القائمة الرئيسية
الصفحة الرئيسية الصفحة الرئيسية
القران الكريم القران الكريم
أهل البيت ع أهل البيت ع
المجالس    المحاضرات
المجالس   اللطــــميات
المجالس  الموالــــــيد
الفيديو   الفــــــيديو
الشعر القصائد الشعرية
مفاهيم اسلامية
اسال الفقـــيه
المقالات المقـــــالات
القصص الاسلامية قصص وعبر
القصص الاسلامية
الادعية الادعيةوالزيارات
المكتبة العامة المكتبة العامة
مكتبة الصور   مكتبة الصور
مفاتيح الجنان مفاتيح الجنان
نهج البلاغة   نهج البلاغة
الصحيفة السجادية الصحيفة السجادية
اوقات الصلاة   اوقات الصلاة
 من نحــــــن
سجل الزوار  سجل الزوار
اتصل بنا  اتصــــل بنا
  مواقع اسلامية
خدمات لزوار الموقع
ويفات منوعة ويفات منوعة
ويفات ملا باسم الكلابلائي ويفات ملا باسم
ويفات ملا جليل الكربلائي ويفات ملا جليل
فلاشات منوعة فلاشات مواليد
فلاشات منوعة فلاشات منوعة
فلاشات منوعة فلاشات احزان
ثيمات اسلامية ثيمات اسلامية
منسق الشعر
فنون اسلامية
مكارم الاخلاق
كتب قيمة
برامج لكل جهاز


قليل من وقتك رشحنا لافضل المواقع الشيعية ان احببت شكر لكم

 

مسؤليتنا تجاه الغدير

 

 

 

محاضرة للمرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله.
إن يوم الغدير الأغرّ كان ومازال وسيبقى على مدى التاريخ شاهداً على مظلومية الإمامة والولاية. فلما إجتمع الحجيج في طريق عودتهم من بيت الله الحرام عند غدير خم، بأمر رسول الله صلى الله عليه وآله بعد أن أمره الربّ الجليل أن يبلّغ آخر ما أنزل إليه للناس، ويعرّفهم وصيّه وخليفته من بعده، ليؤكد مدى الإرتباط بين خط الرسالة، ووشائج الإمامة ليكون بذلك قد أدّى رسالته وأتمّها على أصدق وجه.
عن الإمام الصادق سلام الله عليه قال: لما خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله إلى مكة في حجة الوداع ... جاءه جبرئيل في الطريق فقال له: يا رسول الله، إن الله تعالى يقرئك السلام، وقرأ هذه الآية: «يا أيّها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس» (سورة المائدة: الآية 67)، فلما سمع رسول الله هذه المقالة قال للناس: أنيخوا ناقتي فو الله ما أبرح من هذا المكان حتى أبلغ رسالة ربّي، وأمَر أن يُنصب له منبر من أقتاب الإبل و صعدها و أخرج معه عليّاً سلام الله عليه وقام قائماً وخطب خطبة بليغة وعظ فيها وزجر ثم قال في آخر كلامه: يا أيها الناس أ لست أولى بكم منكم؟ فقالوا: بلى يا رسول الله. ثم قال: قم يا علي. فقام علي سلام الله عليه فأخذ بيده فرفعها حتى رئي بياض إبطيهما، ثم قال: ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. ثم نزل من المنبر و جاء أصحابه إلى أمير المؤمنين سلام الله عليه و هنّأوه بالولاية، وأول من قال له عمر بن الخطاب فقال له: يا عليّ أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة. ونزل جبرئيل سلام الله عليه بهذه الآية «اليوم أكملت لكم دينكم و أتمت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً». (بحار الأنوار:37/165 باب52).
وتفرّق الحجيج بعد ذلك كلّ صوب مدينته ليبلغوا ذويهم والناس آخر رسالة إلهية وتنصيب الله تعالى عليّاً خليفة لرسول الله صلى الله عليه وآله.
فمنذ أن وجد المجتمع البشري لم يُحرم من نبيّ أو واسطة للوحي الإلهي، وهكذا ستستمرّ مسيرة البشر حتى آخر حياة له على وجه البسيطة، لئلا تخلو الأرض من حجة لله أبداً. ومن هنا كان على نبيّ الإسلام صلى الله عليه وآله وهو النبيّ الخاتم أن يعيّن خليفة له، إماماً ووليّاً للناس من بعده لكي يواصل طريقه ويسير على خطاه، فيرسّخ أهدافه لتشمل البشرية أجمع.
ومن الواضح جداً أن من يخلف النبي صلى الله عليه وآله جدير بأن يكون موافقاً ومطابقاً له في فكره ونهجه ومجسّداً تجسيداً واقعياً له في العصمة والطهارة.

