كنت أبعث
إلى الحج ـ وأنا في العراق ـ كتباً صغيرة لتعريف الشيعة إلى العالم الإسلامي،
مثل: (هكذا الشيعة) و: (من هم الشيعة؟) وما أشبه إلى ثلاثة عشر كتاباً
(10)،
والعالم السني استقبلها بكل رحابة صدر، حيث أن الكتب كانت معرّفة بأصول
الشيعة وفروعها بإيجاز.
لكن الوهابية منعت
كل كتاب للشيعة أشد المنع.
فثلاثة أشياء
ممنوعة هناك: (الهيروين) و(السلاح) و(كتب الشيعة).
أما الهيروين،
فلهم الحق لأنه يفسد الجسم والروح.
وأما السلاح، فليس
من سبب في منعه، فالإسلام لم يمنعه، وإنما كان المسلمون يحملون السلاح في كل
زمان، ثم خطط المستعمرون لنزع السلاح من الشعب حتى يسيطروا على البلاد
بعملائهم.
وإني أذكر في أيام
الملكيين في العراق كان السلاح مباحاً للجميع، والى الآن في أمريكا السلاح
الخفيفة متعارفة، وهكذا في بعض البلاد الأخرى.
وليس السلاح مهماً
الآن، بل إني قائل بـ(اللاعنف) كما ذكرته في بعض الكتب.
وإنما
المهم(الكتاب) فلماذا المنع؟ وفي القرآن الكريم ـ وهو الأصل في دين الإسلام ـ
أشير إلى أدلة اليهود والنصارى والمشركين ومن إليهم ولم يتصور أحد أن ذلك
يضرّ بدين الإسلام.
وهكذا كان
الحال في التوراة والإنجيل..
واليوم في
العالم المسمّى بالحر، سواء في الشرق كالهند أو في الغرب كأمريكا وبريطانيا
وألمانيا وفرنسا، حيث لا منع للكتاب إطلاقاً..
فكيف يكون مركز
الوحي ـ الذي يجمع المسلمين في كل عام من شتى بقاع الأرض ـ يمنع فيه
العلم والكتاب، خصوصاً ما يوجب تعريف المسلمين بعضهم إلى بعض!!
وقد رأيت كتاب(هورال
المولال) الذي ألفه البعض ضد إسرائيل وبيّن فيه كيفية هدم إسرائيل، مع ذلك لم
تتمكن إسرائيل من منعه، والكتاب مطبوع متداول في إسرائيل، وفي البلاد
العربية.
وهكذا رأيت
كتاب(إسرائيل ذلك الدولار الزائف) وهو متداول في العالم وفي إسرائيل بالذات.
ولعل البعض كان
يتصور أن لمنع الكتاب في العالم السابق وجه.. أما منعه اليوم و في عالم
منفتح والذي اصبح كقرية واحدة فهو بلا دليل إطلاقاً.
مضافاً إلى انه لم
يُر ضررٌ للكتاب بل العكس هو الصحيح، وذلك:
أولاً: لأنه بكتاب
الضد ـ فرضاً ـ يتجلى الضد أكثر فأكثر، إذ(وبضدها تتعرف الأشياء) وببيان الحق
يظهر زيف الباطل.
وثانياً: الكبت
يولّد الانفجار، أما عدم الكبت فلا، ومن هنا: كان الحزب الشيوعي في الغرب
الرأسمالي مجازاً ولا يتمكن أن يفعل أيّ شيء.
وفي لبنان، الكتاب
مجاز بكل أشكاله وصوره، فهل تمكن الكتاب أن يوجد خللاً في البلاد أو تحريفاً
للمسيرة، بل بالعكس .. الفوضى نتيجة الكبت، والإنسان حريص على ما منع،
بالاضافة إلى سوء السمعة العالمية.
أما ما كان من
الارهاب العملي وحرق المكتبات وما أشبه فقد انتهى دوره كما في قصة المغول
والقرون الوسطى في أوروبا وفي بعض البلاد أحياناً، فقد ولّى من غير رجعة.
فاللازم
الاهتمام حتى تتحرر تلك البلاد الطاهرة المشتملة على بيت الله الحرام وحرم
رسوله(صلى الله عليه وآله وسلم) والبقيع الغرقد من هذه المشكلة التي انقضى
زمانها بلا رجوع.
نسأل الله سبحانه
إيقاظ المسلمين وهدايتهم إلى السبيل القويم.
|