الصفحة الرئيسية الصفحة الرئيسية
القران الكريم القران الكريم
أهل البيت ع أهل البيت ع
المجالس    المحاضرات
المجالس   اللطــــميات
المجالس  الموالــــــيد
الفيديو   الفــــــيديو
الشعر القصائد الشعرية
مفاهيم اسلامية
اسال الفقـــيه
المقالات المقـــــالات
القصص الاسلامية قصص وعبر
القصص الاسلامية
الادعية الادعيةوالزيارات
المكتبة العامة المكتبة العامة
مكتبة الصور   مكتبة الصور
مفاتيح الجنان مفاتيح الجنان
نهج البلاغة   نهج البلاغة
الصحيفة السجادية الصحيفة السجادية
اوقات الصلاة   اوقات الصلاة
 من نحــــــن
سجل الزوار  سجل الزوار
اتصل بنا  اتصــــل بنا
مواقع اسلامية
ويفات منوعة ويفات منوعة
ويفات ملا باسم الكلابلائي ويفات ملا باسم
ويفات ملا جليل الكربلائي ويفات ملا جليل
فلاشات منوعة فلاشات مواليد
فلاشات منوعة فلاشات منوعة
فلاشات منوعة فلاشات احزان
ثيمات اسلامية ثيمات اسلامية
منسق الشعر
فنون اسلامية
مكارم الاخلاق
كتب قيمة
برامج لكل جهاز

الإمام علي(ع)نموذج حي للعدل والتسامح والقيادة الفذة


قليل من وقتك رشحنا لافضل المواقع الشيعية ان احببت شكر لكم

 

يستطيع الانسان ان يصف الشخوص التي تستحق المجد من خلال ما قدمته من علم ومعرفة وازدهار وتضحية للانسانية بتناول جوانب الخير في تلك الشخوص وتقديمها على انها انموذج يستحق التخليد والاقتداء، وذلك من خلال نقل الصفات الحسنة والخصال الحميدة التي يتمتع بها هذا الأنموذج.

ولكن المرء يحار من اين يبدأ حين يستذكر الشخصية التي جمعت كل ما في الوجود من معاني الخير والعلم والمعرفة والقوة والايثار والعدل الالهي...، تلك هي شخصية الامام علي بن ابي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، إبن عم الرسول الأعظم (ص)، وأول من لبَّى دعوته واعتنق دينه، وصلّى معه.

لم تعرف الإنسانية في تاريخها الطويل رجلاً  بعد الرسول الاكرم (ص) أفضل من الامام علي، ولم يسجّل لأحد من الخلق بعد النبي(ص) من الفضائل والمناقب والخصال الطيبة، ما سجّل لعلي بن ابي طالب، وكيف تحصى مناقب رجل كانت ضربته لعمرو بن عبد ود العامري يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين، وكيف تعد فضائل رجل أسرّ اولياؤه مناقبه خوفا، وكتمها اعداؤه حقداً، ومع ذلك شاع منها ما ملأ القلوب حبا واقتداءا، وهو الذي لو اجتمع الناس على حبه كما قال الرسول (ص)، لما خلق الله النار.

الولادة الميمونة

ولد علي (ع) في يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب المبارك، قبل البعثة النبوية باثنتي عشرة سنة، في جوف الكعبة، الفضل الذي لم ينله أحد في تاريخ الانسانية على الاطلاق، وهكذا كان عليه السلام أول مولود ولد في داخل الكعبة المشرّفة، ولم يولد فيها بعده سواه، تعظيماً له من الله سبحانه وإجلالاً.  

وكان عليه السلام أول من ولده هاشم مرتين ( من ناحية الاب والام)، فمن جهة الأب هو علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم، ومن قبل الأم فهي فاطمة بنت أسد بنت هاشم.

وجاء في كتاب كشف الغمة حول ولادته: قال يزيد بن قعنب، كنت جالساً مع العباس بن عبد المطلب (رض) بازاء بيت الله الحرام، اذ أقبلت فاطمة بنت اسد أم اميرالمؤمنين (عليه السلام) وكانت حاملا به لتسعة اشهر، وقد اخذها الطلق فقالت: يا رب اني مؤمنة بك، وبما جاء من عندك من رسل وكتب واني مصدّقة بكلام جدّي إبراهيم الخليل وانه بنى البيت العتيق فبحق الذي بنى هذا البيت والمولود الذي في بطني إلا ما يسّـرت عليّ ولادتي، فدخلت فاطمة بنت اسد فيه وغابت عن ابصارنا، واردنا ان نفتح الباب فلم ينفتح فعلمنا ان ذلك من امر الله تعالى، ثم خرجت وعلى يدها علي بن ابي طالب (عليه السلام).