مصادرة الغدير

بعد سبعين يوماً فقط من تبليغ ما أنزل في شأن الخلافة والإمامة، لبّى الرسول صلى الله عليه وآله نداء ربه مسارعاً إلى لقائه، ولمّا حانت ساعة الشروع في تطبيق الأمّة لما بلّغ به الرسول صلى الله عليه وآله في حق الإمام علي سلام الله عليه من أمر الخلافة والإمامة، حدث أنّ بعض أولئك الذين بايعوا بالأمس علياً بالإمامة والخلافة نكصوا، وعمدوا إلى عزل الإمام المعيّن بالحقّ وغصبوا خلافة النبي صلى الله عليه وآله، مع علمهم أن الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه كان أقربهم منزلة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله. وقد إنعكست الآثار السلبية لمصادرة وإقصاء الغدير على المسلمين والبشرية جمعاء ، نذكر فيما يلي بعضها:
1. كبت الحريات:
إذا كنا نشهد اليوم بعض الحرية في العالم ـ في أيّ بقعة من الأرض وبأيّ درجة كانت ـ فإنّ الفضل فيها يعود لأميرالمؤمنين سلام الله عليه، لأنّه الوحيد الذي انتشلها وأعاد بناءها بعد أن وضع أساسها وأرسى دعائمها رسول الله صلى الله عليه وآله؛ الذي جاهد في سبيل نشر العدل والحرية في عهده ولكن ما إن توفاه الله تعالى، حتى عاد الكبت والقمع بسبب إقصاء الغدير وإبعاد الإمام سلام الله عليه.
وما نشهده من تغييب للحريات في عالمنا اليوم إنّما هو بسبب إقصاء الغدير ومصادرة أهدافه.
2. تحريف الشريعة:
لقد خضعت كثير من مبادئ الشريعة الإسلامية للتحريف بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، بعد أن غيّر الحكّام الذين إستباحوا الغدير كثيراً من أحكام الدين حسب أذواقهم وبمقتضى آرائهم الشخصية. ولقد هيّأ الأرضية لمثل هذا العمل غياب الحرية في المجتمع، فلم يكن الحكام الغاصبون يسمحون بتدوين أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله ـ ولم يسمحوا حتى بجمع القرآن الكريم. وهل الدين والشريعة الإسلامية إلا القرآن وأحاديث الرسول صلى الله عليه وآله؟ فلماذا إذن كانوا يمنعون الناس من الاحتفاظ بهما؟ واحدة من التحريفات التي ابتدعوها هي صلاة التراويح، فقد حرّفوا نوافل الليل في شهر رمضان فجعلوها جماعة مع أن الرسول صلى الله عليه وآله رأى جماعة يصلّونها هكذا فنهاهم عنها وأمرهم بأن يصلّوها فرادى، وهناك حالات كثيرة أخرى من التحريف في الشريعة وقعت على أيدي الحاكمين.
3. شنّ الحروب في وجه الإمام:
بعد أن قبل الإمام سلام الله عليه بالخلافة على أثر إصرار المسلمين، وفي الوقت الذي دأب فيه بنشر المساواة في المجتمع، رافضاً كلّ ظلم، كان هناك أشخاص تعشعش في أذهانهم أفكار مشؤومة؛ لأنهم كانوا يرون في حكومة الإمام خسارة للإمتيازات التي حصلوا عليها إبّان فترة الإقصاء والتجرّي على الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله؛ ولذلك فكّروا في تضعيف حكومة الإمام سلام الله عليه تمهيداً للقضاء عليه، وتوسّلوا بكلّ وسيلة من أجل الوصول لهذا الهدف، فتذرّعوا بمختلف الذرائع لإشعال الحروب والفتن والخلافات، فكانت حروب (الجمل) و(صفين) و(النهروان) أبرز النتائج المرّة التي أفرزتها أفكارهم الحاقدة في إقصاء الغدير.

