه‍ ذهبت إلى سماحة السيد محمد تقي بحر العلوم لأودّعه، وما إن رآني حتى شرع بالبكاء، فتساءلت منه قائلاً: لماذا تبكي يا سيدنا؟ فقال: بعد وفاة والدك العلاّمة كنت أفكر كيف سيجازيه أمير المؤمنين مقابل تضحياته الجسيمة، إلى أن رأيت في عالَم الرؤيا أن القيامة قد قامت والناس محشورون في صحراء المحشر، فالتفتُّ جانباً وإذا بي أشاهد حوضاً عرفت أنه حوض الكوثر… ذهبت إليه لأشرب فوجدت أمير المؤمنين سلام الله عليه واقفاً إلى جانبه وهو يسقي محبيه من مائه الزلال العذب.
مضت مدة والإمام يروي الناس إلى أن دوّت الضجة بين الناس، فتساءلت منهم: ما الخبر؟! قالوا: لقد جاء العلاّمة الأميني إلى حوض الكوثر، فانتظرت مترقباً كيف سيجازيه أمير المؤمنين سلام الله عليه؟ وإذا بالإمام سلام الله عليه يضع القدح الذي كان في يده وأخذ بيديه المباركتين قدراً من ماء الحوض ورشح بعضه على وجهه ثم سقاه بيديه المباركتين حتى أرواه وقال له: «بيّض الله وجهك». آنذاك توجهت إلى مدى مقام العلاّمة الأميني عند الإمام سلام الله عليه.
يبقى القول: إن مثل هذه المقامات غير مقتصرة على العلاّمة الأميني وأمثاله بل إن كل مَن يخلص لأهل البيت ويضحّي من أجلهم فإنهم سلام الله عليهم يهيلون عليه من بركاتهم.

 

 

 

 

موقع يا زهراء سلام الله عليها لكل محبي الزهراء سلام الله عليها فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومساهماتكم وترشيحكم كي يعلو اسمها سلام الله عليها ونعلو معه