علماً ان هذه الحادثة ذكرها علماء المسلمين ومؤرخيهم من امثال العلامة سبط ابن الجوزي الحنفي في كتابه تذكرة الخواص، والشيخ الطوسي في أماليه، والشيخ المفيد في الارشاد، والسيد ابن طاووس في الطرائف، والمسعودي في كتابيه إثبات الوصية ومروج الذهب، وغيرهم كثيرون.

ومضى عليه السلام وهو إبن خمس وستين سنة، ونزل الوحي على رسول الله وللامام إثنا عشر سنة، وأقام بمكة مع النبي (ص) ثلاث عشرة سنة، ثم هاجر فأقام معه بالمدينة عشر سنين وأقام بعده ثلاثين سنة، وقبض عليه السلام في ليلة الجمعة إحدى وعشرين من شهر رمضان المبارك سنة أربعين من الهجرة وقبره بالغري بمدينة النجف الأشرف في العراق. دفنه ابنه الحسن (ع) في الغـري، وأخفى قبره مخافة الخوارج ومعاوية، وهو اليوم ينافس السماء سمو ورفعة، على أعتابه يتكدس المؤمنون، ويتنافس المسلمون في زيارته من جميع العالم الإسلامي للتبرك وطلب الشفاعة والدعاء الى الله تعالى بجوار القبر المشرف.

ان الحديث عن علي بن ابي طالب لاتسعه مجلدات ولا تحصيه ارقام ولكن لا بد لنا من معرفة وتذكير يسير بما كانت تحمله هذه الشخصية الفذة من علم وايمان وعدل وتسامح حتى اصبحت محورا فاصلا بين الخير والشر الى يومنا هذا، بل الى يوم القيامة، حيث يذكر رسول الله(ص) إمارة وإمامة علي قائلا: ان شيعتك (اي من تبعك) هم الفائزون.

اختلفت الامة الاسلامية في إمامته بعد وفاة رسول الله (ص)، حيث اراد فريق منهم اتباع الشورى او الانتخاب تاركين امر الله تعالى من خلال ماوصى به النبي الاكرم(ص) في ان الولاية والخلافة من بعده للامام علي(ع)، وقالت شيعته وهم: بنوهاشم كافة، وسلمان وعمار وابوذر والمقداد وخزيمة بن ثابت ذوالشهادتين وابو ايوب الانصاري وجابر بن عبد الله وابوسعيد الخدري في امثالهم من أجلّة المهاجرين والانصار، انه كان الخليفة بعد رسول الله (ص) لما اجتمع له من صفات الفضل والكمال والخصائص التي لم تكن في غيره من سبقه إلى الإسلام ومعرفته بالأحكام وحسن بلائه في الجهاد و بلوغه الغاية القصوى في الزهد والورع والصلاح وما كان له حق القربى ثم للنص الوارد في القرآن وهو قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكاة وهم راكعون).

 والولاية كانت ثابتة له عليه السلام بنص القرآن وبقول النبي (ص) يوم الدار، وقوله في غدير خم، فكانت إمامته عليه السلام بعد النبي ثلاثين سنة، منها اربع وعشرون سنة واشهر ممنوعاً من التصرف آخذاً بالتقية والمداراة، محلاً عن مورد الخلافة لحقن دماء المسلمين، قليل الأنصار كما قال :(فطفقت أرتأي بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء )، ومنها خمس سنين واشهر ممتحناً بجهاد المنافقين من الناكثين والقاسطين والمارقين مضطهداً بفتن الضالين واجداً من العناء ما وجده رسول الله (ص)  ثلاث عشرة سنة من نبوته ممنوعاً من أحكامها حائفاً ومحبوساً وهارباً ومطروداً لا يتمكن من جهاد الكافرين ولا يستطيع الدفاع عن المؤمنين.

وممن بايعه (ع) بغير ارتياب بالإجماع والإتفاق، من المهاجرين: عمار بن ياسر - الحصين بن حارث بن عبدالمطلب - الطفيل بن الحارث - مسطح بن اثاثة - جهجاه بن سعيد الغفاري - عبدالرحمن بن حنبل الجمحي - عبدالله و محمد إبنا بديل الخزاعي - الحارث بن عوف - البراء بن عازب - زيد بن صوحان - يزيد بن نويرة - هاشم بن عتبه المرقال - بريدة الأسلمي - عمرو بن الحمق الخزاعي - الحارث بن سراقة - أبوأسيد بن ربيعة - مسعود بن أبي عمر - عبدالله بن عقيل - عمرو بن محصن - عدي بن حاتم - عقبة بن عامر - حجر بن عدي الكندي - شداد بن اوس .