الغدير ومواهب الله

هناك زيارة للإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه في يوم الغدير تزخر هذه الزيارة الشريفة بمضامين ومفاهيم قلّما توجد في الزيارات الأخرى المأثورة عن أئمة أهل البيت سلام الله عليهم، ولذلك ينبغي للزائر أن يتوقّف عندها ويتأمّل في عباراتها؛ ومن تلك العبارات قول الإمام الهادي سلام الله عليه في الزيارة مخاطباً جدّه أميرالمؤمنين سلام الله عليه: «وحال بينك وبين مواهب الله لك»، أي صار مانعاً وحائلاً بينك يا أميرالمؤمنين وبين ما وهب الله لك. فما هي تلك المواهب الإلهية التي حيل بينها وبين الإمام سلام الله عليه؟
لا شك أن الله تعالى وهب الإمام أميرالمؤمنين سلام الله عليه مواهب كثيرة كالعلم الواسع والعصمة والطهارة والمنزلة الرفيعة عند الله عزّوجل، ولكن ما هي تلك المواهب التي حيل بينه وبينها؟ هل حيل بين الإمام وبين علمه أو عصمته أو مقامه أو درجاته عند الله تعالى، وكلها ثابتة له؟
لذلك فإنّ الإمام الهادي سلام الله عليه إنما يشير في هذه العبارة إلى أولئك الذين نقضوا بيعتهم وحالوا بين الإمام سلام الله عليه وبين الحقّ الذي وهبه الله تعالى له بخلافة الرسول صلى الله عليه وآله في إدارة شؤون الأمة والبلاد يوم غدير خم، وما اصطفي له في هذا المجال دون غيره، وما آل إليه الأمر جرّاء حيلولتهم دون تحقّق هذه المواهب، حتى بقي الإمام سلام الله عليه مدّة 25 سنة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله مقصىً عن الحكومة، بسبب مؤامرات أولئك الذين نقضوا عهودهم معه ومع رسول الله صلى الله وآله بل مع الله تعالى، وكانت النتيجة حرمان الأمّة من خليفة لو حكم فيهم بعد النبيّ صلى الله عليه وآله لكان استمراراً لحكومته صلى الله عليه وآله بكلّ جوانبها، بعدالتها ومساواتها بين الناس، ولوسّع من دائرتها بالنحو الذي يحقق رضا الله تعالى في أمن وطمأنينة المجتمع. ولقد تجلّت عظمة أهداف الغدير في المدّة القصيرة التي حكم فيها الإمام سلام الله عليه عندما آلت إليه الخلافة بعد ثورة الناس وقتلهم عثمان. فحقّ للغدير أن يكون عيداً عظيماً للمسلمين بل للبشرية جمعاء.

من عطاءات الغدير

1. الرفاه الاقتصادي:
لو حكم الإمام سلام الله عليه وتحقق الغدير لأكل الناس من فوقهم ومن تحت أرجلهم رغداً إلى يوم القيامة.
2. الأمن الاجتماعي:
ولو تحقق الغدير لما حدثت كل هذه الحروب والويلات والفتن بدءاً بغصب فدك وظلم سيدة النساء سلام الله عليها وما أعقبه من فتن وحروب مرت به الأمة وانتهاء بالحروب التي يشهدها العالم اليوم.
3. الغدير وإرساء دعائم الحرية:
إذا كانت هنالك اليوم حرية في الغرب فهي مدينة للإمام أميرالمؤمنين سلام الله عليه مع فارق أن الحرية الغربية مبتلاة بالإفراط والتفريط في حين أن الحرية التي نادى بها الإمام سلام الله عليه وطبّقها هي حرية صحيحة ومعتدلة. ومن المواقف التي تعبر عن مبادئ الحرية عند الإمام سلام الله عليه والتي يظهر من خلالها مدى الفارق بينها وبين الحرية في ما يسمى بعصر الحريات هي صلاة التراويح ، فلما رفض القوم الإنصياع لأمر الإمام سلام الله عليه تركهم ولم يتعرض إليهم أصلاً.
4. الغدير والتعامل مع الأعداء ومثيري الفتن:
لم يبادر الإمام بأية حرب ابتداء، فكُلّ حروبه فُرضت عليه، وأوّلها حرب الجمل، والتي ما إن وضعت أوزارها وهُزم جندها حتى هرب الذين أشعلوا فتيلها واختبأوا في حجرات إحدى الدور في موضع من البصرة، فبالرغم أنّ عائشة قد ألّبت على الإمام حتى فرضت عليه الحرب إلا أن الإمام سلام الله عليه اكتفى بعتابها ثم أمر بعد ذلك بإرجاعها مجلَّلة إلى المدينة، وأمر أن لا يُتعقَّب الجيش المعادي وقادته، بل حتى لم يُلق القبض عليهم ليعدمهم أو يسجنهم أو ينفيهم أو يحاكمهم!
نعم، هذه هي الحرية التي نقول عنها: لو أن الغدير قد حكم الأمّة طيلة الثلاثين سنة من عمر الإمام علي سلام الله عليه ـ أي بعد شهادة الرسول صلى الله عليه وآله وانتقاله إلى الرفيق الأعلى ـ لنعمنا بظلّها إلى الآن، ولما شهدنا كلَّ هذه الويلات والمحن منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا؛ وإلى أن يظهر أمر الله في خلقه.