ومن الأنصار: أبو أيوب خالد بن زيد - خزيمة بن ثابت - أبو الهيثم بن التيهان - أبوسعيد الخدري - عبادة بن الصامت - سهل وعثمان إبنا حنيف - أبو عياش الزرقي - سعيد وقيس إبنا سعد بن عبادة - زيد بن أرقم - جابر بن عبدالله بن حرام - مسعود بن أسلم - عامر بن أجبل - سهل بن سعيد - النعمان بن عجلان - سعد بن زياد - رفاعة بن سعد - مخلد وخالد إبنا أبي خالد - ضرار بن الصامت - مسعود بن قيس - عمرو بن بلال - عمارة بن أوس - مرة الساعدي - رفاعة بن رافع الزرقي - جبلة بن عمرو الساعدي - عمرو بن حزم - سهل بن سعد الساعدي .

اننا اليوم اذ نستذكر هذه السيرة العظيمة نكون بأحوج حال الى قيادة تحق الحق وتقيم العدل بالقوة والعلم والحكمة في ارجاء العالم الاسلامي، بعد ان اختلط الحابل بالنابل وتمترس النفاق خلف ارهاب اعمى لا يبقي ولايذر من الحرث والنسل مستهدفا البراءة والانسانية والطفولة في العراق الجريح بل في كل مكان من العالم لو امكنه ذلك.

واذا ما اردنا ان نحق الحق ونقيم العدل ونمحق الباطل فليس لنا الا ان نحتذي بحكومة اقرب ما تكون لحكومة الامام علي(ع) التي لم يذكر التاريخ في كتب الأتباع والخصوم على السواء ان احدا ظُلم فيها حتى وان كان يهوديا او نصراني.

حكومة العدل

كانت سياسة الامام علي(ع) في مختلف الابعاد، وفي كل امر مارسه، سياسة حكيمة رشيدة مقتبسة من سياسة الله تعالى خالق البشر وكل شيئ، والمنزًل للقرآن الحكيم الذي هو اجمع دستور عرفه البشر.

وبدءاً من امر الوحدة الاسلامية، لم يدع الامام علي(ع) مجالا للمشعوذين والمنافقين والذين يريدون القاء الخلاف وبث الفرقة بين المسلمين، حيث يذكر كتاب (كشف الغمة) بسنده عن الامام الحسين (ع)، انه قال: جاء رجل الى امير المؤمنين(ع) يسعى بقوم، فامرني ان دعوت لها قنبرا، فقال له علي(ع): اخرج الى هذا الساعي فقل له، قد اسمعتنا ما كره الله تعالى فانصرف في غير حفظ الله تعالى.

منطق العدل

والعدل هو اساس سياسة الامام علي(ع) في كل امر، ومن ذلك ما اوصى به ولاته في اهل الكتاب ومنهم اليهود الذين وصفهم القران الحكيم بانهم( اشد الناس عداوة للذين امنوا )، فقد اخرج الكليني في ( الكافي) عن رجل من ثقيف كان من عمال الامام (ع)، قال: استعملني علي بن ابي طالب(ع) على بانقيا وسواد من الكوفة، فقال لي والناس حضور، انظر خراجك فجد فيه ولا تترك من درهما. فاذا اردت ان تتوجه الى عملك فمر بي. قال، فاتيته فقال لي، اياك ان تضرب مسلما او يهوديا او نصرانيا في درهم خراج، فانما امرنا ان ناخذ منهم العفو.

تصحيح خط المسلمين

كان الامام علي (ع) يعلم ان معاوية لن يقتل في صفين، وسيبقى ليعيث الفساد في الارض، وانما حاربه الإمام لتصحيح خط المسلمين وليفضح نواياه الهدامة للدين، وليسلب الشرعية عن معاوية وحكمه ومن ياتي من بعده ويبني على اسسه.

وهكذا كان امير المؤمنين علي (ع) يطبق الاسلام تطبيقا دقيقا في الامور الصغيرة والكبيرة، لان الامر الصغير كبير اذا كان حكم الله، والكبير كبير لانه حكم الله تعالى.

بهذا المنظار الواقعي العميق كان الامام(ع) يقيم سيرته مع الناس وفي مختلف مناحي الحياة، كما كان (ع) هكذا دقيقا وعميقا في حياته الشخصية.