الحرية من وجهة نظر الغدير؟

لقد كان الإمام عليّ سلام الله عليه مع الحقّ الذي لامراء فيه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله: علي مع الحق والحق مع علي، مما يعني أنّ الذين وقفوا في وجهه هم الباطل بعينه، لقول رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي: لا يبغضك إلا منافق. (تاريخ دمشق لابن عساكر: 42/ 277). والسؤال هنا هو لماذا لم يمنعهم الإمام سلام الله عليه من حرية التعبير ؟
نقول في الجواب: نعم إن الذين خرجوا ضدّ الإمام أميرالمؤمنين هم المنافقون الحقيقيون، ولكن سياسة الإمام التي هي سياسة النبي صلى الله عليه وآله اقتضت أن لا يستخدم سيف الترهيب؛ ولا يوسم المعارضون لحكمه بالمنافقين وإن كانوا كذلك حقاً! وذلك لأجل إدارة الحكومة ومراعاة المصلحة الأهمّ في سياسة حال الأمّة بما فيهم المعارضون أيضاً.
والأعجب من هذا أن الإمام سلام الله عليه منح الحريات للناس في عصر كان العالم كلّه يعيش في ظلّ الاستبداد والفردية في الحكم ففي الوقت الذي كان فيه الإمام رئيس أكبر حكومة سواء من حيث القوة أو العدد ـ لأن الإمام كان يحكم ما يضاهي خمسين دولة من دول عالم اليوم!! ـ كان يكفي أن يقول للرافضين: لا، ولكنه لم يقلها، وأعلن للبشرية عملياً أنّه «لا إكراه في الدين» (سورة البقرة: الآية 256).

مسؤوليتنا تجاه الغدير

إذا كان العالم لا يعرف الغدير وحقيقته بسبب إقصائه، وحُرم من مبادئه وعطاياه، فضلاً عن المسلمين الذين لم يتعلّموا من عليّ سلام الله عليه وابتعدوا عن سيرته، فما هي مسؤوليتنا بعد أن أدركنا خسارة البشرية جراء تغييب الغدير؟ وبتعبير آخر: كيف نُحيي الغدير؟
لكي نعرف طبيعة وحجم المسؤولية التي يلقيها الغدير على عاتقنا، يجب أولاً أن نسأل أنفسنا، إلى أي مدى تعرّف العالم المعاصر على الغدير وسبر أسراره العميقة؟ وإذا كان العالَم يجهل الغدير فمن الذي يتحمّل مسؤولية هذا الجهل؟ وما هي طبيعة المسؤولية التي ينبغي أن نضطلع بها وفق مقرّرات الغدير تجاه المجتمعات الإسلامية؟
في الحقيقة، لا يحمل الجيل الحالي عموماً تصوراً واضحاً وصحيحاً عن الغدير، وتقع مسؤولية ذلك على عاتقنا نحن في الدرجة الأولى، فلو أدّينا واجبنا في شرح فكرة الغدير للناس لكان الوضع أفضل ممّا عليه الآن.
علينا أن نوضّح للعالم بأنّ الغدير يعني تحقيق الرفاهية وتوسيع نطاقها، لبلوغ التقدم والرقي في عمران المجتمعات الإنسانية، كما يعني المساواة بين الممسكين بمقاليد الاقتصاد والمال وبين باقي أفراد المجتمع، والقضاء على الطفيلية والعصابات. وحسب ثقافة الغدير، فإنّ المسؤولين عن الشؤون المالية هم المؤتمنون الذين بيدهم عصب الحياة المدنية والذي تدور به عجلة المجتمع.

 

 

 

 

موقع يا زهراء سلام الله عليها لكل محبي الزهراء سلام الله عليها فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومساهماتكم وترشيحكم كي يعلو اسمها سلام الله عليها ونعلو معه